بعد تحويل النظارات الطبية من وسيلة لتقويم النظر الى موضة لأصحاب النظر الضعيف، دخلت أجهزة تقويم الأسنان وأدواتها "بريسز" عالم الموضة بدورها، من خلال ألوان قلبت الملمح "الحديد" للفم الى صرعة أسنان ملونة، ما شجّع زهاء 3 ملايين مراهق في أميركا وكندا على استخدام تلك الأدوات وحث مصمميها على ابتكار تصاميم لا ينفر منها المريض والناظر إليه، خصوصاً أن تثبيتها يطول سنين. ويعترف معظم الأطباء ان "المرضى" يلجأون الى أجهزة تقويم الأسنان لأهداف تجميلية أكثر منها طبية وأن تحسين شكلها وتنوع ألوانها عزز الاقبال على استخدامها. صنعت أجهزة تقويم الأسنان الأولى من مادة الفولاذ عديم الصدأ وتظهر جلياً على الأسنان مع رباطها المعدن. ثم توصل الاختصاصيون منذ أكثر من 15 سنة، الى ازالة هذا الرباط والاستعاضة عنه بدعامة رفيعة، خففت من منظر "الفم الحديدي". حتى باتت هذه الدعامات تصنع من مواد تجميلية مختلفة، تكون شفافة أو بلون الأسنان أو مذهبة، علماً ان العمل فيها أصعب وأكثر كلفة. وأصبح في امكان البعض اضافة الوان مختلفة إليها بأسلاك مطاط ملونة يمكن من خلالها رسم علم بلاد أو شعار معين. كل ذلك من دون المساس بحجم الجهاز أو شكله. تلك الابتكارات والتحولات في طب تقويم الأسنان، حولها الطبيب اللبناني جمال يونس، عضو الجمعية الأميركية لطب الأسنان، الى موضة تجميلية، سجّل براءة اختراعها في وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان وكذلك في الولاياتالمتحدة وألمانيا. ويقوم اختراع يونس على استعمال اطارات مطاطية ملونة في شكل معين قلب، زهرة... تتكامل وسلسلة من الحلي صممها الطبيب بنفسه من مكونات جهاز التقويم، لتشكل طقماً متكاملاً من خاتم وحلق وسوار وعقد... للفتيات، وملقط ربطة عنق وعلاّقة مفاتيح للشباب، اضافة الى جهاز لتقويم الأسنان يستخدمه اشخاص لا يحتاجون إليه لغرض طبي أو تجميلي. ويعتبر يونس انه من خلال اختراعه الذي ابتكره على نوعين، طبي وتجميلي، يستطيع مستخدمه التحكم باللون وشكل الجهاز في شكل يومي. ولكن، لا يمكن التلاعب في أحجام الأدوات وأشكالها المعتادة إذا كانت لدواع طبية. ويتم تعديل اللون، بحسب الذوق، عند مراجعة الطبيب. أطلق يونس على اختراعه اسم "موضة تقويم الأسنان" Orthodontical fahion. وصنع 28 نموذجاً تتضمن اشكالاً مختلفة لأجهزة التقويم وحليها. وشارك بها في مسابقتين لتصميم المجوهرات، الأولى في سويسرا والثانية في دبي مسابقة الابداع الحر للمجوهرات. وبذلك تحولت أجهزة التقويم إلى موضة للزينة، تماماً كالنظارات غير الشمسية، بعيداً من هدفها الطبي - التجميلي. وفي هذا الشأن، تعتبر نورا ناكوزي، إحدى مستخدمات جهاز تقويم الأسنان ان استعمال الألوان في تلك الأجهزة موضة "تجعل المريض يتقبل وضع الجهاز بصورة أسرع. وهذا ما حدث مع أصدقائي عندما رأوني اضع جهازاً ملوناً منسقاً مع حلي ال"بريسز"، باعتبار انها صرعة". وترى تانيا طربيه أن مع ألوان أو من دونها "لا احب ارتداء ال"البريسز" علماً اني استخدمتها لغرض طبي. ولا أشعر انها ستتحول الى موضة كما النظارات الطبية، لأنها مهما تنوعت سيبقى منظرها غير محبب". لكن يبدو ان فكرة تزيين الأسنان، مع أجهزة التقويم أو من دونها، راودت العديد من الأطباء حول العالم. واستطاعت إحدى الطبيبات السويديات تثبيت حلي على الأسنان، مصنوعة من ذهب أو فضة أو لؤلؤ أو حتى من ماس، بواسطة مادة لاصقة خاصة. وهي صرعة جديدة منتشرة في لندن وباريس، ليصدق من قال "أسنان لولو".