باريس - "الحياة" - انتهت الدورة الاولى من انتخابات الرئاسة في فرنسا الى زلزال سياسي كبير. اذ احتل مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن المركز الثاني في هذه الانتخابات ليتنافس في الدورة الثانية المقررة في 5 ايار مايو المقبل على الرئاسة مع الرئيس الحالي الديغولي جاك شيراك. وبذلك يكون لوبن هزم رئيس الحكومة الحالي المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان. راجع ص 10 وبحسب النتائج الاولى، بعد اقفال صناديق الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت الفرنسي، حل شيراك اولاً بحصوله على نسبة 19.9 في المئة من اصوات المقترعين، وحل لوبن ثانياً بحصوله على17.3 وجوسبان ثالثاً ب 16.3 في المئة. واضافة الى الانتصار التاريخي الذي حققه اليمين المتطرف، تميزت هذه الدورة من الانتخابات بالنسبة الكبيرة للامتناع عن التصويت التي قدرت ب28 تقريباً، وهذه النسبة المتدنية للاقبال على التصويت هي الاكبر منذ انتخابات 1969 عندما بلغت22.4 في المئة في مقابل 21.6 في انتخابات 1995 ونال المرشح اليميني فرنسوا بييرو نسبة 6.7 ليحل رابعاً. وحلت في المرتبة الخامسة المرشحة التروتسكية ارلييت لاغييه بحصولها على 5.9 ونال كل من مرشح القطب الجمهوري جان بيار شوفنمان ومرشح الخضر نويل مامير 5.1 في المئة. ولاحظ المراقبون ان النسبة الكبيرة من الامتناع عن التصويت تمت ترجمتها بحصول المرشحين المتطرفين الذين تمكنوا من حشد مؤيديهم من تسجيل انتصار حقيقي في هذه الانتخابات. والى النتيجة الباهرة وغير المتوقعة التي حصل عليها لوبن، حصل مرشحو اليسار المتطرف على حوالي 10 في المئة من اصوات المقترعين. وبذلك يكون جوسبان هو الخاسر الاكبر في اقتراع امس. وتعليقاً على النتائج قال لوبن "انها توحي لي بأن العمل والمثابرة ومساعدة الله تنتهي بالانتصار على كل العقبات". واعتبر ان النتائج تشكل "هزيمة كبرى" لشيراك وجوسبان معاً. وسيطرت على مقر الحزب الاشتراكي اجواء الحزن والبكاء، لكن قيادياً في الحزب قال للصحافيين انه في كل الاحوال "يجب العمل لمنع وصول اليمين المتطرف الى الحكم".