تتمتع سيناء بالكثير من الأماكن السياحية المهمة التي تؤهلها لتكون مركزاً للسياحة العلاجية، وذلك لما حباها الله من نباتات طيبة وشواطىء ومناخ دافىء معظم أوقات السنة، إضافة إلى انتشار ينابيع المياه والآبار ذات الخصائص الطبية. وفي هذا الإطار أعد وكيل كلية الطب في جامعة قناة السويس، الدكتور محمد شقير، أطروحة تناولت فرص السياحة العلاجية في سيناء وكيفية استثمارها في جذب مزيد من السياح إلى مصر، على اعتبار أن السياحة من المصادر الأساسية للدخل القومي في مصر. ونوهت الدراسة إلى تمتع سيناء بمناخ جاف ودافىء معظم أوقات السنة، مع انخفاض معدلات الرطوبة بنسبة 42 في المئة وصفاء الجو وسطوع الشمس معظم ساعات النهار، علاوة على انتشار ينابيع المياه والآبار ذات الخصائص الطبية، ومن أهمها: عيون موسى التي تتكون من 12 عيناً وتتميز مياهها العذبة بتوافر بعض الأملاح المعدنية التي لها صفات علاجية خاصة، كأملاح الصوديوم والماغنسيوم التي تلعب دوراً كبيراً في علاج أمراض الكلى والجهاز البولي. وذاعت شهرة عيون موسى التاريخية منذ العصور القديمة ، إذ كانت في العصور الوسطى منطقة للحجر الصحي للحجاج القادمين من الأراضي الحجازية قبل الدخول إلى السويس والقاهرة. وتؤكد الدراسة وجوب إعادة تخطيطها لتحويلها إلى منتجع صحي علاجي نظراً إلى توافر كل المقومات التي تؤهلها لذلك. وعين موسى نبع كبريتي يقع بجانب جبل من جهة، والجهة الأخرى عبارة عن واحة خضراء بها نخيل يفترش الأرض فوق مساحة ثلاثة كيلو مترات، وأمام كل من الجبل والواحة خليج السويس بمياهه الدافئة، ومن الممكن أن يكون مركزاً سياحياً وعالمياً للسياحة العلاجية. واقترح شقير في دراسته ضرورة تزويد المكان بتلفريك يصل بين الجبل والواحة، مع زراعة المنطقة بنباتات طبية يفوح منها بعض الروائح العطرية الخاصة بالسياحة العلاجية. وركزت الدراسة على انفراد بعض الأماكن التاريخية بخصائص علاجية، من ابرزها نقاء مياه البحر والينابيع الكبريتية الدافئة المتدفقة من جبال فرعون، والتي تبلغ درجة حرارتها نحو 27 درجة مئوية. وحث وكيل كلية الطب، في دراسته، على استغلال سيناء ايضاً في سياحة السفاري وتسلق الجبال، وذكرت الدراسة أيضاً أن حمامات فرعون تحوي على خصائص علاجية تصلح للشفاء من كثير من الأمراض مثل التهاب المفاصل والروماتويد وامراض الكلى وحساسية الصدر، إضافة إلى الأمراض الجلدية والصدفية واستعادة اللياقة. وتضم سيناء مجموعة من الآبار والعيون التي تقع في بطون الأودية، وبعضها يقع في المناطق الرملية الناعمة والسوداء المشعة، والتي تحوي على المعادن المختلفة ويغلب عليها الميغانيت الأسود، وكلها ذات صفات علاجية تفيد في علاج كثير من الأمراض. ونبهت الدراسة إلى ضرورة استثمار مصر لمقومات السياحة العلاجية لاحتوائها على المناخ الجاف والرمال المشعة والمياه المعدنية، وأعشاب طبية داعية إلى إجراء الأبحاث العلمية والطبية والترويج لخصائصها لجذب ملايين السياح إليها. وعلى رغم أهمية السياحة العلاجية فما زال هناك افتقار إلى رسم خريطة متكاملة لهذا النوع من السياحات. كما أن ترتيب مصر على الصعيد الدولي لا يزال متدنياً، نتيجة عدم الاهتمام بهذا الصنف من السياحة العلاجية على رغم أنها كنز يمكن أن يفوق جميع أنواع السياحات المختلفة.