بيروت - "الحياة" - قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله: "ان الشوك الذي يقلعه الفلسطينيون ليس شوكهم لوحدهم، بل هو شوك كل العرب والحكومات العربية"، معتبراً ان رئىس الحكومة الاسرائيلية آرييل "شارون لو تمكن من فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني فان أول هدف نصب عينيه هو اذلال لبنان، وان أي لبناني يقوم بعمل من أجل الدفاع عن فلسطين هو عمل في الدرجة الأولى من أجل الدفاع عن لبنان وكي لا تأتي تلك اللحظة التي يعتدي فيها علينا ذاك الطاغية شارون". وأكد "اننا سنؤدي مسؤولياتنا من دون خوف من أحد". ودعا الى "دعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح والرجال"، معتبراً ان "التظاهرات جيدة للتعبئة والتعبير عن موقف". وقال: "أياً تكن التبعات سنؤدي التزامنا، وهذا لا يعني اننا سنتحرك بتهور ومن دون ضوابط ورؤية". وأضاف: "عندما نتحدث عن دعم الانتفاضة فلا نتحدث عنها كي لا تنكسر، بل لتنتصر ارادة الفلسطيني وتنكسر ارادة الصهيوني". وتابع: "لا ينبغي ان يفهم أحد اننا متهورون ومتحمسون فنحن نعرف التوقيت واختيار المكان والزمان والوسيلة، وفي كل اعصاب هادئة وتعقل وثقة بالنصر الآتي، نعمل ونتحرك بالسر والعلن". واعتبر: "اننا نعيش في هذه المرحلة أياماً مصيرية وتاريخية وما يجري قد لا يكون بعيداً من حيث الشبه عما جرى عام 1948"، مشيراً الى ان "رد شارون جاء سريعاً على القمة العربية، عبر اعلان الحرب الشاملة بلا حدود، وكان رده السياسي ان الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967 يعني تدميراً لكيانه وهذا لن يحصل". ورأى ان "اميركا ستبقى الداعم والحامي بالمطلق لكل ما يفعله شارون وكيانه الغاصب الذي هو في الحقيقة مشروع أميركي في المنطقة وقاعدة عسكرية متقدمة، وان الجيش الاسرائىلي فيلق في الجيش الأميركي"، سائلاً: "هل هناك أحد من قادة العرب لا يراهن على تعديل في السياسة الأميركية الداعمة لشارون؟". وقال: "ان شارون لا يذل عرفات بل كل الأمة". وأسف ل"عجز النظام السياسي العربي الذي بدا واضحاً في القمة"، معتبراً ان "الرد على شارون يكون بموقف عربي صارخ يهدد اسرائيل بقطع العلاقات معها، وشن حرب عليها وبتأديبها، أما عندما يكون الرد على المجازر واجتياح المدن والمخيمات المزيد من التنازلات". وانتقد بيان مجلس الأمن الذي دعا الطرفين الفلسطيني والاسرائىلي الى رفض العنف والعودة الى المفاوضات "وفي ذلك انحياز كبير الى الكيان الصهيوني". وأشار الى انه اضطر للكلام عن الشبان الثلاثة المعتقلين في الأردن، "لأن اتهاماً بالتفجير والقتل وتنفيذ اعمال ارهابية كان يحضر لهم"، مؤكداً اننا "لا نتخلى عن شبابنا الذين سئلنا عنهم، وقلنا: انهم من "حزب الله" ونحن ارسلناهم ونتحمل مسؤولية عملهم". وتطرق الى العمليات التي نفذتها "المقاومة الاسلامية" أول من أمس وأكد ان "هناك خسائر واصابات وقعت في بعض المواقع، لكن الاعلام الصهيوني بقي صامتاً ثلاث ساعات ولم يعلق على العمليات الى ان جاء تصريح وزير الحرب الصهيوني بنيامين بن اليعيزر الذي دعا الحزب الى عدم التدخل في شؤون الفلسطينيين والالتفات الى الشأن اللبناني الداخلي". وأضاف: "ان الغريب ان هذا الكلام جاء متقاطعاً مع بعض الكلام الذي يصدر عن بعض اللبنانيين". وقوّم رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين الخليل في لقاء ليل اول من امس نتائج القمة العربية. واستعرضا الوضع في الجنوب بعد التصعيد الذي لجأ اليه الجيش الاسرائىلي في منطقة مزارع شبعا المحتلة بقصف اطراف بلدات عدة مجاورة للمزارع ما استدعى قيام "حزب الله" بالرد. وقصفت قوات الاحتلال الاسرائىلي بالمدفعية أمس مرتفعات كفرشوبا الشمالية ومشطت من موقع السماقة في مزارع شبعا، أطراف بلدة كفرشوبا، بينما حلقت مروحيات اباتشي في اجواء كفرشوبا وفوق مزرعة شانوح.