سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون يعد بسحب الجيش "بعد استكمال مهمته" والكنيست تقر استدعاء 28 ألفا من قوات الاحتياط . باول "واثق" أن شارون يفهم "رسالة" بوش لكن الانسحاب "لن يتم خلال يوم واحد"
في اليوم العاشر من الحرب التي أعلنتها اسرائيل على الاراضي الفلسطينية، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان واشنطن تطالب الدولة العبرية ببدء الانسحاب "الان"، مضيفا انه "واثق" من ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "يفهم الرسالة" التي ابلغها اليه الرئيس جورج بوش خلال اتصال هاتفي بينهما ليل السبت - الاحد عندما دعاه الى الانسحاب "من دون تأخير". ويأتي الموقف الاميركي الجديد في اعقاب اعلان شارون ان الجيش سينسحب "بعد استكمال مهمته" التي قال رئيس اركانه شاؤول موفاز انها قد تستغرق ثمانية اسابيع اخرى، كما تأتي بعد اقرار "لجنة الامن والخارجية" في الكنيست الاسرائيلية استدعاء 28 ألفا من قوات الاحتياط في الجيش. استبق وزير الخارجية الاميركي كولن باول جولته في الشرق الاوسط امس، واعلن ان واشنطن تطالب اسرائيل ببدء الانسحاب "الان" من الاراضي الفلسطينية. وقال في حديث الى شبكة "فوكس" التلفزيونية الاميركية انه "مرتاح لسماع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يقول انه سيضع حدا سريعا" للعمليات العسكرية، مضيفا ان الرئيس جورج بوش "طلب من شارون ان يباشر عملية الانسحاب ويباشرها الان". وقال: "انني واثق من انه يفهم الرسالة ... وسنرى كيف يرد في مستقبل قريب جدا"، معربا عن امله في ان "يستجيب" دعوة بوش الذي طالبه في اتصال هاتفي مساء السبت بالانسحاب "من دون تأخير". لكن باول اوضح ان بوش لم يحدد لشارون مهلة قصوى لانهاء الانسحاب، وزاد: "هذا لن يتم في يوم واحد"، مؤكدا ان بوش وشارون "لم يتحدثا عن تاريخ محدد" لانهاء عملية الانسحاب. وقال باول انه سيحاول "التحدث" الى الرئيس ياسر عرفات خلال جولته في الشرق الاوسط "اذا ما سنحت الظروف وانا هناك"، مشيرا الى وجود "مشكلات امنية، مشكلات تنقل وجدول اعمال. سننتظر ونرى كيف تتطور الامور خلال الايام المقبلة"، مشيرا الى انه "سيتحدث الى الطرفين" الاسرائيلي والفلسطيني خلال الزيارة. واكد ان الهدف الرئيس لمهمته هو التوصل الى وقف للنار، وانه سيكون "مسرورا للغاية ومرتاحا جدا ان تمكن من التوصل الى وقف اطلاق نار في مستقبل قريب"، مضيفا: "اذا تراجع العنف وبدأنا حوارا جديدا بين الطرفين، فان الجهود التي انوي بذلها في هذه الرحلة ستكون اتت ثمارها". ورفض شارون رفض خلال مكالمة هاتفية امتدت 20 دقيقة مع بوش طلب الاخير وقف العمليات العسكرية وسحب الجيش من المدن الفلسطينية، لكنه وعده بالانسحاب "في أقرب وقت ممكن بعد استكمال مهمة الجيش". ونقلت عنه الاذاعة قوله في الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان اسرائيل "تتفادى التعرض للمدنيين في عملياتها العسكرية" قائلا: "وصلت اسرائيل الى نقطة اللاعودة لان ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية لا ينويان ابدا احترام اي اتفاق كان". وابلغ رئيس اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز اعضاء لجنة الخارجية والامن في الكنيست ان قوات الاحتلال لن تعود، مع انتهاء هجومها الحالي علي المدن الفلسطينية، الى مواقعها قبل بدء الهجوم انما ستنتشر "على نحو يضمن منع تسلل انتحاريين فلسطينيين الى المدن الاسرائيلية". وزاد انه على يقين من ان الرئيس ياسر عرفات "سيواصل ايضا بعد انتهاء العملية الحالية دعم الارهاب"، مكررا موقفه وتوصيته للمستوى السياسي بطرده من المنطقة، ومتهما الفلسطينيين برفض قبول الخطوات الامنية الواردة في خطة "تينيت". وقال انه بحاجة الى