جدة "الحياة" - بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس امس زيارة رسمية الى السعودية تستغرق يومين يبحث خلالها مع القيادة السعودية تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وأخر المستجدات على الساحتين العربية والدولية. وعقد نائب خادم الحرمين الشريفين الامير عبدالله بن عبدالعزيز والملك محمد السادس جلسة محادثات رسمية استعرضا فيها آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها والروابط الاخوية بين قيادتي البلدين. كما جرى بحث الوضع في الشرق الاوسط وتطورات القضية الفلسطينية. وحضر المحادثات من الجانب السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام ومن الجانب المغربي وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد بن عيسى. وأكد بن عيسى ان للمملكة العربية السعودية دوراً رائداً في دعم القضايا العربية والاسلامية، وان دورها أصبح ملحوظاً في المحافل الدولية والاقليمية. وقال بن عيسى ان المحادثات التى سيجريها العاهل المغربي مع الامير عبدالله بن عبدالعزيز ينظر اليها ب"أمل كبير نظراً لدور البلدين الشقيقين ومصداقيتهما التي يتمتعان بها لدى الاطراف المعنية بقضية السلام في الشرق الاوسط"، لافتاً الى ان الزيارة أتت في وقت يتسم بالخطورة والآمال وفي وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لأفظع الاعمال والانتهاكات في أرضه ومؤسساته وبنيته التحتية والاقتصادية معبراً عن أسفه لعدم مقابلة حكومة ارييل شارون التحرك العربي برد فعل ايجابي. واشار الوزير المغربي الى ان الجولة جاءت بعد زيارة الامير عبدالله والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى الولاياتالمتحدة وقبيل زيارة الرئيس مبارك لها وبالتالي فهي تأتي في اطار تفعيل عملية السلام والتأكيد للدول الكبرى ان العرب جادون في هذا الاتجاه. واستقبل العاهل المغربي عند وصوله الى جدة مساء امس الامير عبدالله بن عبدالعزيز والامير سلطان بن عبدالعزيز وأمير منطقة مكةالمكرمة الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز وعدد من المسؤولين السعوديين. ويزور الملك محمد السادس اليوم الاربعاء المدينةالمنورة حيث يزور المسجد النبوي الشريف وذلك قبل ان يغادر عصراً الى الدوحة في زيارة رسمية لدولة قطر. دعم سوري - مغربي كامل لمبادرة السلام العربية وفي دمشق، اكد الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل المغربي محمد السادس "الدعم الكامل" لمبادرة السلام العربية، مشددين على اهمية "عدم الخلط" بين المقاومة المشروعة للاحتلال والعمليات الارهابية. جاء ذلك في "بيان مشترك" صدر امس في ختام زيارة العاهل المغربي التي استمرت اربعة ايام بدلاً من ثلاثة كما كان مقرراً. وجال الملك محمد السادس اول امس في اسواق دمشق والمناطق السياحية والاثرية. وافاد البيان ان المحادثات الرسمية التي جرت بين الاسد والملك المغربي "اظهرت توافق وجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والاسلامية والدولية. وشدد القائدان على اهمية تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط وعلى ضرورة الالتزام بمرجعية مؤتمر مدريد وبخاصة مبدأ الارض مقابل السلام وقراري مجلس الامن 242 و338، وانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشريف والجولان السوري المحتل الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وباقي الاراضي اللبنانية المحتلة". ولم يشر البيان الى فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام، لكنه نقل عن الزعيمين "دعمهما لمبادرة السلام العربية لاحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط" وانهما طالبا "المجتمع الدولي بدعم هذه المبادرة ووضعها موضع التنفيذ". كما طالب الاسد والملك محمد السادس "المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الامن بتحمل مسؤولياته لايقاف الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني الاعزل التي ترقى الى جرائم حرب"، ونددا ب"التهديدات الاسرائيلية ضد كل من سورية ولبنان"، مشددين على "ضرورة عدم الخلط ما بين مقاومة الشعوب المشروعة لتحرير اراضيها من الاحتلال الاجنبي وبين العمليات الارهابية"، ذلك ان المواثيق الدولية "تكفل للشعوب حقها بمقاومة المحتل الاجنبي وان لا علاقة للمقاومة بالارهاب بأي شكل من الاشكال".