أكد ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان بلاده والحلفاء قلقون من الاعتداءات العراقية على الحدود السعودية، وجدد "دعم لندن المملكة العربية السعودية وأمنها وسلامتها، واستعدادها للدفاع عن المملكة ومنطقة الخليج إذا تعرضت لأي هجوم أو اعتداء عراقي". وشدد على أهمية عودة المفتشين الدوليين الى العراق، معتبراً أن "الضربات الجوية الأميركية - البريطانية على مناطق عراقية خارجة عن منطقتي الحظر الجوي هي رد على تطوير العراق أسلحته المضادة للطائرات، والتي تهدد حياة طيارينا". ونفى أن يكون تصريح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في تركيا أول من أمس عن تطور القدرات الجوية لبغداد وتهديدها الطيارين الأميركيين والبريطانيين "مقدمة لضرب العراق". وأكد ان "الشعب العراقي هو الخاسر من قرار الرئيس صدام حسين وقف ضخ النفط وتعليق العمل ببرنامج "النفط للغذاء"، وقال ان هذه السياسة "تبرهن مجدداً أن صدام هو المسؤول عن معاناة شعبه وهو مصدرها". واعتبر أن توقف ضخ النفط العراقي لن يؤثر في الاقتصاد العالمي، خصوصاً بعدما أكدت السعودية والكويت استعدادهما لتعويض النقص في امدادات البترول. وأشار الناطق البريطاني الى ان العراق "لن يستطيع وقف تصدير نفطه لفترة طويلة، لأنه مصدر الدخل الوحيد للدولة، كما أن بغداد ستتأكد من عدم جدوى قطع هذا النفط في إحداث بلبلة في الاقتصاد الغربي". موفد روسي وتوجه الى بغداد أمس الوزير الروسي لشؤون الطوارئ سيرغي شويغو، وسيلتقي الرئيس العراقي ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز. وسيبحث الوفد الروسي مع وزير الداخلية العراقي، في برنامج العمل المشترك للفترة 2001 - 2002، حيث يتولى الجانب الروسي في اطار هذا البرنامج اطلاع العراقيين على معلومات في مجال الدفاع المدني والتحذير من الكوارث الطبيعية ومعالجة آثارها، كما سيناقش فتح مركز في بغداد للتدريب على عمليات الانقاذ. ويشمل البرنامج أيضاً نزع الألغام المتبقية من حرب الخليج الثانية، بموافقة الأممالمتحدة. كما سيتولى الروس درس الآثار المترتبة على استخدام ذخائر اليورانيوم المستنفد. في الوقت ذاته، اعلنت موسكو انها لا تنوي زيادة صادراتها النفطية للتعويض عن النفط العراقي، وشدد نائب وزير الطاقة الروسي ايفان ماتلاشوف على أن قرار بغداد وقف تصدير نفط لن يؤدي الى زعزعة استقرار الأسواق العالمية. طارق عزيز وصعدت بغداد لهجتها، واتهم نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز طائرات حربية اميركية وبريطانية بمطاردة طائرة مدنية عراقية الشهر الماضي، خلال رحلة لها بين بغداد والبصرة. وفي رسالة وجهها الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، سلمها ممثل العراق لدى المنظمة الدولية محمد الدوري، قال طارق عزيز الذي يتولى ايضا حقيبة الخارجية بالوكالة ان "ثلاث طائرات اميركية وبريطانية نفذت عملية اعتداء اجرامية ضد طائرة مدنية عراقية من طراز بوينغ 707 كانت تقل ركاباً مدنيين اثناء رحلة بين محافظتي بغداد والبصرة في 18 أيار مايو الماضي"، موضحاً ان "الطائرات الاميركية والبريطانية استمرت في ملاحقة الطائرة العراقية 17 ميلاً وفي استفزاز قائدها وسؤاله عن نوع طائرته وجنسيتها". ودعا انان الى "ادانة الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها العراق". ومع تصاعد المواجهة بين بغدادوالأممالمتحدة، بعد وقف العراق صادراته النفطية رداً على تمديد مجلس الأمن برنامج "النفط للغذاء" شهراً واحداً، عبر وزير النفط العراقي عامر رشيد عن ثقته بمواقف "الدول الصديقة" والبلدان التي "ليست لديها اغراض وأهداف سيئة" من المشروع البريطاني - الاميركي الذي يهدف الى فرض صيغة جديدة من العقوبات على العراق. وجدد، في تصريحات نشرتها صحيفة "الجمهورية" رفض بلاده اي تمديد جزئي للبرنامج، مشيراً الى ان العراق "لن يتعامل مع اي قرار يتضمن عناصر المشروع الاميركي - البريطاني الخبيث". كما أكد رياض القيسي وكيل وزارة الخارجية أول من أمس ان بغداد لن تتعاون مع اي قرار يجمع بين التمديد المعتاد للبرنامج واي شيء يتعلق بالمشروع.