دعا رئيس "مجلس تشخيص مصلحة النظام" في ايران علي أكبر هاشمي رفسنجاني أمس، الدول العربية الى وضع حلول للحالة العراقية، وحذر من انه "إذا جاءت اميركا ببدلاء عن حكام العراق الحاليين فسيكونون أشر منهم". جاء ذلك خلال اجتماع عقده رفسنجاني امس مع رئيس مجلس الأمة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي، وقال مصدر حضر الاجتماع ل"الحياة" ان رفسنجاني أبلغ الكويتيين بأن قيادياً في الحرس الثوري الايراني كان أسيراً لدى العراق ابلغ عن مشاهدته اسرى كويتيين في سجن الرشيد في بغداد، وانتقد بعض الدول العربية التي تريد "إنهاء الانتفاضة الفلسطينية"، وقال: "تم تجريب المفاوضات 25 سنة ولم تنفع فلماذا يدين البعض الجهاد والعمليات الاستشهادية". والتقى الخرافي امس ايضاً الرئيس محمد خاتمي الذي اكد للوفد الكويتي ان "مصيرنا ودول الخليج مرتبط شئنا أم أبينا". واضاف خاتمي: "نحن بحاجة ملحة الى العمل المشترك وعلينا إزالة النزاعات العدوانية". وقال: "سياستنا في ايران هي سياسة الانفراج، وجهودنا نبذلها حتى مع من كانت بيننا وبينهم عداوات، فكيف الحال مع اصدقائنا الكويتيين"؟ وشدد في هذا الصدد على ان موضوع الحدود البحرية بين الكويتوايران "لا يمثل مشكلة وهذه قضايا طبيعية دخلت مرحلة جديدة من التفاهم". واشار الرئيس الايراني الى استمرار الحوار مع الجانب الاماراتي في شأن الجزر الثلاث، وقال: "الامارات شريك تجاري مهم ولدينا أرضية صلبة للتعاون معها". وشدد على عدم وقوف ايران ضد الامارات في أي وقت "وبعض حالات سوء الفهم التي جرت لم تخل بالعلاقات الاقتصادية والثقافية". وشدد خاتمي على قدرة دول المنطقة وشعوبها على ضمان الامن والاستقرار في الخليج من خلال التعاون في ما بينها وعدم التدخل الاجنبي في شؤونها الداخلية. واضاف "ان ارساء الامن في المنطقة يضمن المصالح القومية لدولها ويساهم في ترسيخ السلام في العالم نظراً للأهمية الاقتصادية عالمياً لهذه المنطقة". وجاء في بيان لمكتب الرئاسة الايرانية: "ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية، تركز على الانفتاح مع كافة دول العالم، وان طهران ترى امكان حل اي سوء تفاهم استناداً الى الحق والعدل والقانون". وامتدح الخرافي نتائج زيارته الرسمية لايران والتي أنهاها امس وقال انه وجد "انسجاماً وتشابهاً كبيراً في المواقف والرؤى" خلال لقاءاته مع البرلمانيين الايرانيين الذين اتفق معهم على تعزيز التعاون وتنسيق التحرك في الاتحادين البرلمانيين الاسلامي والدولي. وقال خلال مؤتمر صحافي: "علاقاتنا السياسية باتت ممتازة ولكن للأسف لا يوازيها التقدم نفسه في المجالات الاقتصادية والاستثمارية". ولدى سؤاله عماذا كان التواجد العسكري الاميركي في الكويت سبب حساسيات، رد الخرافي بالقول: "موقفنا من ذلك صريح ولا نخجل منه، فهناك اتفاقات أمنية وقعناها مع عدد من الدول الصديقة بسبب الظروف التي أوجدها العدوان العراقي الغاشم على الكويت". ولدى سؤاله عما اذا كان يتوقع هجوماً اميركياً على العراق أجاب: "لا أعلم شيئاً عن ذلك، ومن الناحية المبدئية نحن لسنا طرفاً في هذا الشأن، ولكننا نتمنى الا تتأزم الأوضاع في المنطقة أكثر مما هي عليه الآن، ونأمل في ان يحقق العراق ذلك بتطبيقه القرارات الدولية ذات الصلة". وعن توقيع معاهدة أمنية كويتية مع ايران قال الخرافي انه كممثل للسلطة التشريعية ليس مخولاً البت في مثل هذا الأمر وان كان يشجع بشكل عام التقارب مع ايران. و"الاهم من ذلك الحكمة الايرانية في إزالة المخاوف ومعالجة المواضيع الملتهبة ببعد نظر ونحن نشجع هذا التوجه الايراني ونأمل في ان تحرص ايران ألا تترك مجالاً لمن يريد ان يصطاد في المياه العكرة نتيجة عدم حسم بؤر المشاكل".