وافقت الحكومة السودانية على المشاركة في جولة المفاوضات الجديدة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق التي تعقد غداً في نيروبي برعاية "السلطة الحكومة للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد، كما اقرت تمديد اتفاق وقف النار مع "الحركة" في جبال النوبة الذي وقعه الطرفان برعاية اميركية، لمدة ستة اشهر اخرى. وقال مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين للصحافيين امس ان القطاع السيادي الذي انعقد امس برئاسة الرئيس عمر البشير اقر توصية مستشارية السلام بالمشاركة في مفاوضات "ايغاد" وتمديد اتفاق وقف النار في جبال النوبة. وكان نائب رئيس اللجنة العسكرية المتعددة الجنسية التي تراقب وقف النار في جبال النوبة سيموندس روبرت نقل للحكومة الخميس الماضي موافقة "الحركة الشعبية" تمديد الاتفاق ستة اشهر. واشار صلاح الدين الى ان استيلاء "الحركة" على منطقة كبويتا اخيراً سيطر بظلال كثيفة على المفاوضات المرتقبة، وان "الحركة" خرقت اتفاق الهدنة الذي وُقّع برعاية المبعوث الرئاسي الاميركي الى السودان جون دانفورث بهدف تحصين الماشية من مرض الطاعون البقري. ورأى ان هذه الخطوة ستطرح سؤالاً في شأن جدوى المفاوضات والاتفاقات في ظل عدم وجود ضمانات حقيقية. لكن الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان نفى "وجود اي اتفاق بين الحركة والنظام والولاياتالمتحدة يمنع تنفيذ عمليات عسكرية في منطقة كبويتا" التي سيطرت عليها قوات قرنق الاسبوع الماضي قرب الحدود مع كينيا. وجدد عرمان "استعداد وفد الحركة للتفاوض الاثنين على عكس ما تروج له الخرطوم". واوضح صلاح الدين ان وفد الحكومة الى المفاوضات سيقوده نائبه وزير الدولة ادريس محمد عبدالقادر كما سيحضر المفاوضات ممثلون عن كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج ودول "ايغاد" ومصر وليبيا، ورفض كشف برنامج المفاوضات. الى ذلك كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" في اسمرا "ان واشنطن وشركاء "ايغاد" من دول الاتحاد الاوروبي يمارسون ضغوطاً على قرنق والخرطوم لانجاح المفاوضات التي تعد الاطول والاهم في تاريخ عمل هيئة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف التي تستمر من 17 حزيران يونيو الجاري حتى 20 تموز يوليو المقبل. وستبحث المفاوضات، بحسب المصادر ذاتها، في علاقة الدين بالدولة وحق تقرير المصير واقتسام الثروة والسلطة". وترى المصادر ان الولاياتالمتحدة ترغب في انهاء الحرب وتحقيق السلام في السودان معتبرة ان قرنق والحكومة هما الطرفان الاساسيان في الصراع في السودان يهمشان الاطراف الاخرى لعدم فاعليتها". ولم تكشف المصادر عن طبيعة تلك الضغوط لكنها تتوقع ان يلعب الوسطاء دوراً عسكرياً في عدد من جبهات القتال المهمة.