تعتبر الموسيقى التصويرية للمسلسلات الدرامية من عوامل النجاح للعمل، وهي تعمل على إيصال الإحساس الى المشاهد بالصوت إلى جانب الصورة المرئية، وبالتالي تجذبه إلى داخل العمل الدرامي المقدم. ومن خلال مسلسلات درامية قدمت على شاشات فضائيات عربية خلال شهر رمضان، برزت مجموعة من الموسيقيين المصريين تخصصوا في إعداد الموسيقى التصويرية وأغاني شارات مسلسلات رمضان، اذ دأب هؤلاء على تلحين الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية التي هرب إليها عدد من الموسيقيين بسبب الركود الذي أصاب سوق الكاسيت خلال الفترة الماضية. ومن بين الملحنين المشهورين في هذا المجال الموسيقي محمود طلعت الذي يقول ل «الحياة» «إنه قدم في رمضان هذه السنة ألحان الموسيقى التصويرية لسبعة مسلسلات درامية هي مسلسل «الفوريجي» لأحمد آدم ورزان مغربي و «ماما في القسم» لسميرة أحمد ومحمود يس و«اللص والكتاب» لسامح حسين و «بابا نور» لحسين فهمي و «العتبة الحمرا» لمي كساب و «مش ألف ليلة وليلة» لأشرف عبدالباقي و «حكايات بنعيشها» لليلى علوي. ويرى طلعت أن الموسيقى التصويرية تلعب دوراً مهماً في صناعة الدراما، خصوصاً إن قُدّمت في شكل جيد، حتى إنه في بعض الأحيان يتذكرها المشاهد بعد انتهاء عرض العمل أكثر مما يتذكر مضمونه، ويحفظها ويضعها في هاتفه المحمول ويظهر هذا واضحاً مع شارات المسلسلات التي بدأ بعض المشاهدين حالياً يحملونها على هواتفهم الخليوية. ويشير طلعت إلى أن على رغم العروض الكثيرة التي تقدم له في مجال تلحين الموسيقى التصويرية للمسلسلات، لا يقبل الأعمال الدرامية الا بعد قراءة نصها والاقتناع بها. ويضيف: «وبالنسبة الى تلحين مقدمات المسلسلات أفضّل التعامل مع بعض المؤلفين المتميزين في هذا المجال، وأبرزهم الشاعر أيمن بهجت قمر، الذي قدمت معه هذا العام مجموعة من الأعمال». ويؤكد الملحن المصري أن المجال الفني أصبح مفتوحاً الآن للموسيقيين لصنع موسيقى تصويرية جديدة مختلفة. وتمكن الملحنون أخيراً من كسر الاحتكار الذي ساد في الفترة الماضية على ملحن أو اثنين لتقديم موسيقى تصويرية جيدة. ويوضح أن المناخ الدرامي الحالي وإنتاج عدد كبير من المسلسلات، أتاحا الفرصة للمتميزين من الملحنين والموسيقيين للمشاركة في هذه الأعمال. في المقابل، يرى الموسيقي عمار الشريعي أن هروب الموسيقيين للمشاركة في تلحين الموسيقى التصويرية في الأعمال الدرامية يرجع إلى أهميتها في أي عمل، إضافة إلى كساد سوق الكاسيت وهروب المطربين أيضاً الى غناء مقدمات المسلسلات. ويضيف: «رصيدي في مجال ألحان الموسيقى التصويرية للمسلسلات بلغ 75 مسلسلاً من أشهرها رأفت الهجان». ويؤكد الشريعي أن موسيقى وألحان مقدمات المسلسلات كانت في بعض الأحيان تقدم كموسيقى فقط من دون غناء ولكن في الدراما التي تنتج حالياً يصر المنتجون على أن تقدم المقدمة بغناء مطرب أو مطربة. ويتمنى الشريعي أن يتم الاهتمام بالموسيقى التصويرية للمسلسلات الدرامية من خلال المهرجانات التي تهتم بالدراما وأن يمنح صانعوها جوائز متميزة تشجيعاً لهم على هذا الأداء الرائع والذي ظهر للكثيرين من خلال مسلسلات رمضان. وفي سياق متصل، يقول الموسيقي ياسر عبدالرحمن ان الموسيقى التصويرية للمسلسل مع المقدمة أصبحتا عنصرين رئيسين للترويج للمسلسلات الدرامية وأصبح المنتج أو المخرج حريصاً على وجودهما ضمن العمل. ويعتقد الموسيقي عبدالرحمن أن الموسيقى التصويرية أصبحت من العناصر المهمة داخل نسيج العمل الدرامي، حتى إنه في كثير من الأحيان تنجح الموسيقى التصويرية أكثر من نجاح العمل الدرامي ويحفظها الناس ويبحثون عنها عبر الانترنت. ويوضح عبدالرحمن أنه يهتم بقراءة سيناريو العمل قبل بدء التلحين من أجل الموسيقى التصويرية والمقدمة.