باريس - "الحياة" ، مدريد، بروكسيل، طهران - أ ف ب، رويترز، واس - دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى "انهاء المأساة" في الشرق الأوسط، مشدداً على ضرورة "سحب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية ووقف الأعمال الارهابية فوراً". وأكد في اتصال هاتفي برئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، أهمية "عدم تراخي الجهود الأوروبية والدولية من أجل السلام". وزاد ان "المأساة في الشرق الأوسط لا يمكن أن تطول". وقالت الناطقة باسم الاليزيه كاترين كولونا ان شيراك واثنار اتفقا على ضرورة "تعزيز التنسيق بين الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة لتدعيم المساعدات الانسانية التي لا بد منها للسكان، وضمان احترام القانون الدولي في المجال الانساني". ونبه شيراك الى أن "انهاء المأساة في الشرق الأوسط يتطلب تطبيق قرارات مجلس الأمن، لا سيما وقف النار وسحب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية ووقف الأعمال الارهابية فوراً". وقالت كولونا: "قبل اسبوع، في مدريد، أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة عن موقف موحد" في اشارة الى بيان مجموعة الأربعة الذي دعا الى تطبيق قرارات مجلس الأمن وسحب القوات الاسرائيلية من الضفة الغربية. ورداً على سؤال لاذاعة فرنسا الدولية، اعتبر شيراك ان مؤتمراً من نوع "مدريد 2" قد يكون فكرة جديدة لافتاً الى ان هذه الفكرة من دون اي فائدة "الا اذا كانت هناك سلطات على مستوى المسؤولية، اي خصوصاً رئيس السلطة الفلسطينية مع رئيس وزراء اسرائيل والولايات المتحدة بالتأكيد، وانما ايضاً وحتماً الاتحاد الاوروبي، اضافة الى الدول العربية والامم المتحدة التي لا بد منها، وروسيا". فيدرين وكان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اعتبر في حدديث الى صحيفة "لوموند" ان العمل لعقد مؤتمر تحضيري للسلام على مستوى وزاري في غياب كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني "ممكن ويشكل بداية جيدة، لكن عقد مؤتمر يفترض ان يتوصل الى نتائج حاسمة في غياب عرفات هو من قبيل الوهم".، وعبّر عن قلقه من النهج الاسرائيلي الذي يقضي بالعمل ل"اقتلاع الارهاب والقضاء في الوقت ذاته على اي تعبير سياسي فلسطيني". وذكر ان "ما يعزّز هذا القلق هو ان هذا النهج تتبعه حكومة تتضمن قوى يمينية متطرفة، تعارض بوضوح اي اتفاق سياسي مع الفلسطينيين وترفض اي اجلاء للمستوطنات الاسرائيلية، كما تسمع في صفوفها اصوات تدعو الى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية". وعن عدم استدعاء الاتحاد الاوروبي مجلس الشراكة الاوروبي - الاسرائيلي قال فيدرين ان السبب هو "اجماع دول الاتحاد على اعطاء الاولوية لمهمة باول ومساعدته على انجاحها". وفي تصريحات الى الصحافيين أدلى بها في مدريد، أكد اثنار ضرورة مشاركة الرئيس ياسر عرفات والاتحاد الأوروبي في أي مؤتمر للسلام. وفي انتقاد مبطن لاستبعاد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حين دعا الى المؤتمر قبل أيام قليلة عرفات والاتحاد وروسيا من المشاركة، قال اثنار: "ستكون بداية سيئة ان نقول اننا ماضون الى عقد مؤتمر دولي من دون نصف الذين يجب أن يكونوا هناك، بدءاً بأحد أهم الأطراف مثل الاتحاد الأوروبي، أو آخرين مثل من يمثلون الفلسطينيين الآن". وذكر انه تحدث هاتفياً الى عرفات الثلثاء. وكانت مجموعة من النواب الأوروبيين اعلنت انها ستزور اسرائيل والأراضي الفلسطينية، خصوصاً جنين وبيت لحم ورام الله، كي تعرض قرار البرلمان الأوروبي تعليق اتفاق الشراكة مع الدولة العبرية. وأوضح مصدر في الاتحاد ان عشرة نواب أوروبيين اعضاء في مجموعة اليسار في الاتحاد، أكدوا عزمهم على المشاركة في الزيارة المتوقعة الاثنين والثلثاء المقبلين. وزاد انهم سيلتقون شخصيات اسرائيلية ملتزمة السلام وعدداً من المسؤولين الفلسطينيين، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع وكبير المفاوضين صائب عريقات. واكدت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند لوكالة "فرانس برس" في طهران ان على الاتحاد الاوروبي وايران "ان يواصلا محادثاتهما" حول الشرق الاوسط على رغم "مواقفهما المختلفة جداً". وقالت بعد لقائها الرئيس محمد خاتمي: "لدينا مواقف مختلفة جداً لكن تبادل وجهات النظر مفيد. على ايران القبول بأن تعيش دولة اسرائيل بأمان، وعليها ادانة العمليات الانتحارية التي ينفذها الفلسطينيون وتعطي ذرائع لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون" للتحرك ضدهم.