لندن، الرياض، الدار البيضاء - "الحياة"، واس - التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني صباح أمس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مقر رئاسة الحكومة البريطانية في حضور وزير الخارجية جاك سترو. وجاء لقاء العاهل الأردني مع بلير ضمن الجولة التي يقوم بها بهدف بلورة موقف دولي حازم للضغط على اسرائيل لسحب قواتها من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي وفك الحصار على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والتعامل مع قيادته الشرعية وتفعيل دور بريطانيا والدور الأوروبي في القضية الفلسطينية. وأكد الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء ان العملية السياسية يجب أن تكون مبنية على أساس الشرعية الدولية للوصول الى الحل الدائم والشامل مع الأخذ في الاعتبار بالرؤية السياسية المتمثلة بمبادرة السلام العربية، واعلان مدريد وقرار مجلس الأمن الرقم 1397. وكان العاهل الأردني التقى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي يزور المغرب حالياً في الدار البيضاء بعدما أنهى محادثات ثنائية مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الأحد. واعلن في الرياض ان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، بحث مع العاهل الاردني في الوضع في الشرق الاوسط. وبثت وكالة الانباء السعودية ان اللقاء الذي يأتي قبل الاجتماع الذي يعقده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الخميس مع الرئيس الاميركي جورج بوش، عقد بعد وصول الملك عبدالله الثاني الى الدار البيضاء مساء الاحد. وتناولت المحادثات "الاوضاع الراهنة في الشرق الاوسط وفي مقدمها القضية الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة وما يعانيه الشعب الفلسطيني وقيادته من حصار وتقتيل وتشريد وتدمير لبنيته الاساسية على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلية". ونقلت الوكالة عن الأمير عبدالله والعاهل الاردني تأكيدهما "ضرورة انسحاب القوات المعتدية من أراضي السلطة الفلسطينية ووقف سفك دماء الشعب الفلسطيني". كما اكدا ضرورة "اقامة دولة فلسطين على ترابها الوطني وعاصمتها القدس وايجاد سلام دائم وعادل يحقق الامن والاستقرار لكل دول المنطقة". وتناولا ايضاً مبادرة السلام العربية التى طرحها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لحل مشكلة الشرق الاوسط وأقرتها القمة العربية في بيروت. وجرى عرض مجمل الاوضاع العربية والاسلامية والدولية الراهنة ومواقف البلدين منها اضافة الى بحث أطر التعاون بين البلدين وتفعيلها بما يخدم مصالحهما المشتركة. وكان مسؤول اردني يرافق الملك عبدالله صرح بأن اللقاء سيتناول "الجهود العربية والدولية الرامية الى ارغام اسرائيل على الانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي اعادت احتلالها منذ 29 آذار مارس الماضي وانهاء حصارها لمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات" في رام الله. ووصف مصدر ديبلوماسي في الدار البيضاء المحادثات بين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل الاردني وشارك فيها الامير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي، بأنها كانت مثمرة وبناءة ومكنت من تنسيق المواقف حيال الأزمة في منطقة الشرق الاوسط. واشار الى ان المحادثات التي شارك فيها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والسفير عبدالعزيز خوجة ورئيس الديوان الملكي الاردني فايز الطراونة تمت على جولتين، واستمر الجانب المغلق منها اكثر من ساعة. وقال المصدر ان المحادثات عرضت تطورات الاوضاع العربية والتنسيق بين الدول العربية والاسلامية لتحويل مبادرة السلام الى قرار دولي ملزم. وتلقى ولي العهد السعودي ايضاً رسالة من الرئيس المصري محمد حسني مبارك نقلها موفد عنه هو عمر سليمان تناولت آخر التطورات في المنطقة وجهود احياء السلام، وتلقى ايضاً رسالة من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني نقلها مستشاره طارق بن عمار. وغادر وزير الخارجية السعودي المغرب متوجهاً الى واشنطن للترتيب لزيارة ولي العهد السعودي.