توقع علي رودريغيز الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك ان تتجه أسعار النفط الى الانخفاض بعدما هدأ الرئيس الاميركي جورج بوش مخاوف الاسواق من اتساع نطاق الصراع في الشرق الاوسط. وقال رودريغيز، الذي أجرى مشاورات مع وزراء "أوبك" على مدى الايام القليلة الماضية، ان المنظمة لا تريد الرد على ضغوط ناجمة عن عمليات مضاربة يعتقد أنها زادت الاسعار بما بين خمسة وستة دولارات. لندن، موسكو - "الحياة"، رويترز - تراجعت اسعار النفط أمس متأثرة بتصريحات بوش وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيار مايو في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس 26.65 دولار للبرميل مقابل 27.31 دولار في اواخر التعامل أول من أمس، وتحسن السعر في الساعات التالية من التعامل الى 27.15 دولار للبرميل، ثم تراجع ثانية الى 26.95 دولار. وارتفع سعر الخام الاميركي 16 سنتاً الى 26.74 دولار في التعاملات على نظام اكسيس الالكتروني بعد انخفاضه 98 سنتاً أول من أمس في السوق الاميركية. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة انخفض أول من أمس الى 25.22 دولار للبرميل من 25.72 دولار يوم الاربعاء. وكان سعر "برنت" ارتفع الى اعلى مستوى له منذ ستة اشهر عند 28.15 دولار للبرميل ثم بدأ في الانخفاض بعد حديث الرئيس الاميركي الذي دعا فيه اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي الفلسطينية. وما زال سعر "برنت" اعلى بنسبة 30 في المئة عن مستواه قبل ستة اسابيع قبل ان تشدد الولاياتالمتحدة من لهجتها تجاه العراق ثم ما بدا عن تنحيها جانباً عندما بدأ الاجتياح الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وابلغ رودريغيز "رويترز" هاتفياً من مقر المنظمة في فيينا: "الاسعار بلغت ذروتها... بعد اعلان بوش ستظهر بعض عمليات البيع لجني الارباح وستتراجع الأسعار لأن الارتفاعات في الفترة الاخيرة كانت ترجع اساساً للمضاربات". وقال رودريغيز ان المنظمة تعلمت من تجربة عام 2000، عندما بلغت الاسعار اعلى مستوياتها منذ عشر أعوام، الا تستجيب لارتفاعات ناتجة عن مضاربات. وأدى ارتفاع الاسعار في ذلك العام الى ما وصفه رودريغيز بزيادات مبالغ فيها في الانتاج وتراكم المخزونات دفعت الاسعار للانخفاض، ما كان سبباً في خفض الانتاج العام الماضي. وزاد رودريغيز: "في رأيي انه لا يتعين زيادة الانتاج اذا ارتفعت الاسعار بسبب مضاربات. اذا شهدنا نمواً في الطلب واحتياجاً في السوق لمزيد من النفط فاننا سنفعل ذلك بالتأكيد". وأضاف انه لا يتوقع ان تزيد "أوبك" انتاجها خلال اجتماعها المقبل في حزيران يونيو المقبل. وتابع: "لا اعتقد انه ستكون هناك اي زيادة هذه السنة ما لم تقع حرب او ما الى ذلك". وقال: "اذا حدثت اي زيادة ستكون طفيفة جداً". النفط الروسي قال فيكتور خريستينكو نائب رئيس الوزراء الروسي أمس ان الحكومة قد تعدل المستويات المستهدفة لصادرات النفط في منتصف أيار مايو المقبل. ولم يوضح خريستينكو الفترة المعنية بالتعديل او سببه. وقالت روسيا ثاني اكبر مصدر للنفط في العالم في آذار مارس الماضي انها ستمد العمل بخفض صادراتها من النفط بمقدار 150 الف برميل يومياً تماشياً مع اتفاق "أوبك" في الربع الاول من سنة 2002 الى الربع الثاني من السنة. وعندما الزمت روسيا نفسها بهذا الخفض حتى نهاية حزيران المقبل حذرت من انها قد تعدله اذا ارتفعت اسعار النفط واستقرت السوق. وقال وزير الطاقة ايغور يوسفوف أول من أمس ان موسكو تعتزم التزام سياسة خفض الصادرات، اذ انها ليست واثقة من ان الارتفاعات الراهنة في اسعار النفط طويلة الامد. ويشكك العديد من المحللين في قدرة روسيا على التزام تعهداتها بخفض الصادرات تنفيذا لاتفاقاتها مع "أوبك".