إسلام آباد، كابول - "الحياة"، أ ف ب - افتتحت في كابول امس، اعمال ال"لويا جيركا" مجلس الاعيان لاختيار حكومة انتقالية تدير البلاد الى حين اجراء انتخابات عامة. وجاء الافتتاح متأخراً في ظل خلافات قد تستمر تفاعلاتها، نتيجة صراع خفي بين انصار الملك السابق ظاهر شاه والرئيس السابق برهان الدين رباني. ونجح الاميركيون في اقناع ظاهر شاه باعلان عزوفه عن تسلم رئاسة البلاد، بعدما دفع ترشيح انصاره البشتون له، الى تلويح الطاجيك بترشيح رباني، ما كان من شأنه ان يثير انقسامات، تعطل عمل المجلس. وتمكن خليل زلماي زاده مبعوث الرئيس الاميركي جورج بوش من اقناع الطرفين بسحب مرشحيهما لمصلحة رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي، ما اعتبره البعض مؤامرة من واشنطن لابقاء الاخير على رأس السلطة، نظراً الى رضاها عن ادائه. وقال رئيس لجنة ال"لويا جيركا" محمد اسماعيل قاسم يار في كلمة افتتاحية ان الاجتماع هو "رسالة وحدة وطنية وسلام ومصالحة". لكن اجواء الجلسة الافتتاحية اتسمت بمزيد من الخلافات بعدما عرض وزير الداخلية يونس قانوني الاستقالة من منصبه، فيما ترددت انباء عن ان الاميركيين يفضلون تعيين رئيس الاستخبارات محمد عارف في هذا المنصب. واحدثت التدخلات الاميركية حال استياء في اوساط معظم المندوبين ال1551 المشاركين في ال"لويا جيركا". وندد صهر الملك همايون اصفي شاه ب"الضغوط الاميركية الشديدة التي مورست الاحد والاثنين"، معتبراً "انها تدخل في غير مكانه والافغان لا يحبذون التدخلات الخارجية". واعرب همايون، وهو مستشار للملك، عن "سخطه" ازاء الاسلوب الاميركي، معتبراً انه "انقلاب ضد الرغبة الشعبية ستكون له عواقب وخيمة". وقال احد اعضاء ال"لويا جيركا" ان عدداً من المشاركين هدد بالانسحاب فور افتتاح اعمال المجلس، اعتراضاً على ما حصل. واكد فيصل احمد المنتدب عن ولاية غزني في وسط البلاد ان قرار الملك شكل صدمة بالنسبة لانصاره. كذلك ظهرت ردود فعل غاضبة لدى الديبلوماسيين الاوروبيين، وقال احدهم: "انه امر لا يصدق، لقد مارس الاميركيون ضغوطاً على الملك". وتحدثت مصادر أفغانية مطلعة في كابول اتصلت بها "الحياة"، عن مخاوف تعتمل في نفوس قادة تحالف الشمال من إمكان تنازل رئيس الحكومة الحالية حميد كارزاي بعد اختياره من قبل ال"لويا جيركا" رئيساً جديداً للبلاد، الى الملك الأفغاني السابق. ومن المقرر أن يقود كارزاي أفغانستان لمدة ثمانية عشر شهراً حتى يتم التحضير إلى انتخابات عامة في البلاد. وسعى رئيس الحكومة إلى منح الملك السابق منصب "أبو الأمة" مع الانتظار أن يصادق المجلس على المنصب الذي يتوقع أن يمنح صلاحيات مثل توزيع الأوسمة والمصادقة على أحكام القتل ونحوها. ورأى مراقبون أن الغالبية البشتونية لن تكون مرتاحة وسعيدة بالنتائج الحالية، وإن كان الأمر يتوقف على توزيع المناصب الحساسة والمهمة في الحكومة، فإذا واصل تحالف الشمال التمسك بالوزارات السيادية وهي الدفاع والداخلية والخارجية، فإن ذلك قد يدفع الكثير من الأطراف البشتونية وغير البشتونية إلى التمرد على الحكومة.