نيويورك - رويترز، أ ب - طلبت الولاياتالمتحدة مجدداً ان يغادر ديبلوماسي عراقي لدى الاممالمتحدةنيويورك بحلول نهاية الشهر الجاري لاتهامه بالتجسس، ورفضت اعطاء بغداد مزيدا من المعلومات عن سبب طرده. لكن العراق اكد ان السبب هو عدم تجاوب الديبلوماسي مع محاولات اميركية لاغرائه بالانشقاق. وكان محمد الدوري سفير العراق لدى الاممالمتحدة طلب من واشنطن عندما صدر أمر الطرد الجمعة الماضي ان تقدم تفاصيل عن الاتهامات في حق عبدالرحمن سعد، وهو خبير اقتصادي يعمل في البعثة العراقية لدى المنظمة الدولية منذ نحو سنة. واكتفت رسالة وزارة الخارجية الاميركية الى العراق بالاشارة الى ان سعد طُلِبت منه مغادرة اميركا لقيامه ب"نشاطات لا تتفق مع وضعه الديبلوماسي". وذكر مسؤولون اميركيون انه كان يحاول تجنيد اميركيين. وقال مسؤول في وزارة الخارجية مساء الثلثاء "قدمنا اول من امس مذكرة ديبلوماسية اخرى الى العراقيين جوهرها اننا نصر على موقفنا في ما يتعلق برغبتنا في ان يغادر السيد سعد البلاد بحلول نهاية حزيران". وزاد: "لم نقدم معلومات اضافية". واشار الدوري الى ان مسؤولين اميركيين حاولوا عبثاً خلال جولة المحادثات الاخيرة بين العراقوالاممالمتحدة اقناع ثلاثة عراقيين، اثنان منهم برتبة وزير، بالانشقاق، موضحاً ان الثلاثة كانوا في عداد الوفد الذي رافق وزير الخارجية ناجي صبري الى نيويورك في ايار مايو الماضي. وتابع ان الاميركيين طلبوا من هؤلاء "البقاء في الولاياتالمتحدة واعلان انشقاقهم لكنهم رفضوا، وقدم العراق شكوى الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والى لجنة الاممالمتحدة لشؤون العلاقات مع البلد المضيف، في شأن هذا الاستفزاز الاميركي". وروى ان "احد اعضاء الوفد العراقي الذي ذهب الى القنصلية الاميركية في عمان لطلب تأشيرة دخول الى الولاياتالمتحدة طلب منه الذهاب الى السفارة الاميركية لاجراء مقابلة حيث جرت محاولة لاقناعه، ثم تمت مرافقته على متن الطائرة الى نيويورك. كذلك تم الاتصال بالديبلوماسيين العراقيين في فندقهم في نيويورك" واضاف المسؤول العراقي: "بإمكان الاميركيين الاطمئنان الى ان سعد سيغادر الولاياتالمتحدة. لجأوا الى هذه اللعبة لانهم استاؤوا من فضحنا محاولتهم ولانهم لا يملكون اي ادلة استفردوا بهذا الديبلوماسي الشاب. انه انتقام". ورفض مسؤول اميركي التعليق على تصريحات الدوري وقال "لا نناقش علناً اي مسائل استخباراتية". وهذه ليست المرة الاولى التي تطرد فيها واشنطن ديبلوماسيين معتمدين لدى الاممالمتحدة. ففي آذار مارس 2001 طردت حوالى 50 ديبلوماسياً روسياً في واشنطنونيويورك للاشتباه في قيامهم بالتجسس. وسعد هو أول عراقي يطرد من أميركا منذ بدأت ادارة الرئيس جورج بوش التهديد بإطاحة الرئيس صدام حسين. وفي العام الماضي فر ديبلوماسيان من البعثة العراقية بينهما نائب السفير الى الولاياتالمتحدة، ولكن لا يوجد ما يشير الى ان احدهما قدم معلومات تؤدي الى طرد سعد. وليس للولايات المتحدة علاقات ديبلوماسية مع العراق منذ ان غزت قواته الكويت في آب اغسطس 1990، لكنها تسمح لجميع اعضاء الاممالمتحدة بأن تكون لهم بعثات في نيويورك لمتابعة نشاطات المنظمة الدولية، وتسمح للعراق بقسم لرعاية المصالح في واشنطن. وبالمثل فإن للولايات المتحدة قسماً لرعاية المصالح في بغداد.