يصل إلى روما اليوم رئيس الحكومة الأفغانية الموقتة حميد كارزاي على رأس وفد حكومي أفغاني رفيع المستوى يضم ستة وزراء من بينهم وزيرا الداخلية يونس قانوني والخارجية عبدالله عبدالله، وذلك لمرافقة الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه في رحلة العودة إلى بلاده بعد 29 عاماً من النفي القسري قضّاها في العاصمة الأيطالية. وتحدثت نائبة وزير الخارجية الإيطالي مارغريتا بونيفر التي سترافق الملك السابق في رحلة العودة كممثلة للحكومة الإيطاليةالى "الحياة" مؤكدة أن بلادها "تعتبر عودة الملك السابق إلى كابول حدثاً تاريخياً لأنها ستؤشر لانطلاق مرحلة جديدة في الحياة السياسية الأفغانية بانطلاق مجلس اللويا جيركا" الذي يفترض أن يترأسه ويعقد في حزيران يونيو المقبل. وأشارت بونيفر الى ان رحلة العودة للملك "ستتم خلال الساعات المقبلة"، ويرافقه اضافة الى الوفد الحكومي الافغاني عشرون من أفراد عائلته ومرافقيه، بينهم ولده مير ويس وزوج ابنته الجنرال عبدالولي، سيتخلف عن الرحلة كل من زوجته وشقيقته وحفيده مصطفى ظاهر". واضافت ان "الرحلة من روما ستبدأ على متن طائرة عسكرية من طراز بوينغ 707 ستحط في بلد مجاور حيث سيكون في انتظار الوفد المكوّن من حوالى مئة شخص وثلاث طائرت عسكرية من طراز سي 130. ويقوم قائد الرحلة بتوزيع الوفد على متن طائرتين منها لتنطلق إلى أفغانستان. ولا نعلم إن كانت هاتان الطائرتان ستحطان في مطار كابول أو مطار بغرام، وهو ما سيحدده قائد الرحلة بحسب تطورات الوضع". وقالت ان "الطائرتين ستكونان مجهزتين بكل ما هو لازم لرحلة شيخ في السابعة والثمانين من العمر، إضافة إلى طبيبين وممرضتين والطبيب الخاص للملك ولن يرافقه في الرحلة أي صحافي وذلك لأسباب أمنية ولوجستية". وعن تأجيل الرحلة في السابق بسبب انباء عن مخاطر، قالت "مصادر المعلومات التي بلغتنا وصدقيتها دفعتنا إلى اخذ هذه المخاطر على محمل الجد وقد باشرنا بخطوات أساسية في صدد تحقيق مستوى عالٍ من الأمن للملك السابق. فإضافة إلى ان الطائرتين اللتين تقلان الملك ومرافقيه في الرحلة مجهزتان للدفاع، وتم تعزيز الحمايات الخاصة بالمنزل الذي سيسكنه الملك، كما قامت الوحدة الإيطالية ضمن إيساف بتدريب أربعين من الحرس الخاص للملك وتجهيزهم بالعدة الضرورية لتلك الحماية". وعما اذا كان الوضع الامني في كابول مواتياً لعودة الملك السابق، قالت: "ندرك المخاطر ونحن على اتصال مباشر مع السلطات في كابول. بطبيعة الحال الحديث عن الأمن خارج مدينة كابول ليس إلاّ حديثاً عن شيء هلامي. نحن جميعاً، الحكومة الموقتة والملك نفسه والحكومة الإيطالية، نعتقد بأن عودة الملك عشية الاعداد للويا جيركا سيسهم بالتأكيد في إشاعة قدر إضافي من الأمن في البلاد وسيسهم في تطوير عملية سياسية طرية العود لكنها تحاول الوقوف على قدميها. وما يؤكد سلامة مسارها هو عودة أكثر من 150 ألف مواطن أفغاني كانوا غادروا البلاد في العهود السابقة والكثير منهم من رجال الأعمال". وعن دور الملك العائد، قالت: "على رغم أن ظاهر شاه يتمتع بصحة جيدة، لكننا أخذون في الاعتبار سني عمره لا أعتقد أنه يخطط أو يؤيد أن يكون له دور سياسي ما في البلاد. وأعتقد أنه يريد أن يظل رمزاً للوحدة والانبعاث الأفغاني الجديد". وأشارت بونيفر الى ان "الحكومة الإيطالية تتولى حماية الملك منذ خروجه من منزله وحتى وصوله إلى كابول حيث ستنتقل المهمة إلى السلطات الأفغانية رسمياً. لكن ذلك لا يعني على الأطلاق أننا سنتخلى عن واجبنا تجاه سلامة الملك بل نواصل ذلك من خلال تدريب وتجهيز مرافقيه وحرّاسه ومن خلال دعمنا لعملية بناء أفغانستان".