ثمانية اسابيع اخرى لاستكمال مهمته، في تحد مفتوح للرئيس جورج بوش الذي قال ان على اسرائيل ان تنسحب "من دون تأخير". واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ان العمليات العسكرية في الاراضي الفلسطينية "ستستمر"، مضيفا ان بوش "يتفهم ان الجيش لا يستطيع ان ينسحب مرة واحدة" من المدن الفلسطينية، و"لا ينوي الخروج من اجل العودة بعد فترة قصيرة". انتقاد فلسطيني وانتقدت السلطة الفلسطينية بشدة موقف الادارة الاميركية من الحرب التي تشنها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية. وقال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبد الرحمن ان حكومة شارون تشن حربها على الفلسطينيين "ليس بضوء اخضر من الادارة الاميركية بل بقرار منها". كذلك حملت السلطة بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير مسؤولية ما يجري من "مجازر اسرائيلية" في مخيم جنين حيث وعد الناطق بلسان الجيش الجنرال رون كيتري، لليوم الثالث على التوالي، بحسم المعركة هناك خلال الساعات المقبلة، وسط اعتراف كبار الضباط في الجيش بضراوة المقاومة الفلسطينية في المخيم الذي ما يزال صامدا رغم القصف الاسرائيلي. وأصاب المقاومون في مخيم جنين ثلاثة جنود بجروح وصفت جروح احدهم بأنها خطرة، إضافة الى قتل سبعة جنود منذ مهاجمته الاربعاء الماضي. ورفض الجيش حتى الان تأكيد ما كشفه الفلسطينيون عن قصف مروحيات حربية عن طريق الخطأ مبنى على مشارف المخيم يحوي 16 جنديا وضابطا اسرائيليا. وقال كيتري ان "من المحتمل ان تحسم المعركة في جنين مساء الاحد"، مضيفا ان العمليات العسكرية في جنين وحي القصبة في نابلس "خطيرة وتستغرق وقتا". وارتكبت قوات الاحتلال في مخيم جنين مجزرة طاولت خمسة مواطنين اثنان منهم من كبار السن امام انظار الاطفال والنساء في المخيم. وبعد صمت دام خمسة ايام، بدأت التقارير العسكرية الاسرائيلية بالاعتراف بالافعال التي يرتكبها الجيش في المخيم الواقع تحت الحصار، إذ أشارت التقارير الى أن الجيش دمر المنازل التي يدور فيها قتال ضار "من دون تطهيرها". واعترف الجنود بضراوة المقاومة الفلسطينية، فيما تناولت الاذاعات الاسرائيلية امكان انسحاب الجيش من المخيم. "جبل النار" وفي نابلس المعروفة ب"جبل النار"، اشتدت المعارك بين المقاتلين الفلسطينيين المتحصنين في حي القصبة في البلدة القديمة واعداد متزايدة من قوات الجيش الاسرائيلي المسنودة بالمروحيات الحربية التي لم تتوقف عن قصف الاحياء السكنية. واستشهد ثمانية فلسطينيين في هذه المعارك بينما اعلن الجيش الاسرائيلي عن اصابة ثلاثة من جنوده بجروح وصفت احداها بانها خطرة. ونسفت المروحيات الاسرائيلية مبنى سكنيا يضم خمس طبقات جنوب مخيم بلاطة بعد ان اجلت سكانه ال 70 شخصا وحشرتهم داخل منزل واحد في المنطقة. واحرقت قوات المشاة المحال التجارية في الطبقة السفلى للمبنى وشركة لبيع السيارات الجديدة في المنطقة. واستعصى حي القصبة على الجنود رغم الحصار المشدد والقصف المتواصل منذ خمسة ايام والذي اوقع حتى اللحظة، وفقا لمصادر حقوقية فلسطينية، 31 شهيدا ونحو 70 جريحا معظمهم ما يزالا في مستشفى ميداني، وصفت جروح 10 منهم بأنها خطيرة، فيما بدأت المواد الطبية بالنفاد من الموقع، اضافة الى النقص الحاد في الماء وانقطاع الكهرباء. وما يزال الجنود يمنعون وصول سيارات الاسعاف لإخلاء الجرحى والشهداء. وامتد نطاق الحملة العسكرية الاسرائيلية الى عدد كبير من القرى الفلسطينية حيث شنت حملات اعتقال واسعة في قرى دير غسانة وبيت ريما وقرى بني زيد غرب رام الله، فيما قصفت القوات الاسرائيلية قرية عقربة القريبة من نابلس بالقذائف المدفعية قبل ان تقتحمها وتشن حملات اعتقال فيها ما ادى الى اشتعال النار في منزلين على الاقل.