انتقدت موسكو قرار بغداد وقف تصدير نفط، واعتبرت انه يبقي عزلة العراق، فيما دعا الرئيس فلاديمير بوتين العراق الى الموافقة على استقبال مفتشين دوليين. وتعهد السفير الأميركي في موسكو "تعويضها" عن خسائرها الاقتصادية في حال موافقتها على توجيه انذار نهائي الى بغداد. واعتبرت بريطانيا ان الرئيس صدام حسين "يمارس مجدداً لعبة سياسية على حساب معاناة الشعب العراقي". نسبت وكالة "ايتار تاس" الحكومية الروسية الى "مصدر في هيئات السلطة" قوله ان القرار الذي أعلنه صدام أمس بوقف تصدير النفط العراقي "خطأ ومؤشر الى أن بغداد تبقى على سياسة الانعزال". وتابع ان وقف تصدير النفط يعني "الحكم على الشعب العراقي بمزيد من الآلام". وأضافت الوكالة: "بدلاً من السماح بعودة المفتشين ... يواصل صدام وضع نفسه في مواجهة الأسرة الدولية". وكان الرئيس بوتين تحدث عن موقف بلاده من الملف العراقي، وقال انه لا توجد "براهين موضوعية" على أن العراق ساند تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. واستدرك ان ذلك "لا يعني عدم وجود مشكلات مع العراق" تتمثل في اقناع قيادته بعودة من وصفهم ب"المراقبين" الدوليين. وشدد بوتين على عدم وجود معلومات تفيد بامتلاك العراق أو تصنيعه أسلحة دمار شامل، لكنه أضاف: "إذا كانت هناك مخاوف، من حق الأسرة الدولية ان تثير موضوع التفتيش". وتحدث عن "وسائل كثيرة" لتحقيق هذا الهدف، لكنه قال ان "الحديث عن استخدام القوة غير لائق سياسياً، على الأقل ما دامت الوسائل الأخرى لم تستنفد" لبلوغ الهدف المتمثل في عودة المفتشين. ونبه الى ان استخدام القوة "لو حصل لكان خطأ" وأدى الى نتائج عكسية. الإنذار إلى ذلك، قال السفير الأميركي في موسكو الكسندر فيرشبو ان واشنطن لم تتخذ بعد قراراً في شأن بدء عمليات عسكرية ضد العراق. وأوضح في حديث الى صحيفة "فيزافيسيمايا غازيتا" ان اعضاء مجلس الأمن قد يوجهون "انذاراً نهائياً" الى بغداد يطلب تنفيذ القرارات الدولية، وفي حال رفضها الاستجابة "يمكن الرئيسين بوتين وجورج بوش ان يوجها الحديث في هذا الموضوع وجهة أخرى". وعرض السفير ان تحصل روسيا على "تعويضات عن الخسائر المحتملة"، خصوصاً الاقتصادية في حال بدء عمليات لتغيير النظام في العراق، وذكر ان التعويضات ستقدم "مع انتقال العراق الى مرحلة ما بعد صدام". وفي لندن انتقدت حكومة توني بلير بشدة قرار العراق تعليق صادرات النفط لمدة شهر، بينما "يعتمد الشعب العراقي على ذلك للحصول على الأدوية والأغذية" بموجب برنامج "النفط للغذاء". وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية ان الرئيس صدام حسين "يمارس مجدداً لعبة سياسية على حساب معاناة الشعب العراقي، حيث يستغل أيضاً معاناة الفلسطينيين من أجل تحقيق أهدافه السياسية الخاصة، بينما يتجاهل معاناة العراقيين الذين يرزحون تحت اضطهاده". وتساءلت الوزارة عن كيفية تعليق الرئيس العراقي صادرات النفط بينما يعتمد الشعب العراقي على عائداته من أجل الحصول على احتياجاته الأساسية. وقال الناطق ان بريطانيا احتجت على الغزو الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية، وطالبت بانسحاب اسرائيل بسرعة.