بيت لحم - رويترز - حاول الفلسطينيون تحاشي طلقات الرصاص وهم يخرجون من منازلهم لشراء الغذاء في فترة سماح قصيرة نادرة اول من امس وسط حظر تجول مستمر منذ اسبوع في بيت لحم. واخترقت طلقات الرصاص جدران المباني في ميدان بالحي القديم في المدينة التي احتلتها الدبابات والقوات الاسرائيلية منذ اسبوع عندما اطلق قناص رصاصاته واحدة تلو الاخرة من ممر قريب. وقال احمد محمود صاحب متجر: "ليس امام الناس خيار سوى الخروج لشراء احتياجاتهم والآن نحن مستهدفون". ولمدة تزيد على ساعة ظلت الرصاصات المنفردة تخترق الجدران الحجرية الصفراء التي تطلق في ما يبدو فوق رؤوس المارة كلما تجاسر احدهم على الظهور في الميدان الذي كان قبل لحظات يحتشد بالذاهبين لشراء الطعام. وقالت منى عودة التي تركت اطفالها في المنزل عندما رفع حظر التجول لتخرج لشراء الطعام: "الى متى يمكن ان نبقى على هذا الحال". وارسلت اسرائيل قوات ودبابات الى بيت لحم في اطار هجوم اوسع نطاقا تقول انه يهدف لفرض عزلة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وملاحقة المسؤولين عن تفجيرات انتحارية قتلت عشرات الاسرائيليين. ولم تكن هذه سوى المرة الثانية التي يوقف فيها حظر التجول خلال اسبوع كامل في المدينة التي يعتقد المسيحيون انها مهد المسيح. وسطعت الشمس وخرج السكان من الشوارع الحجرية الضيقة ذاهبين الى المتاجر لشراء احتياجاتهم من الصابون والحليب والجبن والارز. وباعت المخابز ارغفة خبز قديمة اذ لم يكن لديها وقت كاف لخبز ارغفة جديدة. لكن وبدون انذار بدأ اطلاق النار في الميدان. وقالت اولغا جبرية التي تسمرت في مكانها لدى خروجها من مخبز عندما بدأت الطلقات الاولى في الميدان: "اسمعوا طلقات النار. هذا جنون... لايمكننا الذهاب الى اي مكان". ولجأ الفلسطينيون الى المتاجر القليلة المفتوحة او الصقوا ظهورهم بالجدران بالخارج. اما الذين بدأ اطلاق النار وهم في وسط الطريق فركضوا حاملين حقائب مشترياتهم الثقيلة وسط الشوارع الحافلة بالانقاض. وانتظر آخرون لكن كان احدهم يحاول التحرك كل بضع دقائق خلف الاعمدة الحجرية في الميدان ثم الركض لعبور تقاطع الطرق الى شارع ضيق. وعلى الفور تخرج طلقة منفردة تضرب الحائط فوق رأس الذي تجاسر على الحركة. خرجت راهبة تسير بوقار ثم قفزت بخفة عائدة عندما دوت رصاصة فوق رأسها. واسرع الفلسطينيون متجاوزين الطريق الذي يقف فيه القناص او ركضوا في مجموعات. لكن عجوزا محني الظهر مر بتباطوء غير عابيء او ربما غير عالم بما يجرى. وتقدمت السيارة الاولى من موكب لسيارات "الهلال الاحمر الفلسطيني" قليلا الى الامام فانطلقت الرصاصات وتراجعت السيارة. وقالت جيسيكا باري المتحدثة باسم "اللجنة الدولية للصليب الاحمر" بعد ان رتبت القافلة حركتها مع السلطات الاسرائيلية وعبرت الميدان: "كان هناك قناص في مواجهتنا لدى قدومنا. توقفنا ونسقنا مع السلطات الاسرائيلية حتى عبرنا الميدان".