الارجح ان الكومبيوتر يطرح تحديات عدة على التعليم. فمن لا يلاحظ ان توافر معلومات كبيرة لدىالطلبة من كل الاعمار، هو تحدٍ فعلي للصورة التقليدية الراسخة للاستاذ بوصفه "مصدراً للمعلومات"؟ وكيف يمكن ان تستمر عملية تربوية مؤسسة على مفهوم تحفيظ الطالب أكبر كم ممكن من المعلومات، فيما الاسطوانات المدمجة تضع الموسوعات والمؤلفات على بعد نقرات من يد كل تلميذ؟ اضافة الى الاثر الكبير الذي تركته شبكة الانترنت على طرق البحث العلمي ووسائله واساليبه وما الى ذلك. لا تبدو الدول العربية بعيدة تماماً عن هذه المتغيرات. ولعل الاصح هو السؤال عن مدى قدرتها على اللحاق بايقاعها المتسارع. ومن هذا الاطار يمكن النظر الى تجربة "كلية التقنية العليا للبنات في دبي"، التي اختارت أخيراً ان تدخل في اختبار مفهوم "التعليم النقال". وفي البداية لا بد من كلمة نقد. فكيف يتوافق كل هذا الحماس للتقنية المتطورة مع الاستمرار في مفهوم الفصل بين الجنسين في التعليم؟ وكيف يتماشى كل هذا الحماس لتبني تقنية صنعت في الغرب، بعيداً من بديهيات المفاهيم التعليمية في ذلك الجزء من العالم؟ واجريت هذه التجربة بالتعاون مع شركة كبرى في مجال الكومبيوتر، فكيف بدت لعيني هؤلاء الغربيين مدرسة تخالف كل ما يعرفونه عن التعليم ومجرياته؟ وفي الحديث عن تجربة "التعليم النقال" في "كلية التقنية..."، يجدر التذكير ان الكلية نفسها كانت رائدة في مجال استخدام الكومبيوتر. ويتوقع الدكتور هوارد ريد مدير الكلية، أن أجهزة الكومبيوتر المحمولة ستصبح في المستقبل القريب أدوات روتينية في كل بيئة تعليمية. بدأ برنامج انتشار أجهزة الكومبيوتر المحمولة قبل عامين، مع اقتصار الاجهزة على 13 في المئة من الطالبات. ومن خلال هذه التجربة ظهرت بشكل جلي فاعلية استخدام أجهزة الكومبيوتر المحمولة في العملية التعليمية، ما أدى إلى زيادة معدل انتشارها ليصل إلى 44 في المئة في العام 2002. وتعزز انتشار أجهزة الكومبيوتر المحمولة في صيف العام الماضي، بالتزامن مع استعمال "الشبكة اللاسلكية للمناطق المحلية". وأدى ذلك أيضاً إلى الربط اللاسلكي بين أماكن عدة مثل المكتبات العامة والكافتيريا والسكن الداخلي...الخ. ومن المتوقع أن يزداد توسع الشبكة اللاسلكية للمناطق المحلية لتغطي جميع المناطق في الحرم الجامعي مع نهاية العام الجاري. واعتمدت تجربة "التعليم النقال" الى تعاون عميق مع "إنتل"، الشركة الاولى في صنع رقاقات الكومبيوتر في العالم. واختارت الشركة ان تطلق رقاقة الكومبيوتر المحمول "بانتيوم-4 أم" من تلك الكلية. وقال جلبير لاكروا، المدير العام للشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا، انّ كليات الإمارات تعتبر نموذجاً رائداً من حيث استخدام أجهزة الكومبيوتر المحمولة والشبكات اللاسلكية. وقال لاكروا إن الطالبات يستخدمن أجهزة الكومبيوتر المحمولة بشكل يومي لأغراض كثيرة مثل تفحص البريد الإلكتروني والدخول إلى شبكة الإنترنت، إلى جانب الاستفادة من التطبيقات المكتبية والتعليمية. وبفضل التكنولوجيا المتقدمة والعمر المديد للبطارية، فإن الجيل الجديد من أجهزة الكومبيوتر المحمولة التي تعتمد على المعالج الجديد "بانتيوم-4 أم"، هو نقال بالفعل، ولا يعتمد على الوصل مع مصدر للطاقة ونقطة الربط مع الهاتف.