يبدي سكان عدد من قرى منطقة جنين في الضفة الغربية تخوفهم من قيام المستعمرين اليهود بهجمات ضدهم خلال الايام التي تبقت قبل ان ينسحبوا من اربع مستعمرات قريبة. وفرض الجيش الاسرائيلي اجراءات امنية مشددة على قرية سيلة الظهر الواقعة جنوب جنين، الامر الذي جعل شوارعها المزدحمة بالحركة عادة، شبه خالية. ويربط الشارع الرئيسي في القرية بين مستعمرتي سانور وحومش اللتين انشئتا على اراضي القرية عام 1982. وحذر مسؤول حركة فتح في القرية راغب ابو دياك «من ان يقوم مستوطنو حومش بوضع مواد سامة او كيماوية في خزان المياه الرئيسي الذي يزود السيلة بالمياه» والموجود داخل المستعمرة. وتابع «بسبب تخوفنا من اعمال انتقامية، شكلنا لجان حراسة ليلية لمراقبة تحركات المستوطنين. وهناك لجان لحراسة المساجد خصوصا تلك الواقعة في الشارع الرئيسي الذي يمر فيه المستوطنون». ولا يختلف الوضع في قرية العصاعصة عنه في سيلة الظهر. ويتخوف سكان هذه القرية التي لا تبعد سوى مئتي متر عن مستعمرة سانور ويبلغ عدد سكانها 600 نسمة فقط، ايضا من اعمال انتقامية ومن هجمات قد ينفذها المستوطنون. وقال رئيس المجلس البلدي في القرية عاطف عصاعصة «اننا متوترون، ونخشى ان يهجموا علينا وقد طلبنا من لجان التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني ان تحضر الى قريتنا بعد ان شعرنا ان المستوطنين يحاولون يوميا التقدم باتجاه القرية لمهاجمتنا ولكن الجيش الاسرائيلي يمنعهم من ذلك». واضاف «لقد اصبح الوضع اصعب من قبل. في السابق كان لا يسكن مستعمرة سانور سوى اربعين او خمسين مستوطنا. لكن اليوم نصبوا اكثر من مئة خيمة جديدة داخل المستعمرة واكثر من عشر خيام خارج حدودها. وتقديري ان اكثر من 500 مستوطن جدد موجودون الان فيها». وتابع «من الواضح انهم جاؤوا للمشاكل ولمساندة المستوطنين على عدم الخروج من هنا». وكان مسؤول الارتباط المدني الفلسطيني ذكر لوكالة فرانس برس انه تم الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي على تواجد ضباط ارتباط من الجانبين في المنطقة لمعالجة اي مشاكل قد تحدث في سيلة الظهر والقرى الواقعة بين مستوطنتي سانور وحومش. وتشمل خطة الانسحاب الاسرائيلي التي بدأ تنفيذها الاثنين الماضي الى جانب مستوطنات قطاع غزة ال21، اربع مستعمرات في شمال الضفة الغربية هي سانور وحومش وغانيم وكاديم. ويقول الصيدلي عبدالله عطيه (45 سنة) «عانينا طوال العشرين سنة الماضية ما لم يعانه بشر على سطح الارض. لم يمر يوم واحد من دون اقتحام لمحلاتنا من المستوطنين عدا عن الشتائم والتهديدات بالقتل». واضاف «قبل اشهر، اقتحم مستوطنون هذه الصيدلية والمركز الصحي المجاور وهددونا بانهم سيطلقون علينا الرصاص اذا لم نغلقهما». وتابع «اما الاراضي التي املكها في جوار مستعمرة سانور والممتدة على مساحة عشرين دونما، فمنع علينا الدخول اليها منذ بداية الانتفاضة (ايلول - سبتمبر 2000) وقد هددنا مختار المستوطنة باطلاق الرصاص علينا اذا اقتربنا منها». من ناحية ثانية، ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة أمس ان مستوطني (نتساريم) احدى مستوطنات قطاع غزة، الذين سيتم اجلاؤهم اليوم سينقلون الى مستعمرة ارييل في الضفة الغربية. وقد قرر المستوطنون البالغ عددهم نحو خمسمئة في مستعمرة نتساريم الواقعة جنوب مدينة غزة بموافقة السلطات الاقامة في مستعمرة ارييل (18 الف نسمة) في شمال الضفة الغربية. وهي المرة الاولى التي ينقل فيها مستوطنون من قطاع غزة الى الضفة الغربية. وقد اقيمت مستوطنة نتساريم في 1972 كقاعدة عسكرية ثم تحولت الى مستوطنة مدنية. وهي مستوطنة معزولة يتولى حراستها فوج كامل من الجيش وتقيم فيها عائلات مزارعين وتلامذة مدرسة تلمودية.