بدأت ولية عهد السويد فيكتوريا دورة دراسية حول الحلول السياسية في الحروب والنزاعات تستمر ستة اسابيع في جامعة اوبسالا السويدية التي تعد من أرقى جامعات شمال اوروبا وأقدمها. ويأتي قرار القصر الملكي وولية العهد في اختيار هذه الدورة الدراسية في اطار تحضيرها لاستلام مهمات رسمية في القصر الملكي خصوصاً تلك التي تتعلق بتمثيل السويد في الخارج. وكانت الأميرة فيكتوريا أظهرت مراراً اهتماماً في القضايا الدولية. واختارت العام الماضي ان تتدرب في مركز الاممالمتحدة في نيويورك. ولم تخف الأميرة اهتمامها بقضايا اللاجئين الفلسطينيين. وقامت بزيارة مطولة ومن دون الاعلان مسبقاً الى مخيمات اللاجئين في الاردن. وعلى رغم اعرابها عن الحزن الكبير الذي شعرت به في المخيمات فهي لم تدل بأي تصريح سياسي ضد او مع اسرائيل، واكتفت باطلاق جمل تتعلق بأهمية مساعدة العائلات الفلسطينية. ويأتي هذا التحفظ السياسي ضمن اطار قانوني يحظر على العائلة الملكية ان تتدخل في القضايا السياسية. لكن الشابة فيكتوريا تمرر من وقت الى آخر مواقف سياسية مقروءة من دون ان تتفوه بكلمات لها علاقة بالسياسة. فهي بمجرد الاعراب عن حزنها على الفلسطينيين، ومشاركتها في جنازة الشابة الكردية فاطمة شاهيندال التي يعتقد ان والدها قتلها تحت ذريعة "الشرف"، يكفي لمعرفة ما تعتقده الأميرة عن قضايا اللجوء وجرائم "الشرف" ومواضيع أخرى تتعلق بالديموقراطية وحقوق الانسان. وأطلعت الأميرة في الآونة الاخيرة على اعمال وزارة الدفاع السويدية وشاركت في تدريب ضمن منظمة سيدا السويدية التي تعنى بالشؤون الانسانية. ويأتي كل ذلك ضمن برنامج مرسوم مسبقاً من قبل علماء سياسة واختصاصيين بعلوم الدولة لتحضيرها لمهمات قد تكون صعبة في المستقبل، أهمها استلام مهام العرش الملكي عن والدها الملك غوستاف السادس عشر. وشرح البروفيسور بيتر فالينستن الذي يشرف على دراسة الأميرة في جامعة اوبسالا ان "هذه الدورة تمنحها خبرة دولية سوف تحتاجها عندما تصبح مديرة الدولة في المستقبل". ويشارك في الدورة نحو 30 طالباً من دول مختلفة، ولكن جميعهم يحملون شهادات دكتوراه في مادة ما. لكن بعكس زملائها الطلاب الذين يعيشون في المدينة فهي لن تسكن في اوبسالا، اذ انها ستتنقل بين العاصمة والمدينة الجامعية التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن استوكهولم في السيارة. ولكن لم يوضح البروفيسور فالينستين عن مدى مشاركة الأميرة في الدورة الدراسية وعما اذا كانت ستحضر كل المحاضرات، فهو قال: "لا اعرف مدى مشاركتها معنا او نسبة الحضور، ولكن نحن نعرف ان الأميرة لها مهمات وارتباطات مهمة يجب ان تؤديها". والتعليق الوحيد الذي اطلقته الأميرة فيكتوريا فور دخولها جامعة اوبسالا انه "صحي للغاية ان ألتقي اشخاصاً من دول مختلفة خصوصاً ان من الممكن ان اصادفهم في المستقبل وأزورهم في دولهم. وأنا شخصياً مهتمة جداً بكيفية التعامل مع النزاعات".