غداة قرار مجلس الامن ارسال فريق لتقصي الحقائق الى مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، تفقد مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز أطلال المخيم بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منه، ووصف ما شاهده من دمار بأنه "مأساة إنسانية مروّعة". وأشار وزير الخارجية الأميركي كولن باول الى "يأس" الفلسطينيين المتأثرين بالعنف المستمر منذ اشهر في الشرق الاوسط. في غضون ذلك، واصل عمال الانقاذ الفلسطينيون والاجانب البحث عن ناجين او جثث بين الانقاض في المخيم، ونجحوا امس في انتشال جثة، في حين كان ثلاثة منهم اصيبوا مساء اول امس بانفجار عبوة. مخيم جنين، نابلس، واشنطن - أ ف ب، رويترز - قال مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز لوكالة "رويترز" في الساحة التي سويت بالارض وسط مخيم جنين: "اعتقد ان ما نراه هنا هو مأساة انسانية مروعة"، مضيفا: "واضح ان ما حدث هنا في المخيم تسبب في معاناة انسانية هائلة لالاف المدنيين". وتعهد ان تفعل "الولاياتالمتحدة كل ما في وسعها للمساعدة في ما يتعلق بمواد الاغاثة والمعدات". وزيارة بيرنز هي الاولى لمسؤول اميركي رفيع المستوى الى المخيم منذ الاجتياح الاسرائيلي في 3 نيسان ابريل الجاري. وتأتي بعد موافقة مجلس الامن بالاجماع على ارسال فريق لتقصي الحقائق الى المخيم. وقال مساعده انه امضى ثلاث ساعات في المخيم تحدث خلالها مع "السكان في المخيم وفي المدرسة وكذلك مع فرق الانقاذ الموجودة في المكان". ومرة بعد مرة، توقف بيرنز الذي رافقه مسؤولون من الاممالمتحدة وحراس مسلحون ليتابع لاجئين وهم ينقبون بين الانقاض بصورة محمومة بحثاً عن ذويهم الذين فقدوهم وعن متعلقاتهم المهمة. وهطلت امطار غزيرة على المخيم لتحول طرقاته الترابيه الى وحل، لكنها لم تنجح في تخفيف شدة رائحة الجثث المتعفنة التي لا تزال تحت اكوام من الركام. ودعا بيرنز الى السماح بوصول منظمات الاغاثة الى المخيم، قائلا: "اعتقد انه مهم للغاية... اتاحة الوصول بشكل تام لمنظمات الاغاثة حتى يمكن ان تقوم بعملها وبالتالي يمكنها ان تنقل المعدات والامدادات الى هنا... من المهم ان تحاول الاممالمتحدة التي سترسل بعثة لتقصي الحقائق التوصل الى ما حدث بالضبط هنا بتعاون مع كل من الفلسطينيين والاسرائيليين". ولم يعلق على الاتهامات الفلسطينية للقوات الاسرائيلية بارتكاب مجازر، الا ان مساعده قال: "ليس هنالك من وسيلة للتحقق من الامر" في الوقت الراهن. واضاف: "من الضروري ان يوفد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بعثة الى مخيم جنين"، مضيفاً: "انها مبادرة مهمة جداً". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اشار بعد محادثات اجراها اول من امس مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، الى "يأس" الفلسطينيين المتأثرين بالعنف المستمر منذ أشهر في الشرق الاوسط. وبعد يومين من انتهاء مهمته السلمية في الشرق الاوسط، اعتبر باول في مؤتمر صحافي مع بيريز ان اعادة اعمار وتنمية الاراضي الفلسطينية يمكن ان يحول الشبان عن التطرف، موضحاً: "لقد ركزنا على المسألة الانسانية التي اصبحت تحتل المركز الاول في نظرنا". واضاف ان من المهم مناقشة الطريقة التي ستتبعها المجموعة الدولية لتقديم المساعدة الانسانية وانعاش النشاط الاقتصادي في الاراضي الفلسطينية. وفي اشارة الى العملية الاسرائيلية في الضفة الغربية، قال باول: "نحن حريصون على ان تنتهي العملية الجارية في الوقت الراهن بطريقة تمكننا من التقدم مجددا في مناقشات عن الامن والاسراع في تطبيق عملية سياسية لنتمكن من احلال الامل محل اليأس". في المقابل، قال بيريز ان "لا بديل" من السلام مع الفلسطينيين، مضيفا: "من المتعذر التوصل الى السلام من دون القيام بتسويات بما فيها تسوية مؤلمة والوقت الضروري لذلك ليس طويلا جدا كما يظن الناس". في غضون ذلك، انتشل فريق من رجال الانقاذ الاجانب والهلال الاحمر الفلسطيني جثة فلسطيني امس من مخيم جنين حيث اصيب ثلاثة اشخاص مساء اول من امس في انفجار عبوة. واوضح مسؤول جهاز الطوارئ حسام الشرقاوي ان "ثلاثة اشخاص اصيبوا مساء الجمعة في انفجار عبوة في المخيم احدهم اصابته خطرة"، دون ان يتسنى له تحديد طبيعة العبوة المتفجرة. واضاف ان رجال الانقاذ يواصلون عملهم في ازالة الانقاض مستعينين خصوصا بالحفارات. ومن بين الجرحى الدكتور وائل عمري من الناصرة الذي وصل الى المخيم مع 120 طبيبا وممرضا من فلسطينيي الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1948 العرب في اسرائيل يمثلون لجنة الاغاثة الصحية القطرية بهدف اقامة عيادة ميدانية بمحاذاة مستشفى جنين لتقديم العلاج للجرحى والمرضى. واستنادا الى وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر تم انتشال 48 جثة حتى الان في المخيم. ويتحدث الفلسطينيون عن رقم قريب مع اضافة 11 جثة جمعها الجيش خلال المعارك وسلمت الى أُسرها. وقال بن اليعيزر في تصريح بثه التلفزيون الاسرائيلي: "حتى الان، قتل 48 شخصا منهم 45 يرتدون ثيابا قتالية. وعثر الخميس على خمسة منهم، اثنان كانا يحملان احزمة متفجرة". ووصف الخلاف على عدد القتلى في المخيم الذي احتله الجيش في نهاية معارك طاحنة بأنه "مؤسف". وفاة رضيعة عند حاجز في نابلس اما في نابلس، فقال مصور فوتوغرافي فلسطيني اول من امس ان ابنته الرضيعة ماتت بسبب التأخير الذي واجهه عند نقاط تفتيش اسرائيلية منعته من الوصول بها الى مستشفى في نابلس. وصرح ناصر اشتيه 32 سنة، وهو مصور يعمل لحساب وكالة "اسوشيتد برس" في نابلس: "فقدت طفلتي الوحيدة... لقد سميتها دنيا... بسبب حواجز الطرق اللعينة تلك". مقتل اسرائيلي وفلسطيني وافادت مصادر أمنية اسرائيلية ان اسرائيليا قتل برصاص اطلقه عليه فلسطيني ما لبث ان قتل بدوره امام معبر ايريز شمال قطاع غزة. واضاف المصدر ان الاسرائيلي قتل عندما اطلق الفلسطيني النار وألقى قنابل يدوية قرب المعبر الذي يفصل قطاع غزة عن اسرائيل، مضيفا ان مجنزرة اسرائيلية ما لبثت ان اطلقت النار على الفلسطيني وقتلته.