تحركت السلطة الفلسطينية في اتجاه وضع حد لظاهرة الأطفال والفتيان الذين يحاولون تنفيذ هجمات ضد اهداف إسرائيلية، أسوة بثلاثة فتيان استشهدوا الثلثاء اثناء محاولة تنفيذ هجوم ضد مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة. وأوضح رئيس المخابرات العامة اللواء أمين الهندي ان قوات الأمن اعترضت سبيل حوالى 20 صبياً كانوا في طريقهم لتنفيذ هجمات على مستوطنات في القطاع، مضيفاً ان بينهم خمسة أطفال التقطوا صوراً لأنفسهم أمام ملصق لقبة الصخرة، وتركوا رسائل لذويهم تفيد أنهم ذاهبون لمهاجمة مستوطنات ليموتوا شهداء، تماماً كما فعل يوسف باسم زقوت 14 سنة وأنور عادل حمدونه 14 سنة واسماعيل محمد ابو ناجي 13 سنة الذين استشهدوا أثناء محاولتهم تنفيذ هجوم في محيط مستوطنة "نتساريم". ومنذ حادث الثلثاء، أصبحت ظاهرة هجمات الأطفال تؤرق المجتمع الفلسطيني وتقض مضاجع الآباء والأمهات، فيما احتلت القضية صدارة المواضيع التي يناقشها الفلسطينيون، بعدما خرجوا عن صمتهم غير المبرر حيال معالجة هذه الظاهرة. وبادرت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس التي يعتبر الشهداء الثلاثة من المحسوبين عليها، الى اصدار بيان وصفت فيه الظاهرة بأنها "خطيرة وقد تودي بحياة العديد من الفتيان على جدران المستوطنات، ما يشكل كارثة وطنية". واضافت ان "دماء شهدائنا يجب أن تُصان ليوم يشتد فيه عودهم، فهم رجال وعدة المستقبل ودورهم في الجهاد لم يحن بعد"، مناشدة خطباء المساجد والمدرسين تناول تلك الظاهرة في الخطب والدروس، والفتيان "ان يتقيدوا بآداب الاسلام ومنها السمع والطاعة". وأصدرت غالبية فصائل المقاومة الوطنية والاسلامية بيانات دعت الفتيان والأطفال الى عدم تنفيذ مثل تلك العمليات و"إلقاء أنفسهم في التهلكة" على يد الجيش الاسرائيلي. كما شكل المجلس التشريعي لجنة لمناقشة الأمر واستخلاص العبر ومعالجة الظاهرة، علماً أن حوالى 20 طفلاً وفتى دون سن 18 سنة استشهدوا منذ بدء هذه السنة في عمليات فدائية أو محاولات لاقتحام بعض المستوطنات أو التسلل اليها. وأصبح الآباء والأمهات منذ استشهاد الفتيان الثلاثة أكثر حرصاً على أطفالهم، وقال ابو باسل ل"الحياة" إن مديري المدارس والمدرسين شددوا اجراءات منح الطلاب والتلاميذ اذونات للخروج من الدوام المدرسي، واشترط بعضهم حضور الأب أو الأم لاصطحاب الطالب، خشية أن يتوجه خلسة إلى مستوطنات. ويشير بعضهم بأصابع الاتهام الى حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، إلا أن الشيخ نافذ عزام أحد قياديي "الجهاد" نفى ذلك، وقال ل"الحياة": "لا نؤيد ارسال من هم في هذه السن لتنفيذ هجمات أو ان يرموا أنفسهم في براثن الموت الذي تفرضه اسرائيل بوسائل ارهابها". وشدد على ضرورة معالجة الظاهرة، داعياً "الاشبال" إلى "التريث حتى يشتد عودهم". وأعلن كايد الغول ممثل "الجبهة الشعبية" في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية التي تقود الانتفاضة ان اللجنة ستبحث في الموضوع مجدداً، مشيراً إلى أنها كانت درست القضية التي "لها مردود سلبي على المواطنين". ودعا سمير مشهراوي المراقب العام للأمن الوقائي في قطاع غزة، عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" في القطاع الى تشكيل لجنة وطنية مهمتها التحقيق في الموضوع لوضع توصيات واستنتاجات تتعلق بالجهة المسؤولة عن انتشار ظاهرة العمليات الاستشهادية للأطفال لمحاسبتها.