غزة - "الحياة" - شيع الآلاف من الفلسطينين في مدينة غزة امس جثمان الشهيد نبيل فرج العرعير 24 عاماً الذي استشهد صباح أول من امس في عملية انتحارية استهدفت عدداً من جنود الاحتلال عند مدخل مستوطنة كسوفيم قرب مفترق المطاحن وسط قطاع غزة. وشارك في الجنازة عدد من مسؤولي وقياديي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية، ومن ضمنهم مسؤولون من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وحركة "الجهاد الاسلامي" التي تبنى جناحها العسكري "قسم" مسؤولية العملية. وهتف المشاركون هتافات مناوئة للولايات المتحدة والدولة العبرية، مطالبين بالانتقام لدماء الشهداء، وداعين الى استمرار "انتفاضة الأقصى" حتى دحر الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وتلا أحد عناصر حركة "الجهاد" البيان الصادر عن القوى الاسلامية المجاهدة "قسم" الذي تبنى العملية، وقال انها أوقعت أربعة قتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي وعدد من الاصابات. وهددت "قسم" بالمزيد من العمليات الانتحارية والعسكرية ضد قوات الاحتلال، موضحة انه "لن يُشفى غليل قسم في العملية القادمة بأقل من 20 قتيلاً من جنود الاحتلال"، وذلك في اشارة الى العملية الانتحارية التي نفذتها "قسم" في كانون الثاني يناير 1996 في بلدة بيت ليد قرب تل ابيب، وقتل فيها نحو 20 جندياً. وقال احد أقارب الشهيد ان العرعير أوصى قبل استشهاده بتوحيد حركتي "حماس" و"الجهاد" الاسلامي. وطالب في وصيته بالعمل على استمرار الانتفاضة حتى تحرير القدس، مقدماً العملية هدية الى روح الشهيد الطفل محمد الدرة الذي قتل برصاص اسرائيلي في الثلاثين من الشهر الماضي قرب مفترق الشهداء القريب من مستوطنة نتساريم واثارت صورة قتله بدم بارد استياء عالمياً. الى ذلك، أصيب في غزة امس نحو 40 فلسطينياً في مواجهات وقعت بين الشبان والاحتلال عند حاجز التفاح قرب مستوطنة نفيه دكاليم والمواقع العسكرية الاخرى غرب مخيم خانيونس، وعند حاجز "ايرز" شمال القطاع. واعقبت الصدامات مسيرات خرجت من المساجد بعد صلاة الجمعة في المدن الخمس الرئيسية في القطاع، وكذلك في المخيمات الثمانية، بدعوة من لجنة المتابعة العليا، التي دعت في بيانها الأخير اعتبار يوم امس، واليوم يومي "غضب" جماهيري ضد الاحتلال.