نشرت صحف باكستانية امس، ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف سيقرر قريباً ما اذا كان سيجري استفتاء في شأن تمديد ولايته في السلطة فترة خمس سنوات جديدة. ولم يترك مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب في تشرين الاول اكتوبر 1999، شكا لدى كبار الصحافيين الذين التقاهم اول من امس بان الاستفتاء قد يجرى خلال الاسبوع الاول من ايار مايو المقبل. ونقل عن مشرف قوله انه لم يحصل على وقت كافٍ لتعزيز الاصلاحات السياسية والاقتصادية. ومنذ انشائها عام 1947، تأرجحت باكستان بين الديكتاتورية العسكرية والديموقراطية غير المستقرة. ونقلت الصحف عن مشرف قوله ان مشاوراته في شأن هذه القضية اوضحت ان 90 في المئة من الساسة الذين التقى معهم ايدوا خطة الاستفتاء. ولكنه كرر ان رئيسي وزراء باكستان السابقين بينظير بوتو ونواز شريف لن يسمح لهما بخوض الانتخابات العامة التي وعد مشرف باجرائها بحلول تشرين الاول المقبل. وقال الرئيس الباكستاني في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف انه راغب في تمديد ولايته، لتعزيز "المكتسبات" التي حققها طوال فترة حكمه الماضية، غير أن مراقبين سياسيين استبعدوا أن يكون ذلك سهلاً في ظل ترجيح تأسيس تحالف من كل الأحزاب السياسية المعارضة لفكرة الاستفتاء. وذكرت مصادر الأحزاب السياسية الباكستانية بالاستفتاءات التي اجراها الجنرال الباكستاني السابق ضياء الحق والذي بقي بسببها في السلطة 11عاماً. وعلمت "الحياة" أن اتصالات مكثفة تجرى حالياً بين كبرى الأحزاب السياسية الباكستانية وعلى رأسها حزب الشعب الباكستاني بزعامة بوتو وحزب الرابطة الإسلامية بزعامة شريف والاحزاب الإسلامية وفي مقدمها "الجماعة" بزعامة قاضي حسين أحمد من أجل تشكيل هذا التحالف العريض للوقوف في وجه هذا النوع من الاستفتاء. ورأى مراقبون أن الرئيس الباكستاني يتحرك على جبهتين من أجل تأمين أجراء الاستفتاء: الأولى تتمثل في تعزيز علاقاته مع الولاياتالمتحدة من خلال دخوله في مرحلة حاسمة في التعاون لمكافحة "الإرهاب" حين وافق على مشاركة قوات أميركية في ملاحقة مطلوبين، وتتمثل الثانية في محاولته استرضاء الجماعة الإسلامية على أساس أنها الوحيدة التي تتمتع بقيادة موحدة ومتواجدة على الأرض بخلاف حزب الشعب والرابطة. وعمد مشرف إلى إطلاق الزعيمين الإسلاميين قاضي حسين أحمد ومولانا فضل الرحمن، ولوح بإمكان إطلاق زعيم "عسكر طيبة" المحظورة حافظ سعيد، كما أن زعيم "جيش محمد" المحظور تم نقله إلى بيته بعدما كان في السجن. ولكن بعض المحللين رأوا أن الإسلاميين خيبوا ظن مشرف حين رفضوا اللقاء معه بشكل انفرادي وقرروا عقد جلسة لهم في إسلام آباد اليوم الاثنين من أجل البت في التعاون مع مشرف أو مع الأحزاب السياسية الأخرى. وشكك أحد القادة الإسلاميين في حديث ل"الحياة" بنجاح مشرف في استرضاء الإسلاميين واعتبر محاولات الاخير من قبيل استغلال الظرف. ويذكر ان اللقاءات التي أجراها مشرف خلال الأيام القليلة الماضية لم تشمل سوى فاعليات محسوبة على النظام وتوصف ب"الحزب الملكي"، فيما غابت عن اللقاءات الشخصيات الفاعلة والتي تمثل حزب الشعب وحزب الرابطة الإسلامية. ويعتقد أن الأحداث الفلسطينية إضافة إلى المناورات العسكرية الأميركية - الهندية التي جرت اخيراً، ستكون عاملاً مساعداً على زيادة الاحتقان في الشارع الباكستاني ضد كل من يتعاون مع الولاياتالمتحدة.