أعلنت موسكو ان القائد الميداني العربي الأصل "خطاب" لقي مصرعه خلال عملية خاصة في الشيشان الشهر الماضي. ويتوقع المراقبون حدوث تغييرات جذرية في الجمهورية القوقازية، اذا صحت هذه المعلومات. وفيما وعد الجيش الروسي بعرض شريط مصور للعملية التي أدت الى مقتل "خطاب"، نفى قائد شيشاني بارز هو شامل باساييف النبأ مشيراً الى ان مصدر معلومات وكالات الانباء هو الجيش الروسي الذي "يعاني من الفشل في الأراضي الافغانية". كما أكدت مصادر عليمة في اتصال هاتفي مع "الحياة" في الخُبر ان "خطاب" يتمتع بصحة طيبة. وأوضحت انه يوجد حالياً في منطقة نائية لا يتوافر فيها اي نوع من الاتصالات، ويخشى استخدام الهاتف الفضائي لئلا يحدد موقعه. وقالت انه كان مصاباً في فترة الشهرين الماضيين ثم تعافى. وكان مصدر في هيئة وزارة الأمن الفيديرالي اكد وجود "دلائل موثوق بها" على مقتل خطاب. وذكر ان عملية خاصة نفذتها الوحدات الخاصة في آذار مارس الماضي، اسفرت عن مصرع "خطاب"، غير انه لم يفسر سبب الامتناع عن كشف نبأ العملية منذ ذلك الوقت. من جهته اكد الناطق باسم وزارة الأمن الكسندر زدانوفيتش هذه المعلومات وقال ان الاجهزة الأمنية ستقدم خلال الفترة القريبة القادمة "اثباتات موثقة" حول عمليتها. وكان المراقبون لاحظوا ان "خطاب" نفسه لم يظهر خلال الشهرين الماضيين، كما لم تكذب مصادر المقاومة الشيشانية معلومات سربت عن مصرع القائد الميداني. من جهته ذكر الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجمسكي ان المعلومات المتوافرة لديه تعد "اثباتات لا يرقى اليها الشك" على ان خطاب قد قتل بالفعل. واكد ان الديوان الرئاسي "يتعامل بحذر شديد" مع المعلومات التي تخص قادة المقاتلين الشيشان خصوصاً المعروفين منهم، مشدداً على ان خطاب الذي وصفه بأنه "واحد من منظري الارهاب العالمي" لقي مصرعه فعلاً في عملية عسكرية - أمنية. ويدخل "الأمير خطاب" كما يعرف في أوساط المقاتلين في قائمة أهم القادة الشيشانيين. وكانت وسائل الاعلام الروسية اعتبرته لفترة طويلة أردنياً، قبل ان يتأكد لها انه من السعودية. يشار الى ان "خطاب" واسمه سامر صالح السويلم، هو من منطقة الاحساء شرق السعودية، وعاش فترة من عمره في المنطقة الشمالية قبل الانتقال الى منطقة الثقبةجنوبالخبر، ويأتي ترتيبه الرابع بين اخوته. وقد عمل خطاب في بداية حياته في شركة "ارامكو" لفترة بسيطة ثم حصل على منحة دراسية في الولاياتالمتحدة، إلا انه رفضها وفضل الذهاب لمحاربة الغزو السوفياتي في افغانستان، ثم توجه بعد ذلك الى الشيشان لمواصلة قتاله ضد الروس هناك وتعرض لعمليات اغتيال عدة نجا منها جميعاً كما انه اصيب مرات عدة ولا يزال مصمماً على قتال الروس في الشيشان، وهو متزوج من شيشانية ولديه منها طفلان سارة وصالح. ويقول المقربون منه ممن عرفوه بأنه تقي وهو على اتصال دائم بالمشائخ ولا ينتمي لأية جماعات متطرفة. وقاتل "خطاب" ضد القوات الروسية منذ الحرب الأولى في الجمهورية القوقازية ونال شهرة واسعة بعدما قاد بنفسه واحدة من أضخم العمليات العسكرية التي نفذت في نيسان ابريل 1996 واسفرت عن مقتل 53 عسكرياً روسيا وجرح 52 آخرين. وحسب المصادر الروسية فإن مجموعة "خطاب" تضم نحو 1500 مقاتل بينهم عدد كبير من العرب، وتميزت هذه المجموعة بتدريب عالي المستوى وتسليح جيد. من جهته ذكر احمد قادروف الذي عينته موسكو رئيساً للادارة الشيشانية الموقتة انه لن يصدق نبأ مقتل "خطاب" إلا بعد ان يرى جثته. وقال ان الأوضاع في الشيشان "ستتغير جذرياً" اذا تأكد ان "خطاب" أصبح خارج حلبة الصراع، وزاد قادروف ان غياب خطاب قد يؤدي الى "اضعاف تدفق المرتزقة العرب" الى الشيشان. من جانب آخر يرى مراقبون ان غياب خطاب قد يفتح الباب أمام التوصل الى حل سلمي بإزاحة واحد من أبرز المعارضين للمفاوضات مع موسكو.