سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس الأمن يرحب ببيان مجموعة الأربعة ... وتحذير أوروبي لشارون من عواقب سياسته . باول يدعو الى "عودة منهجية" للمفاوضات ويستبعد حلاً بالقوة ل "مشكلة الإرهاب"
حظي وزير الخارجية الأميركي كولن باول، قبل اجتماعه مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس ياسر عرفات بدعم الأطراف الدولية من أجل وقف الكارثة الانسانية، عبر فرض وقف النار والانسحاب الاسرائيلي من المناطق الفلسطينية. وأكد باول في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي ايغور ايفانوف في مدريد أمس انه سيبحث مع شارون اليوم في "الخطوات المقبلة وإمكانات تجاوز المرحلة الراهنة والعودة في شكل منهجي الى طاولة المحادثات والحل التفاوضي". وينتظر باول "الاطلاع على الخطة العسكرية" لشارون وأبعاد احتلال القوات الاسرائيلية مناطق فلسطينية اضافية والانسحاب من مناطق أخرى. وأيد وزير الخارجية الروسي مهمة باول، وأشار الى أن بيان مدريد الذي أصدرته أول من أمس أميركا وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، حظي بدعم مجلس الأمن، وهو دعا اسرائيل الى وقف العمليات العسكرية والانسحاب فوراً من المدن الفلسطينية، مطالباً عرفات بالضغط لوقف الهجمات على الاسرائيليين والتفجيرات. وأعلن باول في المؤتمر الصحافي ان العمليات العسكرية الاسرائيلية "لن تحل مشكلة الارهاب"، مؤكداً انه أبلغ شارون قراره لقاء الرئيس عرفات. وزاد: "سواء انسحبت اسرائيل اليوم من الأراضي الفلسطينية التي أعادت احتلالها أو خلال مدة أطول، ستبقى قائمة مشكلة شعب تتطلب عملية تفاوض تؤدي الى السلام". وأشار الى ان "القوات الاسرائيلية تعتبر أنها تقوم بالقضاء على الارهاب، ويمكنها بعد ذلك التوجه الى أهداف جديدة حددتها. ولكن عندما ينتهي كل ذلك سيبقى هناك أشخاص مصممون على اللجوء الى العنف والارهاب، ومستعدون لعمليات انتحارية أو استخدام انواع اخرى من القنابل". ونبه الى أن "العنف والغضب والاحباط ستبقى طالما ليست هناك عملية مفاوضات يثق فيها الطرفان، وهذه العملية يجب أن تؤدي الى ما يطالب به الفلسطينيون من دولة يستطيعون تربية ابنائهم فيها، ويقررون مستقبلهم ويعيشون الى جانب اسرائيل". واعتبر ان "كل ما يحدث الآن هو عقبة على طريق هذا الهدف النهائي". وأوضح انه تحدث صباح أمس الى شارون في شأن لقائهما الذي يفترض أن يعقد اليوم، وكذلك اللقاء الذي سيعقد مع عرفات. وتابع ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ينتظره "بفارغ الصبر، ويمكننا بذلك ان نتحدث عن المراحل المقبلة وكيف يمكننا الخروج من الوضع الحالي للعودة الى المفاوضات التي ستؤدي الى تسوية يجري التفاوض عليها. ان مهمتي مستمرة ولا أشعر بقلق عليها. سأذهب الى اسرائيل لأنني أجد ذلك ضرورياً". وسيلتقي وزير الخارجية الأميركي عرفات على رغم انتقادات شارون الذي كان وصف هذا الاجتماع "بالخطأ الفادح". وبدا أن باول اقتنع بوجهات نظر البلدان العربية والاتحاد الأوروبي الخاصة بانعدام البديل الجاهز للرئيس الفلسطيني. ويحتاج عرفات في رأي باول الى حيز من حرية الاتصال بأعضاء حكومته كي يتمكن من ممارسة تأثيره السياسي على الفصائل