اعتذر القادة التاريخيون لتنظيم "الجماعة الاسلامية" في مصر والذين يقضون عقوبة السجن في قضية اغتيال الرئيس انور السادات الى الشعب المصري عن "الجرائم" التي ارتكبها عناصر التنظيم في عقد التسعينات. وكشفوا انهم يدرسون دفع تعويضات لعائلات الضحايا. وقال زعيم "الجماعة" كرم زهدي المحكوم بالاشغال الشاقة المؤبدة، "إننا مدينون للشعب المصري باعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها الجماعة الاسلامية ضد مصر. ولن نقدم اعتذاراً فحسب، بل اننا فكرنا بجدية داخل مجلس شورى الجماعة في مسألة اعطاء ديات لعائلات ضحايا الاحداث السابقة من عوائد بيع كتبنا إذا ما استطعنا وامتلكنا المقدرة على ذلك". ونقلت مجلة "المصور" المصرية عن زهدي، وعن عدد آخر من اعضاء "مجلس شورى" التنظيم داخل السجن، قوله "القضية كانت تتعلق بالفعل ورد الفعل بدأت بمسألة الاعتقالات ثم العنف ثم الرد بالعنف واخذت الامور تتصاعد على كل الاتجاهات. ودائماً ردود الفعل تكون مليئة بالاخطاء لان العمل غير المعد إعداداً فيه قناعة وسيطرة شرعية وعقائدية غالبا ما تكون فيه اخطاء شديدة جداً، لذلك فإن فترة التسعينات كانت مليئة بالاخطاء". وتحدث قادة التنظيم الذي نفذ عناصره غالبية عمليات العنف في التسعينات في مصر، مما اسفر عن مقتل نحو 1300 شخص، عن اربعة كتب طرحوها في الاسواق بداية العام الجاري تضمنت الاسباب الفقهية والشرعية التي استندوا اليها في تحولهم نحو النهج السلمي. وقال زهدي: "راجعنا مسألة الخروج على الدولة بالسلاح، فوجدنا ان هناك اموراً كثيرة تمنع من الخروج والحزم. ولمن يفهم ذلك شرعاً قولنا هذه الشروط. اما غير المقتنعين، فلهم اسلوب آخر في الاقناع ... لم نعتمد فقط على مبررات شرعية معينة. نتحدث الى اشخاص غير مقتنعين بهذه الناحية الشرعية لا بد أن نفهمهم انه حتى من الناحية العملية لن يستطيعوا الخروج. فالمسألة ليست عدم قناعة فكرية بل هي قناعة فكرية وشرعية تامة بعد مراجعة استمرت 16 سنة"، مشيرا الى ان التنظيم اتخذ قراراً بحل جناحه العسكري "وأن كل عناصر الجماعة قبلوا القرار". وعن موقف الزعيم الروحي للتنظيم الدكتور عمر عبد الرحمن وآخرين من قادته المقيمين في الخارج من المبادرة السلمية، قال القيادي في التنظيم ناجح ابراهيم: "ان الجماعة الاسلامية تتميز عن غيرها بأنها جماعة شبه منظمة ونسبة الشورى فيها كبيرة جداً، ودائماً نتشاور مع بعضنا البعض ومع قواعدنا التي تبادلنا الرأي نفسه، ونأخذ الرأي عن شورى وليس عن عجلة. والجماعة تتميز ايضا بأن الطاعة فيها موجودة وبشكل جيد، وتثق الجماعة في قيادتها، كما تثق القيادة في الافراد ويوجد ترابط ولولا هذا الترابط لما قبلت كل القواعد هذا الفكر الجديد ولما حظيت المبادرة بقبول الجميع". واوضح ابراهيم ان زهدي هو الذي يترأس "الجماعة الاسلامية" حالياً. ووصفه بأنه "رأس المبادرة. ورداً على سؤال عن موقف القيادي الآخر مصطفى حمزة قال زهدي: "هو أعلن موافقته على المبادرة السلمية على العالم كله في آذار مارس 1999، رغم وجوده في ايران، ونشره في بعض الصحف وكان وقتها تم عزل الشيخ رفاعي من "مجلس شورى" الجماعة وتولى حمزة المجلس في الخارج ثم اعلن موقفه وبه اكتملت كل طوائف الجماعة الاسلامية مجتمعة خلف المبادرة". ووصف زهدي العناصر التي تنتمي الى "تنظيم الجهاد" بأنهم "شتات" وقال: "الجهاد ليست له على الساحة المصرية قوة في الداخل، ولذلك اتوقع في الفترة القادمة انه سوف يتجه الى نفس طريقة مبادرة الجماعة الاسلامية وقوة الجهاد كانت في الخارج وبالتحالف مع اسامة بن لادن قاموا بأحداث 11 ايلول سبتمبر وقبلها حادثا نيروبي ودار السلام، لكن ليس لهم داخل مصر أية قوة لانهم شتات". وشن زهدي هجوماً عنيفاً على بن لادن، مؤكداً أن أحداث أيلول سبتمبر الماضي "أساءت للإسلام إساءة شديدة"، وأضاف: "تتوقع ألا يستطيع اسامة بن لادن أن يستكمل هذا الاسلوب لأنه لن يكون أسلوباً فعالاً في التغلب على إسرائيل وعلى الولاياتالمتحدة، لكنه سيكون بمثابة صورة غير مشرفة للمسلمين هناك". ونفى وجود صلة لپ"الجماعة الإسلامية" بتنظيم "القاعدة". وقال: "مرة واحدة أعلن رفاعي طه أنه انضم إلى وثيقة يجتمع فيها عدد من الجماعات لمحاربة اليهود والنصارى، وأرسلنا إليه من هنا خطاباً مع المحامي قلنا فيه إننا نرفض هذا الاتجاه تماماً، وقلنا له إما أن تترك هذه الجماعة الجديدة وإما أن يتم إبعادك عن الجماعة الإسلامية وهو انسحب قبل مرور اسبوع. وبعد اسبوع واحد من انسحابه وقعت أحداث ضرب السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام وكأن الأمر كان فخاً وكميناً لكل هذه الجماعات لتحمل سوءات الضربة التي اريد أن يوجهها اسامة بن لادن للأميركان"، وتابع: "قتل التجار محرم شرعاً ومبنى التجارة العالمي كله تجار، وقتل النساء والأطفال والشيوخ محرم شرعاً وقد قتل الكثير من هؤلاء في المبنى، قتل المسلمين محرم شرعاً وقد كان في مبنى التجارة أكثر من 600 مسلم ومسلمة قتلوا مع من قتلوا، هذه أرواح بريئة وزكية وسيُسأل عنها ابن لادن ومن معه.. والله أعلم".