ترافقت نكسة الديبلوماسية الأميركية - البريطانية في سعيها إلى إقرار "العقوبات الذكية" في مجلس الأمن، مع نكسة للديبلوماسية العراقية بانشقاق ديبلوماسيَين في البعثة العراقية لدى الأممالمتحدة وأنباء طلبهما اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدة. لكن مندوب العراق لدى الأممالمتحدة السفير محمد الدوري رفض اعتبار ذلك نكسة، وقال ل"الحياة" إن انشقاق كل من الرجل الثاني في البعثة السيد محمد الحميميدي والرجل الرابع السيد فلاح الربيعي ولجوءهما الى الولاياتالمتحدة "خيانة للوطن وخيانة للبلد، ولا يمكن وصف من ينضم الى بلد عدو بأقل من الخيانة". وزاد: "أبداً، هذه ليست نكسة للديبلوماسية العراقية، هذه قوة لنا لأن الفاكهة عندما تهترئ وتسقط عن الشجرة لا تؤثر في الشجرة". وجاءت تصريحات الدوري الى "الحياة" في أول تأكيد رسمي لانشقاق الديبلوماسيين الحميميدي والربيعي، في حين ان الرجل الثالث الذي ذكر اسمه، الاداري السيد عادل عياش، لم ينشق وإنما هو في صدد الإعداد للعودة الى بغداد، بحسب السفير. واعتبر الدوري ان المنشقين "ارتضيا العمالة وبيع النفس للأجنبي" بدلاً من العودة إلى بغداد كما كان مقرراً لهما. وقال إنهما قضيا فترة طويلة في العمل الديبلوماسي وأوشكا على الانتهاء من خدماتهما في نيويورك، وكان من المفروض ان يعودا الى بغداد، "ثم بين ليلة وضحاها، وهما يتهيآن للعودة، اختفيا فجأة، وعلمنا بذلك من وسائل الإعلام التي تناقلت الخبر". ووصف الديبلوماسيين بأنهما "موظفان عاديان"، احدهما برتبة وزير مفوّض الحميميدي، وليسا برتبة عالية، لكن أوساط الأممالمتحدة رددت ان الحميميدي ربما كان يعمل لجهاز الاستخبارات العراقية. وقال الدوري إنه مع انتهاء فترة عمل عدد من الديبلوماسيين في البعثة، بدأوا الاستعداد للعودة الى بغداد "وكان كل شيء اعتيادياً" الى حين ذيوع أنباء الانشقاق "ومعنى ذلك ان العملية كانت مدبرة مسبقاً مع جهات معادية". وتردد ان فلاح الربيعي غادر وعائلته نيويورك قبل أسبوعين وتعاطى مباشرة مع مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي. أما محمد الحميميدي فواصل العمل حتى الأسبوع الماضي، وكان في مقر الأممالمتحدة أثناء الجلسة العلنية لمجلس الأمن التي خطب فيها وكيل وزارة الخارجية الدكتور رياض القيسي. وتردد انه لجأ إلى الشرطة في نيويورك وان الخارجية الأميركية تولت أمره فوراً. وكان الحميميدي، بصفته الرجل الثاني في البعثة، أكثر نشاطاً وظهوراً في أروقة الأممالمتحدة وفي العمل الديبلوماسي. واتسمت شخصيته، كما شخصية الربيعي، بالهدوء والابتعاد عن الإعلام. وأشارت أوساط الأممالمتحدة الى اسباب عائلية وراء قرار الديبلوماسيين بالانشقاق. وتردد ان زوجة الحميميدي تعاني مرضاً، وان هذا ما دفعه إلى اختيار البقاء في الولاياتالمتحدة بدل العودة الى بغداد.