لندن - رويترز - سلب موت الملكة الأم بريطانيا، احب افراد العائلة المالكة التي لم تخفت شعبيتها على رغم بعض الفضائح التي هزت عائلتها. وجسدت الملكة الأم مع ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب العالمية الثانية "افضل ما في بريطانيا"، كما كانت مرحة خفيفة الظل تسخر حتى من نفسها وتهتف تشجيعاً لخيولها في مضمار السباق، وتتذمر مع اي تأخير في موعد الغذاء. وعندما توفيت الملكة الأم عن عمر يناهز 101 عام اول من امس، نكس العلم البريطاني فوق الشرفة الرئيسية لقصر بكنغهام التي لوحت منها قبل نصف قرن للجماهير المنتشية التي كانت تحتفل بنهاية الحرب. وبالنسبة الى جيل بكامله عاصر الحرب العالمية الثانية، جسدت ربة الاسرة المالكة تحدي بريطانيا لالمانيا النازية في وقت كان النصر امر بعيد المنال. ووصفها هتلر بانها اخطر سيدة في اوروبا في اعتراف بتاثيرها على الروح المعنوية لبلادها. ورفضت الملكة الام خلال الحرب ان تاخذ بنصيحة اولئك الذين اقترحوا ان ترحل وابنتيها الى مكان امن في كندا او الولاياتالمتحدة وقالت: "لن تذهب الطفلتان من دوني ولن اترك الملك وحده ولن يترك الملك البلاد". كما اصبحت الملكة الام رمزاً لما يعتبره كثير من البريطانيين ما يجب ان تكون عليه العائلة المالكة: مبجلة وجديرة بالاحترام والحب في وقت كان ينظر فيه لاعضائها الشباب على انهم يقوضون المؤسسة الملكية برمتها. ومع انها ظلت حتى النهاية تمثل العظمة في اسلوب حياتها، كانت الملكة الام قادرة على رغم ذلك على التواصل مع العامة بطريقة لم يتقنها على نحو كبير الامير تشارلز واحفادها الآخرين. وامضت الملكة الام حياة باذخة متنقلة بين القصور الملكية ومحاطة بحاشية كبيرة من الخدم، في تحد كبير لرجال البلاط الذين كانوا يحذرونها من ان نفقاتها خرجت عن السيطرة. ولكن الملكة الام كانت تصل الى قلب الناس بأيسر الطرق وبينها النكات ولو على نفسها. كانت معروفة بحب صيد الاسماك. وفي 1982 ازال جراحون شوكة سمكة سالمون علقت بحلقها، وكان تعليقها: "بعد كل سنوات الصيد هذه تمكنت الاسماك من الانتقام".