سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تجاوز الخسائر سيكون ممكناً بعد خمس سنوات تمهيداً لتعويمها ."القطرية" توسع شبكتها الى 60 محطة وأسطولها الى 35 طائرة وتستعد لدخول تحالف دولي ورفع عدد مسافريها إلى خمسة ملايين
تنوي "الخطوط الجوية القطرية" مضاعفة أسطولها الى 35 طائرة قبل عام 2005، وزيادة عدد مسافريها ثلاثة أضعاف قبل عام 2006. وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للناقلة الفتية التي تأسست عام 1994 إن شركته ستستفيد بلا شك من قرار الحكومة القطرية، التي هي شريك رئيس في الشركة، الانسحاب من شركة "طيران الخليج" وتكريس الموارد الوطنية من حقوق نقل وأموال لدعم شركة الطيران الوطنية. وتجنب، في مقابلة مطولة مع "الحياة"، الحديث صراحة عن خطط شركته لمرحلة ما بعد "طيران الخليج" التي خاضت "القطرية" معارك منافسة حامية معها في السنوات الأخيرة، لكنه أكد أن الشركة باتت تملك كل الوسائل اللازمة لتحقيق نمو سريع، مشيراً إلى أن "القطرية" ستتمكن من تحقيق أرباح في مدى خمسة أعوام من الآن، و"ربما أسرع بعد انسحاب قطر من طيران الخليج"، ما سيتيح إدراجها في البورصة وبيع حصة الحكومة فيها لمستثمرين أجانب. وأضاف أنه سيعلن قريباً نبأ على قدر من الأهمية في ما يخص "دخول الناقلة في أحد التحالفات الدولية"، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. أكد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي ل"القطرية" أن الناقلة باتت مزودة الآن بكل الامكانات اللازمة لتطبيق استراتيجية توسع حقيقية. وأضاف: "أي شركة طيران وطنية تعمل وفق خطة واضحة تحتاج إلى فترة عشر سنوات لتستثمر وتثبت نفسها. ونحن سُمح لنا بالتوسع في أنشطتنا، وفي الوقت ذاته تم توسيع المطار. ومثل هذه الاستثمارات الرأسمالية الكبيرة لا عائد مباشر لها، لكنها تخدم تطور الاقتصاد ككل، وبالتالي تمنحنا القدرة لنرفد الاقتصاد ونلعب فيه دورنا المفترض لربط قطر بالعالم". وأضاف: "يشكل تطوير المطار أحد أوجه التنمية الأساسية لحركة النقل الجوي التي تقوم بها قطر. وهدفنا الحالي هو الاستحواذ على 15 في المئة من اجمالي حركة النقل الجوي في منطقة الخليج. ونحن استثمرنا مبالغ كبيرة في تطوير المطار وإعاده تأهيله إلى أن صار في صورته الجديدة، وقادراً على استقبال تدفق السياح من مختلف أنحاء العالم". وأشار إلى "أهمية عملية التوسعة الحالية في المطار الذي عُهد الى الخطوط القطرية بالاشراف عليه منذ العام الماضي" وإلى "توسعة جديدة بوشر بها الشهر الماضي وكلفتها 20 مليون دولار، على أن تنتهي قبل آخر السنة". وتبلغ كلفة مشروع تطوير المطار الذي تشرف عليه "القطرية" بليون دولار، وسينتهي بناؤه وتجهيزه عام 2005 ليكون قادراً على استقبال أكثر من خمسة ملايين مسافر في السنة. ويتضمن المشروع بناء محطة ركاب جديدة ومبنى جديد خاص لعمليات الشحن الجوي وشق مدرج ثانٍ يصلح لاستقبال الطائرات العملاقة، لا سيما من طراز "ايرباص 380". وتتوزع ملكية "القطرية" التي باتت تنتمي الى القطاع المشترك، بين أكثر من 40 في المئة هي مقدار حصة الحكومة، وما يقارب 60 في المئة تعود الى مستثمرين من القطاع الخاص. وتتألف مجموعة "القطرية" من الناقلة نفسها، ومن ست شركات أخريات تنشط في مجال يتعلق بأنشطة الطيران والخدمات التابعة. وتتميز الناقلة بحداثة عمر أسطولها الذي لا يتجاوز في المتوسط 7،5 سنة. وهي ركزت جهودها خلال السنوات الماضية على توسيع أنشطة المناولة الأرضية والتموين والسوق الحرة والشحن الجوي. 