موسكو، بكين - "الحياة"، رويترز - هاجمت الصين أمس، استراتيجية "الضربة الاولى" الوقائية التي تتبناها إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش لمنع أي هجمات إرهابية، وذلك في أشد نقد من جانب بكين للسياسة الخارجية الاميركية بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي. واتخذت موسكو موقفًا مماثلاً مشددة على معارضتها توجيه ضربات وقائية ضد من تعتبرهم واشنطن دولاً "مارقة". كذلك أبدت "استغرابها" لاتهامات أميركا لها بالمساعدة على نشر أسلحة الدمار الشامل. الصين وقالت صحيفة "تشاينا ديلي" في افتتاحية لها أمس، إن السياسة الاميركية الجديدة التي تهدف الى منع وقوع أي هجمات نووية أو كيماوية أو بيولوجية، غير مبررة وتهدف الى الهيمنة. وذكرت أن الانباء عن هذه الاستراتيجية الاميركية صدمت العالم. وقالت: "إدارة بوش لا تظهر فقط افتقارها للتعقل الذي يجب أن تتحلى به قوة عالمية، بل تظهر أيضاً طموحات غير حكيمة لاستغلال القوة لفرض هيمنتها". وأضافت أن "أي محاولة لتحقيق الامن المطلق لدولة واحدة أيًا كانت قوتها، لن تؤتي بثمارها في حقبة العولمة، بل التعاون الواسع النطاق هو السبيل الوحيد لمكافحة الارهاب المنظم". روسيا وفي الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف معارضة بلاده توجيه ضربات احترازية الى الدول التي تتهمها واشنطن بإيواء إرهابيين أو امتلاك أسلحة دمار شامل. وفي معرض تعليقه على إعلان واشنطن احتمال توجيه ضربات وقائية ضد من تصفهم ب"الدول المارقة"، أكد إيفانوف الذي توجه إلى كندا لحضور اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية الكبرى أن أي "عمل منفرد يتخطى مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يعقد الأوضاع ولا يساعد على حل مشكلة انتشار أسلحة الدمار الشامل". وفي غضون ذلك، ذكر الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو أن تصريحات نائب وزير الخارجية الأميركي جون بولتون عن السياسة الروسية في مجال منع انتشار أسلحة الدمار الشامل "تدعو الى الاستغراب" وقال إنه "لا ينبغي إطلاق هذه التصريحات من دون إبراز قرائن على صحتها". وكان بولتون اتهم أول من أمس موسكو بمساعدة طهران في الحصول على أسلحة دمار شامل. ولاحظ المراقبون أن رد موسكو جاء هادئًا مقارنة باللهجة الحادة التي تحدث بها المسؤول الأميركي. وشدد الناطق الروسي على أن بلاده تلتزم بصرامة بتعهداتها الدولية و"ترغب في سماع وقائع محددة عن مخالفاتها إذا كان لدى واشنطن ما يثبت ذلك". وجاء ذلك في وقت أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ليس لدى موسكو أي خصومات في العالم، ودعا الى تعددية قطبية، وشدد على أن بلاده جديرة بمعاملة تتماشى مع "حجمها الهائل". وكان يتحدث في الكرملين لمناسبة "يوم استقلال روسيا" على انقاض الاتحاد السوفياتي.