تتعالى الانتقادات في الاوساط السياسية الاندونيسية هذه الايام، لاقدام الجناح الشبابي في حركة نهضة العلماء التي يتزعمها الرئيس السابق عبدالرحمن وحيد، على دعوة وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز الى زيارة اندونيسيا في 22 الشهر الجاري وإلقاء محاضرة في مؤتمر عن السلام. وفي وقت تتوعد احزاب وحركات اسلامية عدة بمنع هذه الزيارة بأي ثمن، لا يزال الداعون يصرون على وجاهة موقفهم ورفضهم التراجع عن هذه الخطوة. ومعلوم ان الرئيس السابق وحيد على صلة قديمة بوزير الخارجية الاسرائيلي وعضو مؤسس في "معهد بيريز للسلام"، ولا يرى ما يمنع من اقامة علاقة مع الكيان الصهيوني، على رغم ان حركته تعد اكبر الحركات الاسلامية في اندونيسيا من حيث العدد، اذ يبلغ اعضاؤها حوالى 30 مليون شخص. وللاطلاع على وجهة نظر موجهي الدعوة الى بيريز، سألت "الحياة" معصوم زبير رئيس الجناح الشبابي في نهضة العلماء، عن سبب الدعوة، فقال: "لأن موجة معاداة اليهود في اندونيسيا تتسع، ولكننا لا نعرف حقيقة ما هو اليهودي، وما هي مبادئه في الحياة، فنريد ان نتعرف إلى هذه الحقيقة من شخص يهودي في شكل مباشر. كذلك اشار زبير الى "الحملة على اندونيسيا واتهامها بأنها دولة تحتضن الارهاب، لذا نريد ان نؤكد للعالم اننا بلد مسالم، وزيارة بيريز لاندونيسيا ستعطي انطباعاً ايجابياً عن البلاد، اضافة الى ما سيعود على اندونيسيا من فوائد اقتصادية". وعن معارضة الحركات الاسلامية الاخرى هذه الزيارة، قال زبير: "من حق أي حزب ان يعارض هذه الزيارة، طالما ان الامر لم يتطور الى المواجهة بالعنف، ولن يمنعنا شيء من المضي في برنامجنا، وأوضح ان الدعوة وجهت الى بيريز من طريق السفارة الاسرائيلية في سنغافورة، ثم جرت اتصالات مباشرة مع تل ابيب". وحول دور بيريز في العدوان الاسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني، قال زبير انه لا يرى فيه سوى وزير للخارجية، واعتبر ان "لا دور له في الحملة العسكرية، وقد تكون زيارته لأندونيسيا فرصة لتوضيح موقفه مما يجري في فلسطين". وأبدى استغرابه لمعارضة زيارة بيريز كشخص في حين ان صندوق النقد الدولي يعمل في اندونيسيا وهو الذي يتحكم به اليهود، بحسب تعبيره. وأكد زبير مشاركة وحيد الزعيم الروحي ل"نهضة العلماء" بكلمة في المؤتمر الى جانب هاشم موزادي رئيس الحركة الذي نفى الموافقة على هذه الزيارة، كما يشارك علوي شهاب وزير الخارجية في حكومة وحيد السابقة. وعلى رغم حماسة "نهضة العلماء" لهذه الدعوة، إلا ان المراقبين يرجحون عدم سماح الحكومة بزيارة بيريز، بسبب ما يجري حالياً على ارض فلسطين، ولرد الفعل المتوقع من الشارع الاندونيسي الاسلامي الذي لن تحتمله الحكومة، وكذلك لمناكفة وحيد وحركته. وسواء نجحت "نهضة العلماء" في انفاذ خطتها ام فشلت، فإن الاستهجان يبقى قائماً من امكان جمع هذه الحركة بين اللافتة الاسلامية والاندفاع نحو الكيان الصهيوني، في صورة ترّفع عنها اكثر الاحزاب الاندونيسية براغماتية وعلمانية.