لندن - "الحياة" - هدد وزراء في الحكومة البريطانية بالاستقالة في حال أيد رئيس الوزراء توني بلير عملاً عسكرياً أميركياً ضد العراق. ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصدر حكومي مطلع بعد بحث الموضوع في الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاربعاء، ان "الناس تحدثوا عن استقالات على مستوى منخفض في حال ساهمت بريطانيا في ضرب العراق، لكن الأمر يمكن ان يشمل مجلس الوزراء". وكان بلير صعّد من حدة تصريحاته ضد العراق لكن موقفه هذا اثار احتجاجات داخل حزب العمال الذي يتزعمه ووقع 52 عضوا في مجلس العموم على التماس يعبر عن القلق البالغ لاحتمال ان تدعم بريطانيا عملاً عسكرياً ضد العراق. وقالت الصحيفة ان الشكوك ظهرت على السطح في اجتماع مجلس الوزراء عندما اعرب وزراء عن تحفظاتهم في شأن اشراك قوات بريطانية من دون تأييد سياسي واضح او خطة خروج. وبلير هو أوثق حلفاء الرئيس الاميركي جورج بوش في "الحرب ضد الارهاب" ويسانده أيضاً في موقفه من "محور الشر" الذي يضم بحسب واشنطن كلاً من العراق وايران وكوريا الشمالية، وحرص في الأيام الأخيرة على تأكيد عدم وجود أي تباين في المواقف الاميركية والبريطانية من العراق. وسيجتمع بلير مع بوش في مزرعته في تكساس الشهر المقبل. ورفعت جلسة مقررة للبرلمان الاربعاء بعد تبادل اتهامات قاسية مع وزير في وزارة الخارجية. وقالت أليس ماهون النائب في مجلس العموم عن حزب العمال إن كثيرين من اعضاء البرلمان يشعرون بعدم الارتياح ازاء قيام لندن بدور "حامل الحقيبة الصغير" لواشنطن. وقال مدير أعمال حكومة بلير ووزير الخارجية السابق روبن كوك الذي يعتبر من الحمائم البارزين إن الدعوة لاجراء مشاورات بشأن العراق مع اعضاء البرلمان "سابقة لأوانها بصورة تدعو للسخرية". ولم ينف كوك الانباء عن انقسام حكومي. وقال للصحيفة "الكثيرون لديهم مواقف متناقضة ازاء الموضوع. لا أحد يحب الاعمال الحربية".