قالت مصادر مغاربية مطلعة إن خطوة التطبيع الموريتاني - الإسرائيلي أدت إلى انتكاس المساعي المبذولة لإنعاش الاتحاد المغاربي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا وعقد الدورة المؤجلة لمجلس الرئاسة. وأكدت ان ارتفاع التوتر بين ليبيا وموريتانيا، في أعقاب توقيع وزيري الخارجية الموريتاني والإسرائيلي في واشنطن أول من أمس اتفاقاً لتبادل العلاقات الديبلوماسية على درجة السفراء، يهدد بتفجير ما تبقى من الاتحاد الذي شُلت مؤسساته منذ تجميد المغرب عضويته فيه في 1995. وكان أعلن ان وزراء الخارجية المغاربيين سيجتمعون خلال الشهر الجاري في الجزائر لإعداد القمة المؤجلة منذ أربع سنوات، إلا ان استمرار الاحتقان الجزائري - المغربي أدى إلى إرجاء الاجتماع إلى أجل غير محدد، لكن الأزمة الليبية - الموريتانية بددت كل الآمال بمعاودة المساعي لعقد اجتماع وزراء الخارجية قبل نهاية العام. وقالت مصادر مطلعة إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أجرى اتصالات مع الرئيسين بوتفليقة وزين العابدين بن علي والملك محمد السادس، لتأكيد مرارته من القرار الموريتاني. وافيد ان القادة الذين خاطبهم القذافي حاولوا تهدئته واقناعه بعدم الإقدام على أي خطوة جديدة قد تؤدي إلى تفجير الاتحاد المغاربي ونسف الجهود المبذولة لإحياء مؤسساته. وتخشى العواصم المغاربية ان تشجع الخطوة الموريتانية ليبيا على مزيد من الابتعاد عن العرب وتعميق الخيار الافريقي الذي يسير عليه القذافي منذ عامين. ويشار في هذا السياق إلى التصريحات التي أدلى بها مسؤول كبير في الخارجية الليبية أخيراً تعقيباً على مناورات "النجم الساطع"، وقال فيها إن ليبيا لم تعد تنتمي إلى الشرق الأوسط ولا إلى العرب ، وإنما باتت جزءاً من افريقيا. عودة القطيعة؟ كذلك تخشى العواصم المغاربية من العودة إلى القطيعة الديبلوماسية بين ليبيا وموريتانيا، بعدما رأى القذافي في التطبيع الموريتاني - الإسرائيلي "ضربة موجهة إلى اتحاد المغرب العربي". وكانت ليبيا قطعت علاقاتها مع موريتانيا في 1995 بعد إقامة علاقات ديبلوماسية في مستوى "مكاتب مصالح" بين نواكشوط وتل أبيب. إلا أن الجهود التي بذلها التونسيون لتجاوز القطيعة أسفرت عن عقد اجتماع للمصالحة في تونس على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس معاوية ولد طايع بمشاركة وزير الخارجية الموريتاني ومدير مكتب العقيد القذافي وبرعاية وزير الخارجية التونسي. وأفادت مصادر مطلعة ان الموقف الجزائري من الغضب الليبي على موريتانيا اتسم بنوع من الحرج، كون الجزائر هي الداعم الرئيسي لموريتانيا في لعبة التوازنات المغاربية، لكن بوتفليقة أظهر في الوقت نفسه حرصاً واضحاً على إقامة علاقات حميمة مع القذافي منذ وصوله إلى الرئاسة في نيسان ابريل الماضي. وأكدت مصادر مطلعة ان غير عاصمة مغاربية تبذل جهوداً لدى كل من الليبيين والموريتانيين للحؤول دون مزيد من تدهور العلاقات الثنائية ووصولها إلى مستوى القطيعة، فيما رأى مراقبون ان الأوضاع التي تمر فيها ليبيا بعد تعليق العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها، وبسعيها الى الانفتاح على البلدان الغربية، سيجعلانها أقل تشدداً مع موريتانيا مما كانت في 1995، عندما اجتمع وزيرا خارجية البلدين آنذاك الموريتاني محمد سالم ولد الأكحل وايهود باراك، على هامش مؤتمر برشلونة الأوروبي - المتوسطي ووقعا اتفاق تبادل التمثيل على مستوى مكاتب اتصال.