أفرزت المسلسلات التلفزيونية التي عُرضت خلال الأعوام العشرة الاخيرة عدداً من كتاب الأغاني والمطربين والملحنين وواضعي الموسيقى التصويرية، كما أكدت نجومية آخرين وساعدتهم على مزيد من التألق والتقارب مع الجمهور. وأصبح القائمون على العملية الفنية من مؤلفين ومخرجين ومنتجين يُولون عنصر الموسيقى التصويرية والتلحين والأغنية اهتماماً كبيراً لا يقل عن العناصر الأخرى ومنها التمثيل والتصوير والديكور والاضاءة وغيرها، إلى ذلك أصبح الجمهور خلال الأعوام الأخيرة يتساءل عمن وضع الموسيقى التصويرية لهذا العمل أو من كتب تترات البداية والنهاية لعمل آخر، وهذه الأمور جعلت المنتجين والمخرجين على يقين من أن وجود أغنية وصوت قوي يمثل عنصر جذب لا يستهان به بالنسبة الى الجمهور. ومع تزايد كم الأعمال الدرامية المنتجة والتي تصل الى أكثر من مئة مسلسل في العام وجدت أزمة في هؤلاء المطربين والملحنين ومؤلفي الأغاني خصوصاً وأن الشللية تُسيطر على مجريات الأمور في صورة كبيرة. فالمخرج الذي يرتبط بموسيقي أو مؤلف أو مطرب يحرص على طلبه في كل أعماله، إلى جانب أن المؤلفين أو النجوم قد يفرضون اسماء موسيقيين من دون غيرهم لتنفيذ الاعمال التي يقومون ببطولتها هو ما يحدث مثلاً مع فاتن حمامة حين تُصر على الاستعانة بعمر خيرت الذي قدم معها مسلسل "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، والمتتبع للأعمال الدرامية يجد أن عدد قليل من المطربين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة يحتكرون الغناء في تترات عشرات المسلسلات وأحياناً في الأغنيات التي قد يحويها العمل الدرامي، ولا يُنكر أحد تحقيق هؤلاء نجاحاً كبيراً في ما قدموه، وان كان العمل أضاف اليهم فإنهم في المقابل كانوا من بين عوامل الجذب للجمهور، وأبرز هؤلاء من المطربين علي الحجار الذي غنى تترات العديد من المسلسلات الدينية والتاريخية والاجتماعية ومنها "ذئاب الجبل" و"رحلة ابو العلا البشري" و"قشتمر" و"ألف ليلة وليلة" و"بوابة الحلواني" و"السيرة الهلالية" و"وجع البعاد" و"البيضاء" وغيرها واستغل اصحاب بعض شركات الكاسيت نجاح هذه الاغنيات وطرحوا بعضاً منها في ألبومات غنائية، ولا يزال الحجار في بعض حفلاته الغنائية يردد بعض هذه الأغنيات. وينطبق الشيء نفسه على محمد الحلو الذي غنى تترات مسلسلات شهيرة أبرزها "ليالي الحلمية" و"المال والبنون" و"الذئب" وغيرها، ومحمد ثروت في مسلسلات "من الذي لا يحب فاطمة"، و"اليقين" و"هي وغيرها"، ومدحت صالح في مسلسلات "الفتح المبين" و"أزواج وزوجات" وغيرها، وغنت انغام تترات عدد من المسلسلات كان آخرها "حديث الصباح والمساء"، الى هؤلاء كانت البداية الحقيقية للمطرب حسن فؤاد من خلال غنائه تترات مسلسل "أرابيسك"، وغنت شيماء الشايب وريهام عبدالحكيم وآمال ماهر في مسلسل "أم كلثوم" لصابرين اغنيات عدة. وفي مجال كتابة الاغنية يتصدر القائمة عبدالرحمن الابنودي الذي طغت كتاباته لتترات المسلسلات على اغنياته العادية خلال الاعوام الاخيرة وكان من أبرز ما كتبه "ذئاب الجبل" و"وجع البعاد" و"البيضاء" وغيرها، وكان الشاعر الراحل عبدالسلام أمين كتب تترات العديد من المسلسلات وأبرزها التي قام بتأليفها وهي "هارون الرشيد" و"عمر بن عبدالعزيز" و"ذو النون المصري" إلى جانب "ألف ليلة وليلة" لأعوام طويلة، وسيد حجاب ومصطفى الضمراني وسمير الطائر، وكتب احمد شفيق كامل تترات عدد من الأعمال الدينية والتاريخية منها "الفرسان" و"الابطال" و"الفتح المبين" و"ابن ماجة" وكانت بداية طاهر البرنبالي مع الجمهور من خلال ملسلسل "حياة الجوهري" وتزايد الطلب عليه لاحقاً. أما على مستوى التلحين والموسيقى التصويرية فيعد عمار الشريعي الاول من حيث كم وكيف الاعمال التلفزيونية التي وضع موسيقاها التصويرية الى درجة أن الجمهور يفاجأ في رمضان بمشاركته في اكثر من اربعة اعمال في وقت واحد، وحقق الشريعي نجاحاً كبيراً مع المخرج يحيى العلمي الذي قدم معه مسلسلات "الأيام" و"أديب" و"اليقين" و"دموع في عيون وقحة" و"لا" و"دموع صاحبة الجلالة" و"الزيني بركات" و"نصف ربيع الآخر" و"الحاوي" و"بنات افكاري"، وكانت موسيقاه في "رأفت الهجان" حققت نجاحاً كبيراً تجلى في الالبومين الذين ضما موسيقى العمل وتداول في كل اقطار الوطن العربي.