طهران، لندن، بروكسيل، مدريد، وارسو، باريس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - دانت الصين بشدة الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله. واتهم مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كريس باتن اسرائيل أمس بافساد الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب، واعتبر أن البديل للسلطة الفلسطينية هو الفوضى. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية زهانغ كيو خلال مؤتمر صحافي في طهران حيث يرافق الرئيس الصيني جيانغ زيمين ان "الحكومة الصينية تدين بقوة حصار عرفات والهجمات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين". واضاف ان بلاده "ترغب في ان تغادر اسرائيل الاراضي الفلسطينية المحتلة وان تطبق قرارات مجلس الأمن". وأكد زهانغ مجدداً رغبة بلاده في مواصلة "العمل لاحراز تقدم في عملية السلام"، مؤكداً أن للصين وايران "مواقف متماثلة في شأن الشرق الاوسط". واعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خلال استقباله الرئيس الصيني امس "ان اكثر المواقف خطأ لدى واشنطن هو تجاهلها الجرائم التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين ووصفها الانتفاضة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني الأعزل بأنها ارهاب". وبحث الرئيس الصيني جيانغ زيمين السبت مع نظيره الايراني محمد خاتمي في الوضع في الشرق الاوسط، وقال خاتمي انه طلب من نظيره الصيني "لعب دور أكثر فاعلية لوضع حد للمأساة وللجرائم الاسرائيلية". ومن جهته قال زيمين، حسب ما نقلت الرئاسة الايرانية، ان بلاده "تعارض اي استخدام للعنف وتدعم الحلول السلمية". واضاف ان بكين "تعمل لمصلحة السلام في الشرق الاوسط عبر المؤسسات الدولية". وقال اثر لقاء مع الرئيس الايراني السابق على اكبر هاشمي رفسنجاني ان "سياسة بكين تعارض استراتيجيات القوة والحضور العسكري للولايات المتحدة في آسيا الوسطى والشرق الاوسط". باتن: اسرائيل ترتهن مكافحة الإرهاب وقال المفوض الاوروبي للشؤون الخارجية كريس باتن أمس الأحد ان الحملة العسكرية الاسرائيلية جعلت من مكافحة الارهاب "رهينة" لدى اسرائيل وانها تعقد تسوية المسألة العراقية. وأكد باتن الذي كان يتحدث لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان "إحدى المآسي الحقيقية وراء كل ذلك هي ان الحكومة الاسرائيلية اخذت مكافحة الارهاب التى اطلقتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها رهينة، محتكرة ما برر للبعض التحلل من التزاماتهم حيال الحملة". واضاف باتن "اننا نريد حلاً ونريده سريعاً"، محذراً من ان "تسوية مسألة الرئيس العراقي صدام حسين ستكون اكثر صعوبة مادامت هذه الأزمة مستمرة". ودان باتن العمليات الاستشهادية الفلسطينية، لكنه اتهم الجيش الاسرائيلي بأنه يدمر بشكل منتظم البنى التحتية للسلطة الفلسطينية، خصوصاً وزارتي التربية والمال والسجل العقاري. وقال المفوض الاوروبي: "هذا لا علاقة له بمكافحة العمليات الانتحارية. هناك هدف سياسي هو تدمير ما هو موجود من مقومات دولة وحكومة فلسطينية تكاد تكون قابلة للحياة. لم تعد هناك حكومة ولا سلطة فلسطينية والبديل هو الفوضى الفلسطينية. لذلك فإن ما قام به رئيس الوزراء الاسرائيلي يتعارض تماماً على المدى الطويل مع مصلحة اسرائيل". ومن جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي التقت به هيئة الاذاعة البريطانية ان التدخل العسكري الاسرائيلي "خلق فجوة بين بعض الاطراف في العالم العربي وبين الغرب". وفي بروكسيل، توتر اجتماع يعقد هذا الاسبوع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ودول حوض البحر المتوسط نتيجة لأزمة الشرق الاوسط وقاطعت سورية ولبنان المحادثات احتجاجاً على الحملة التي تشنها اسرائيل على الضفة الغربية. ومثل ذلك ضربة قاسية لاسبانيا التي كانت تأمل بأن تتمكن خلال فترة رئاستها للاتحاد الاوروبي من التقريب بين اوروبا والدول المجاورة. إلى ذلك، افادت صحيفة "ايل موندو" الاسبانية امس ان الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي تريد تنظيم اجتماع جديد بين روسيا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والامم المتحدة في شأن الشرق الاوسط على هامش القمة السنوية المقبلة بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في 2 ايار مايو المقبل في واشنطن. وفي وارسو، أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان "سلسلة بشرية" من مئات الاشخاص تشكلت بدعوة من الفرع البولندي لمنظمة العفو الدولية أمس بين سفارتي اسرائيل وفلسطين في وارسو من اجل السلام في الشرق الاوسط. فرنسا تحذر اسرائيل وحذرت فرنسا اسرائيل أمس من اي عمل قوة يعرض الرئيس ياسر عرفات للخطر. واوضح بيان اصدرته وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس "تحذر من اي عمل قوة ينفذ ضد مقر السلطة الفلسطينية في رام الله يعرض للخطر سلامة عرفات والاشخاص الموجودين في المكان". وفي مدريد، تظاهر عدة آلاف في وسط المدينة تأييداً للشعب الفلسطيني ولادانة العملية العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وردد المتظاهرون هتافات تأييد للانتفاضة ولقيام "فلسطين حرة"، ودانوا الحكومتين الاسرائيلية والاميركية.