سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تعرض لانتقادات من جوبيه ودوشاريت واتهامات باثارة البلبلة بخصوص السياسة الخارجية الفرنسية . جوسبان: سعيت الى ادانة العنف المتعمّد والمستمر باعتباره عقبة امام احتمالات السلام الهشة في المنطقة
عاد رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان وكرّر ما سبق ان قاله خلال زيارته الى اسرائيل مخفّفا من شأن العبارة التي وصفها بأنها "عبارة مثيرة للجدل"، في اشارته الى وصفه نشاط "حزب الله" بالإرهابية. وقال جوسبان خلال جلسة خصصت للأسئلة التي وجهها اليه أعضاء الكتل النيابية في البرلمان الفرنسي أنه "في ما يخصّ لبنان وبمعزل عن عبارة مثيرة للجدل، فقد سعيت الى ادانة العنف المتعمّد والمستمر باعتباره عقبة امام احتمالات السلام الهشة" في المنطقة. أضاف أن"لبنان صديق وشريك لفرنسا، له الحقّ في السلام والأمن وعلى القوات الاسرائيلية ان تنسحب من الجنوب اللبناني وقناعتي انها ستفعل". وتابع انه أبلغ محاوريه ان "من الأفضل ان يتم هذا الانسحاب في اطار اتفاق متفاوض عليه، وفي مثل هذه الحال فإن فرنسا مستعدّة لضمانه" وأنه "مدرك ان اسرائيل ستنسحب" وأنه "مسرور لذلك لأن هذا هو مطلب المجتمع الدولي منذ سنوات عدّة". ومضى يقول انه ينبغي ان "يستعيد لبنان حريته في ظل الوحدة والاحترام من قبل الجميع" وأن "هذا يصّح اليوم مثلما يصح غدا". وأشار جوسبان الى ان "لبنان قد يكون اليوم على عتبة السلام وهذا الأمل لن يبقى قائما عبر الاعمال العسكرية وإنما عبر دعم مسيرة السلام وهذا ما قلته في اسرائيل وأيضا في المناطق الفلسطينية". وركّز على علاقات فرنسا مع اسرائيل بالقول انه سعى الى "دفع العلاقة الثنائية مع اسرائيل لأنها بلد صديق ودائم نشترك معه في قيم الديموقراطية"، وأن هناك "حوالي مليون فرانكوفوني يعيشون في اسرائيل من بينهم خمسمئةالف الى سبعمئة ألف شخص يتكلمون لغتنا". وتابع أن "اسرائيل بلد متطور وقد بحثنا كيفية تطوير تعاوننا الثنائي". أما مع الفلسطينيين، فقد "أعدت تذكير السلطة الفلسطينية بالتزام فرنسا تحسين شروط المعيشة للسكان الذين نعرف انه يعيشون في الفقر والحاجة". وأكدّ أن فرنسا "تقف الى جانب المجتمع الذي ما زال في طور الولادة والى جانب الدولة التي هي قيد النشوء، لأن الدولة الفلسطينية آتية". وأشار جوسبان الى أنه أجرى مع الطلبة والمثقفين حوارا حول مسألة أساسية هي "دولة الحق" مضيفا ان على الدولة الفلسطينية "ان تكون دولة حق ودولة ديموقراطية" وأن "هذه المسألة تندرج في صلب القضايا المطروحة في الشرق الأوسط". وفي ما يتعلّق بمسيرة السلام، قال أنه "أجرى نقاشات مع رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود باراك والمسؤولين الاسرائيليين وأيضا مع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، "ولديّ شعور بالقلق على هذه المسيرة، وأبلغت بقلقي هذا، وهو قلق فرنسي، الإسرائيليين الذين قلت لهم أن من الواجب عليهم، في ظل عدم التناسب في مستوى القوى، القيام بالقدر الأكبر من الجهد لكي يكون هناك تقدّم باتجاه اعادة اطلاق مسيرة السلام، وإعادة احلال الثقة بين اسرائيل والفلسطينيين". وقال وزير الخارجية السابق النائب عن حزب الاتحاد من اجل الديمقراطية الفرنسية هيرفي دوشاريت، في مداخلته امام البرلمان ان الصور التي تناقلتها تلفزيونات العالم بأكمله تضمنّت منظرا ليس في وسع أحد أن يبدي سروره حياله، لأنه عبّر عن مدى الإهانة التي لحقت بفرنسا وعن التفريط بالعمل الدؤوب الذي بذل على مدى سنوات ودمّر بثوان" أضاف دوشاريت ان الموقف الفرنسي طالما اقتضى أن يكون أمن اسرائيل متوقفا على السلام، وأن السلام اقتضى عدم انحياز وتوازن فرنسيين، ففرنسا تحرص على اهتمام اسرائيل بأمنها وتحرص أيضا على الأهمية التي تعلّقها الدول المجاورة لاسرائيل لوحدة وسيادة اراضيها، وبفضل هذه السياسة أمنّت فرنسا لنفسها حضورا ونفوذا في الشرق الأوسط يقرّ بهما العالم أجمع. وخاطب جوسبان قائلا: "إننا لا ننكر عليك الحق في التعاطي بالسياسة الخارجية ولكننا بحاجة لان نكون على ثقة من أن سياسة فرنسا الخارجية، خصوصا مع اقتراب رئاستنا للإتحاد الأوروبي، ستتحدّث بصوت واحد وبوحي من رئيس الجمهورية" أما رئيس الوزراء السابق النائب عن حزب "التجمع من أجل الجمهورية" الديغولي الان جوبيه، فعبّر عن شجبه للعنف الذي تعرّض له جوسبان لأن من غير المقبول ان يعامل رئيس حكومة فرنسي بهذه الطريقة وقال أن "أي إنسان لا يسعه الا ان يتأثّر عندما يلتقي أسرة أحد الإسرائيليين الذين قتلوا دفاعا عن أرضهم، وقد سبق لي أن تأثّرت شخصيا من جراء ذلك، ولكنّي تأثّرت أيضا عندما زرت الشوارع البائسة لقطاع غزّة وأيضا عندما تحدّثت مع لبنانيين فقدوا ذويهم خلال القصف الاسرائيلي، فمشاعر التأثّر في الشرق الأوسط لا يسعها ان تقتصر على طرف واحد، وهذا هو مضمون الرسالة التي توجهها فرنسا منذ عقود". ومضى يقول: ندعو الى ضمان وسيادة ووحدة أراضي لبنان مما يستدعي انسحاب كافة القوى الاجنبية عن أرضه سواء الجيش الاسرائيلي في الجنوب وأيضا القوات السورية التي لا يسعها البقاء في لبنان في اطار اتفاق سلام شامل". وقال ان "صداقات فرنسا في المنطقة سمحت لها بإسماع صوتها وبلعب دور لم يلعبه أي بلد آخر مثلما رأينا عندما كان الجنوب اللبناني غارقا بالدم والنار وعندما تشكّلت لجنة مراقبة تفاهم نيسان". وأشار الى أنه في اطار التوازن الهشّ القائم في المنطقة، فإن تصريحات جوسبان أثارت البلبلة "من دون ان نسمع منه اي توضيح لها"، والتوضيح ينبغي ان يصدر عن رئيس الحكومة ليقنع شركاء فرنسا الاميركيين والعرب والاسرائيليين، بأن سياسة فرنسا لاتزال تلك التي يتولاها رئيس الجمهورية منذ سنة 1995.