برزت الفنانة السورية ليلى جبر، من طريق عدد من الأدوار الدرامية التي قامت بأدائها. فهي دائماً تحرص على التنويع بأدوارها، وفي الآن نفسه ترغب في تجريب المزيد من الشخصيات والأدوار التمثيلية التي تمنحها متعتها الحقيقية، وخبرتها، ومعرفتها. ومن بين اسهاماتها المميزة، نشير إلى دورها في فيلم ناجي العلي، إضافة الى الكثير من الادوار في المسلسلات التلفزيونية ومنها "حمام القيشاني"، "الفصول الأربعة"، "عائلتي وأنا"... التقتها "الحياة" للتعرّف إليها أكثر، وكان هذا الحوار: بعد الأدوار الدرامية الكثيرة التي قمت بأدائها، هل تحددين شروطاً معينة لقبول الدور او العمل؟ - نعم، هناك شروط. لكنها ليست صعبة، او معقدة. أنا انظر في البداية الى العمل ككل، فإذا كان جيداً، اي يحمل مضموناً انسانياً راقياً، يستحق عناء المعالجة الدرامية، ازداد اهتمامي به. كما يجب ان يكون من واقع الناس، حتى وإن كان فنتازياً او تاريخياً، فيجب ان يكون له اسقاطات على الواقع. وهناك شرط مهم جداً: ان يكون دوري في هذا العمل مميزاً ومختلفاً عن الادوار السابقة. ما الذي اكتسبته من تجربتك الفنية؟ - اكتسبت الخبرة في الحياة، ومستوى جيداً من المعرفة والثقافة. وقبل هذا كله، تمتعت بممارسة هوايتي المفضلة، أي التمثيل. فأنا لا اتعامل مع التمثيل على انه مهنة، وبالتالي مهما كانت ساعات العمل طويلة ومجهدة... هذا يجعلني سعيدة ومرتاحة اكثر من ايام الاجازة. أديت أخيراً شخصيات درامية مختلفة، مثل الخادمة في "عائلتي وأنا"، والسكرتيرة في "أبيض وأسود"... ماذا عن التحدّي الذي تواجهينه في الانتقال من دور إلى آخر؟ - أنا أصرّ على انتقاء شخصياتي بعناية. وعندما تكون الشخصية مختلفة ومميزة، فإنني أجد متعة في ادائها. الخادمة والسكرتيرة كانتا شخصيتين اساسيتين في العمل، خلافاً لما نراه في معظم الاعمال الرائجة. وبالتالي حين تكون مثل هذه الشخصيات، النادرة في الدراما، مكتوبة بعناية لتلعب دوراً درامياً وانسانياً اساسياً، فتجسيدها أمام الكاميرا لا بدّ من أن يكون ممتعاً وشيّقاً. وكل دور جديد هو اختبار لموهبة الممثل وامكاناته ومقدرته على تحقيق النجاح ولفت الانتباه. وهذا ما تأكّدت منه من خلال اداء هاتين الشخصيتين. مع العلم انّه لا يمكن لي أن أكرّر الشخصيّة نفسها، في عمل آخر... لكي احافظ على بريق التجربة في صورتها الاولى. لكنك تصرين على الاستمرار في شخصية "فداء" في المسلسل نفسه، منذ ست سنوات، عبر اجزائه المتلاحقة... - شخصية "فداء" طبيعية، وليس خادمة او متسولة، بل هي صبية من المجتمع، ذات تأثير فاعل في الحدث. وقد بنيت تركيبتها، وأسست لها طريقة حركة وكلام خلال السنوات الماضية، حتى صارت كأنها شخصية حقيقية، تعيش في حياتي. فأنا أحب شخصية "فداء"، واحب الاستمرار فيها. وكيف تقومين ببناء الشخصية وتحويلها الى شخصية حية ومقنعة؟ - هذا يعتمد بالأساس على الخبرة، إذ يصبح الفنان معها قادراً على تمييز ملامح الشخصية الاساسية، منذ قراءتها للمرة الاولى على الورق. وهكذا عليه إيجاد العناصر الكفيلة بأدائها في شكل مختلف عن بقية الشخصيات، تبعاً لظروفها وواقعها ونمط تفكيرها ومستوى تعليمها. وتساعدني قراءاتي المتنوعة، على ذلك العمل الشاق والدقيق، خصوصاً في مجال علم النفس. هل لديك موهبة الكتابة؟ وهل سنشاهد يوماً أعمالاً تلفزيونية من تأليفك؟ - نعم، اعتقد بأن لدي موهبة الكتابة. وجربت مرة كتابة تمثيلية للتلفزيون، بالاعتماد على حادثة واقعية. لكنني لم اقدمها بعد، لأنني افضل التمهل في كل قراراتي، ولا اقدم على شيء الا اذا كنت واثقة من نتائجه. أنا اعطي اهتمامي الاساسي للتمثيل، لأنني بصراحة كسولة حين يصبح العمل آلياً وروتينياً. أستطيع ان اكتب اكثر من فكرة للتلفزيون، لكنني لا أستطيع ان اجلس ساعات وراء الطاولة لأصوغها في سيناريو وحوارات. ما دور والدك الفنان محمود جبر في حياتك الفنية؟ وهل ستتكرر تجربة التمثيل مع أفراد اسرتك بعد تمثيلية "وعادت ليلى"؟ - كان والدي دائماً، ولا يزال، ينصحني بالمثابرة في عملي الفني، وصقل موهبتي بالمطالعة والقراءة. وهناك بوادر لمشروع قد يجمعنا معاً في عمل مسرحي. لكننا ننتظر الفرصة المناسبة، ليكون العمل مميزاً بنصّه وإخراجه ومستوى انتاجه... وليس مجرد عمل نمثل فيه معاً. الشهرة تقيّد حريّة الفنّان، هل تتضايقين من ذلك؟ - إن الشهرة لم تقيدني، لأنني لا اسمح بذلك... بل غالباً ما أتعمّد النزول إلى الشارع، لأقابل الناس. فذلك يحفزني على الاستمرار.