الفلسطينية التي توحدت حوله. وأكد الاتحاد الأوروبي دعمه زيارة الوزير الأميركي الشرق الأوسط، وتعد اسبانيا، الرئيسة الحالية للاتحاد، لعرض اقتراحات على اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية في لوكسمبورغ الاثنين، تهدف الى الدعوة لاجتماع "مجلس الشراكة مع اسرائيل" في شكل عاجل. مجلس الأمن وكان مجلس الأمن أكد ليل الاربعاء دعمه بيان مدريد، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن السفير الروسي سيرغي لافروف قوله ان "مجلس الأمن يطلب من اسرائيل ومن فلسطين وكل الدول في المنطقة التعاون التام مع الجهود المبذولة من أجل التوصل الى الأهداف المحددة في الاعلان البيان المشترك، ويشدد على ضرورة التطبيق الفوري للقرارين 1402 و1403". وأفادت مصادر ديبلوماسية انه بناء على طلب الولاياتالمتحدة، ألغيت من اعلان مجلس الأمن فقرة تشير الى "القلق الكبير" حيال "الأزمة الانسانية المتفاقمة" في الأراضي المحتلة، كما ألغي نداء يطلب من اسرائيل "الالتزام التام بالقانون الانساني الدولي". وأعد الاعلان الذي أصدره المجلس بعد قرار سورية منتصف يوم الاربعاء سحب مشروع قرار قدمته يطالب بانسحاب اسرائيل من الضفة الغربية ويدعوها الى تطبيق معاهدة جنيف المتعلقة بالأراضي المحتلة. وكان مساعد المندوب الأميركي جيمس كنينغهام حذر من أن الولاياتالمتحدة ستستخدم حق النقض الفيتو اذا طرح هذا النص للتصويت. "نسف أمن اسرائيل" وفي حديث الى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي اعتبر المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن ان شارون "ينسف أمن" اسرائيل بمواصلته العمليات العسكرية في الضفة الغربية. وتابع ان "ما يحاول شارون القيام به بوضوح هو استهداف اتفاقات أوسلو وتحقير السلطة الفلسطينية". وشدد على ان "القضاء على الطموح السياسي الشرعي للشعب الفلسطيني لا يؤدي الى تحسين أمن اسرائيل، بل ينسفه". واستدرك "إذا لم يستجب الناس في الشرق الأوسط الدعوات الملحة لوضع حد للعنف، لا سيما العمليات الانتحارية، وإذا لم يحصل انسحاب اسرائيلي فوري، فإن الوضع الذي ينتقل من سيء الى اسوأ ليبلغ حدوداً مرعبة، سيزداد تفاقماً". ورأى ان العمليات الاستشهادية الفلسطينية "لم تواجه بادانة شديدة من الزعماء العرب بمقدار ما كان يفترض أن تكون". جوسبان في باريس استقبل رئيس الحكومة ليونيل جوسبان أمس ممثلين عن مسلمي فرنسا، نقلوا اليه قلقهم البالغ من الانعكاسات التي يمكن أن تترتب على اوضاعهم بسبب المواجهات في الشرق الأوسط. وصرح جوسبان عقب اللقاء بأن موقف فرنسا يصب في اتجاه السعي الى تحقيق السلام، مكرراً ادانته المطلقة الأعمال "المعادية للسامية" في بلاده. وجدد عزمه على الحؤول دون "استهداف أي شخص على الأراضي الفرنسية، من خلال أعمال عنصرية". وحذر جوسبان ليل الأربعاء من أن سياسة شارون "لا تؤتي ثمارها"، لافتاً الى أن "احتلال الأراضي يسبب اليأس". ودعا الحكومة الاسرائيلية الى "ان تدرك انها لا تستطيع الانعزال عن الأسرة الدولية. انها تواجه خطر التسبب بالمزيد من الضرر لمستقبل اسرائيل، ولن تؤمن حمايتها على المدى القريب". وجدد اقتراحه ارسال "قوة فصل ومراقبة" تابعة للأمم المتحدة الى المنطقة.