كابول - أ ف ب، رويترز - أدت خلافات في وجهات النظر حول الدور الذي سيلعبه ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه في المستقبل، الى تأجيل افتتاح مجلس "لويا جيركا" التقليدي لاعيان افغانستان الذي كان مقرراً أمس. واضطر ظاهر شاه على الأثر الى اعلان عزوفه عن أي دور تنفيذي. وفي وقت اعلنت كابول ان التأجيل حصل "لأسباب لوجستية"، فان مصادر افغانية مطلعة رجحت ان تكون الولاياتالمتحدة وراء ذلك، باعتبار ان خليل زلماي زاده موفد الرئيس الاميركي جورج بوش الى افغانستان "طلب التأجيل بسبب عدم وجود اي اتفاق جاهز". وقال الناطق باسم الخارجية الافغانية عمر صمد ان افتتاح ال"لويا جيركا" المكلف تشكيل حكومة انتقالية للسنتين المقبلتين، أرجئ الى اليوم، مشيراً الى "مسائل لوجستية يجب تسويتها". وفاجأ قرار الارجاء مسؤولي الاممالمتحدة الذين يقفون وراء تنظيم ال"لويا جيركا". وقال همايون آصفي شاه احد اعضاء ال"لويا جيركا" وصهر ظاهر شاه ان "المشكلة الرئيسية سياسية. فبعض المندوبين يريد ان يلعب الملك السابق دور رئيس الدولة، في حين يعارض البعض الآخر ... واذا تم انتخابه في هذا المنصب، سيمنح سلطات، لكنه قد يفوضها الى رئيس وزراء بسبب سنه". وأضاف: "ان ظاهر شاه لن يعلن ترشيحه، لكن اذا عينته مجموعة من المندوبين مرشحاً لها، فلن يتهرب وسيضطلع بالمسؤوليات التي ستوكل اليه". وكان الملك السابق اكد مراراً انه لا يرغب في اعادة الملكية، معتبراً انها باتت من التاريخ. وقال مراقب دولي في مكان عقد ال"لويا جيركا" ان "الوضع يتحول. فالكثير من المندوبين يريدون انتخاب الملك السابق على رأس الدولة مع منحه دوراً تنفيذياً، في حين بدا حتى الآن انه تم التوصل الى اتفاق على ان يكون دوره رمزياً". واضاف ان "الطاجيك اتفقوا على التصويت لحميد كارزاي، غير ان البشتون يريدون التصويت لظاهر شاه". وعقب اعلان التأجيل، اعلن مبعوث الرئيس الاميركي ان الملك السابق غير مرشح ليتولى رئاسة الدولة. وعقد ظاهر شاه مؤتمراً صحافياً أعلن فيه انه غير مرشح ليكون رئيس الدولة او الحكومة. وأكد المبعوث الاميركي ان المشكلة نجمت عن اشاعات اوردتها الصحف التي اشارت الى احتمال ترشيح الملك، وهو امر يتعارض مع كل المواقف السابقة التي اعلنها ظاهر شاه واكد فيها انه غير مرشح لرئاسة الدولة "وهذا اثار بلبلة داخل اللويا جيركا وخارجها".