60 وجهة عام 2004 وقال الباكر: "ننوي زيادة عدد وجهاتنا الى 60 محطة بحلول عام 2004. والوصول بعدد مسافرينا الى خمسة ملايين عام 2006. وتشمل لائحة المحطات الجديدة هذه السنة فرنكفورت والدار البيضاء وميلانو والرياض وصنعاء، وقريباً طهران والشارقة وسيشل، وهناك وجهات أخرى ننوي افتتاحها قريباً وسنعلن عنها في حينه". ورفض الكشف عن المحطات الجديدة التي تنوي الشركة افتتاحها العام المقبل. وقال: "لا أستطيع إعلان الوجهات الجديدة التي سنفتتحها العام المقبل، لأن المنافسين سيبدأون بالقاء ثقلهم في وجهنا لمنافستنا". وكانت "القطرية" تمكنت من تحديث مرافقها وتوسيعها في العامين الأخيرين، إذ افتتحت مقراً جديداً لها في الدوحة، تولت تجهيزه قبل الانتقال اليه منذ سبعة أشهر بكلفة بلغت عشرة ملايين دولار. ويتضمن المبنى مراكز تدريب الموظفين ومستوصفاً كبيراً، ومستودعات التجهيز، ومركز "القطرية للعطلات"، وهي كلها خطوات تشبه الى حد بعيد التجربة الناجحة التي سارت عليها "طيران الامارات" منذ عام 1985، والتي أوصلتها الى ما هي عليه اليوم من نجاح. كما نقل الى المبنى "مركز ادارة الأزمات" المسؤول عن إدارة أي أزمة تقود اليها حوادث غير متوقعة، وذلك انسجاماً مع القوانين الدولية وتلك المعتمدة لدى "هيئة الطيران القطرية" في مجال سلامة الطيران. والمركز يعمل منذ ثلاث سنوات، ويخضع للتدقيق باستمرار من "لوفتهانزا" التي تطبق بعض أشد قوانين السلامة في العالم، وتتولى تسييره "طيران الامارات" لحساب "القطرية". وسعت الناقلة القطرية في الوقت ذاته إلى تطوير امكاناتها الفنية والتقنية. ومن ذلك افتتاحها قبل أيام أحد أحدث المراكز في المنطقة لأعمال الصيانة الخاصة بكوابح الطائرات وإطاراتها في منطقة الخليج. وقال الباكر: "نسعى الآن الى رفع عدد موظفينا الى أكثر من ألفين لمواجهة التوسع الجديد. ونحن نملك أحد أدنى نسب الموظفين، مقارنة بعدد طائرات الأسطول في المنطقة والعالم". وتملك "القطرية"، أيضاً، معدلات تعتبر من أعلاها في العالم، لتشغيل طائرات "ايرباص" التي منها قوام أسطولها، إذ تستخدم طائرات "ايرباص 300" بمعدل 47،11 ساعة في اليوم، مقابل متوسط عالمي يبلغ 05،6 ساعة. وهي تستخدم طائرات "ايرباص 320" بمعدل 66،9 ساعة يومياً، مقابل متوسط عالمي قدره 28،7 ساعة، وذلك حسب إحصاءات شركة "صناعات ايرباص". أسطول لناقلة دولية وينفي الباكر أن تكون شركته ناقلة اقليمية. وقال: "50 في المئة من وجهاتنا التي نطير اليها حالياً دولية. وهذه السنة ستنمو الى 60 في المئة على الأقل. وهذا التصور سيبقى يقودنا في السنوات المقبلة". وأضاف: "تراعي خطط التوسع التي ننفذها على شبكتنا استخدام طائرات أحادية الممر للرحلات الاقليمية، وطائرات عريضة الجسم بعيدة المدى للرحلات الطويلة. وإن كان غرضنا في الوقت الراهن ألا يتجاوز حجم أسطولنا 35 طائرة عام 2005. ولذا أوصينا على تسع طائرات أحادية الممر من طراز "ايرباص 320" مؤكدة، وعلى اثنتين كخيار شراء. وكذلك توسعنا في استخدام طائرات "ايرباص" العريضة الجسم من طراز "200-330" التي أوصينا على خمس منها مؤكدة واثنتين خيار شراء، وطائرات "380" التي تخدم خططنا للنمو على المدى البعيد". وتابع يقول: "سنتسلم الطائرة الرابعة لهذه السنة من طراز "ايرباص 320" في كانون الأول ديسمبر. والعام المقبل سنتسلم أربعاً جديدة أخرى أما الطائرة الأخيرة من طلباتنا المؤكدة من هذا الطراز فنتسلمها في آذار مارس 2004. وسنحتفظ بحق تحويل خيار شراء لطائرتين من هذا الطراز إلى طلبية مؤكدة، حسب التغيرات المستجدة". وأضاف: "تسلمنا السنة طائرتين "200-330" وسنتسلم في آذار المقبل طائرتين أخريين، وفي شباط فبراير 2004 سنتسلم الطائرة الخامسة، مع وجود خيار شراء لطائرتين من هذا الطراز نتسلمهما عامي 2005 و2006. أما طائرات "ايرباص 380" فنتسلم الأولى في تشرين الأول اكتوبر 2007 والثانية في الشهر الذي يليه. ولدينا خيار شراء لطائرتين أخريين الأولى يمكن أن تُسلم لنا في نيسان ابريل 2009 والثانية في نيسان من العام الذي يتبعه. وهذه الطائرات ستشكل اضافة نوعية لأسطولنا وتتيح لنا تنفيذ خططنا للتوسع في شكل أكثر مرونة". سياسة التحالفات وأكد الرئيس التنفيذي ل"القطرية" أن الناقلة تريد أن تكون جزءاً من أحد التحالفات الكبيرة. وقال: "سأعلن شيئاً جذرياً في هذا المجال قريباً. ونحن لدينا اتفاقات تبادل رموز مع "الماليزية" و"لوفتهانزا"، الأمر الذي يتيح لنا مد نشاطنا في صورة أوسع.. كما أننا نناقش حالياً اتفاقات تبادل رموز عدة مع شركات طيران إقليمية، وأيضاً مع شركة طيران أميركية. وغرضنا دخول شراكات وتحالفات أكبر في المستقبل القريب. وعلى رغم أن شركات طيران عدة في المنطقة لا توافقني الرأي إلا أنني أعتقد أن عليها أن تقبل فكرة الانضمام الى تحالف كبير، وإلا ستبقى منعزلة في سوق تتطور باستمرار". لغز "طيران الخليج" وتجنب السيد الباكر الخوض في موضوع "طيران الخليج"، مكتفياً بالقول إن شركته قادرة على تلبية الدور المناط بها كناقل وطني أوحد لدولة قطر. وكانت "الخطوط القطرية" استرجعت من "طيران الخليج" في الآونة الأخيرة 16 رحلة إلى سبع وجهات منها خمس رحلات إلى المملكة المتحدة، ورحلتان إلى الكويت، ورحلة إلى كل من عمان ودمشق والخرطوم، وثلاث رحلات إلى كل من مصر والسعودية. وتستعد"القطرية" أيضاً، بعد انسحاب قطر من "طيران الخليج" نهاية الشهر الماضي، لانتزاع حقوق النقل التي تخص قطر إلى كل من الهند والمملكة المتحدة والسعودية ودول عدة في منطقة الشرق الأقصى. ومن شأن هذا الأمر أن يمنح "القطرية" الفرصة للنمو داخل أسواق حيوية تعتقد أنها تستطيع أن تحقق فيها توسعاً إضافياً في عدد الرحلات، وسعة نقل الركاب والشحن الجوي. ويتيح فك الشراكة الحالية بين قطر و"طيران الخليج" للناقلة الجوية القطرية تعزيز نموها بمعدل 20 في المئة ، والاستفادة من انكماش شبكة "طيران الخليج" لفتح أبواب أخرى للنمو لم تكن متاحة من قبل، لا سيما إذا ضخت السلطات القطرية في "القطرية" المساعدات المالية التي كان يمكن لها أن تذهب الى "طيران الخليج". وتنص الخطة التي وضعتها "القطرية"، والتي يرفض الباكر التحدث عنها، على استئجار ثلاث طائرات: طائرتان عريضتا الجسم، وطائرة أحادية الممر لتسيّر على الخطوط التي يتم انتزاعها من "طيران الخليج"، على أن يتم استئجار الطائرات الثلاث مع أطقمها خلال المرحلة الأولى الانتقالية. وتعد "القطرية" حالياً لشراء ست طائرات جديدة إضافية، ثلاث منها عريضة الجسم، وثلاث منها أحادية الممر، على أن تبت العقود الخاصة بها قريباً، لتنضم الى الأسطول وتؤمن تغطية النقص الذي سيحدثه استرجاع حقوق النقل الثنائي الخاصة بدولة قطر من "طيران الخليج". وتملك "القطرية" لائحة طلبيات واسعة، إلا أن التطورات الأخيرة الخاصة ب "طيران الخليج"، دفعتها الى إعادة النظر في خططها لايصال العدد الإجمالي لطلبياتها حتى عام 2005 إلى 35 طائرة. وتطير "القطرية" إلى 36 محطة حالياً، في أوروبا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا، بعدما افتتحت خلال الأسابيع الأربعة الماضية ثلاث محطات جديدة في المغرب وألمانيا وايطاليا. أهداف صارمة لتخطي الخسائر رفض السيد الباكر الافصاح عن حجم الخسائر وقال: "نحن نخسر أموالاً، ولكني لا أستطيع أن أطلعك عليها. ولكن بوسعي أن أؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح". وأضاف: "الخطوط القطرية لن تكون رابحة للسنوات الخمس المقبلة، لكننا في الوقت ذاته الشركة الوحيدة التي نمت بمعدل 11 في المئة في أيلول سبتمبر 2001، أي في عز الأزمة الدولية. ونجحنا في تسجيل معدلات نمو أعلى من ذلك في الفترة التي أعقبت ذلك التاريخ". وكانت الناقلة واجهت قبل سنوات صعوبات لتقليص حجم خسارتها السنوية. وساهم دخول الحكومة كشريك قبل نحو عامين في امتصاص الخسائر وتأمين سيولة عاجلة. وساعدت الخطوات الأخرى التي تبنتها السلطات والتي عكست إدراكاً متزايداً في قطر لأهمية تشجيع الناقلة الوطنية في دفع "القطرية" علي طريق التعافي الصحيح والنمو بقوة. وتتضمن لائحة الأهداف التي تشتمل عليها خطة طويلة الأمد لبلوغ مرتبة الربحية، وضعتها الناقلة وعلى أساسها دخلت الحكومة في ملكية "القطرية": - تأمين خدمات منتظمة وحركة مبيعات واسعة تتلاءم معها. - تطوير الدوحة كمركز رئيس لحركة الطيران التجاري الاقليمية. - تنمية حصة الشبكة/السوق الى أن تبلغ حجماً حاسماً. - الاستثمار في الموظفين الأساسيين والتدريب. - تحسين العائد وعامل الحمولة عبر الشبكة. - تطوير ثقافة مؤسسية لفريق العمل وتحسين المرونة. - زيادة نسبة مسافري الدرجة الأولى ودرجة الأعمال. - تحسين مساهمة عوائد الشحن الجوي في صورة ملحوظة. - تحسين خدمة المستهلك أكثر، وبناء علاقة ولاء مع المستهلك. - تطوير أنشطة رديفة مربحة.