رام الله - "الحياة"- نظم العاملون في المؤسسات الطبية التابعة للهلال الأحمر والصليب الاحمر تظاهرة قرب حاجز قلنديا العسكري على طريق رام الله - القدس احتجاجاً على استهدافهم خلال أداء عملهم، فيما اتهم وزير الصحة الفلسطيني رياض الزعنون الجيش الاسرائيلي بالاستيلاء على سيارة اسعاف بالقوة واستخدامها فخاً لقتل فلسطينيين فجر امس في بلدة خزاعة في قطاع غزة، وقال لوكالة "فرانس برس": "ان وحدة خاصة استقلت سيارة الاسعاف وتوغلت فيها باتجاه تجمع للمواطنين والمقاومين الفلسطينيين وعندما اقتربت منهم اطلقت النيران من داخل سيارة الاسعاف باتجاههم مما اوقع عدداً من القتلى والجرحى". واشار الى ان "اللواء ابو حميد اصيب في الفخذ وكان بالامكان اسعافه إلا ان الجنود منعوا دخول سيارات الاسعاف لنقله هو وآخرين كانوا مصابين وتركوا ينزفون حتى الموت". وفيما نفى ناطق عسكري ان يكون الجيش استولى على سيارة اسعاف بالقوة لقتل فلسطينيين، اتهم الجنرال اسحق غيرشوم "الفلسطينيين باستخدام سيارات اسعاف لنقل ارهابيين مسلحين من مكان الى اخر في مخيمات اللاجئين التي ننفذ فيها عمليات"، وهو أمر فنده رئيس الصليب الاحمر في القدس رينيه كوسبرنك، مؤكداً أن السلطات الاسرائيلية فشلت في تقديم أي اثبات على ذلك. ووصف هذه الادعاءات بأنها "محض اكاذيب وجزء من الحرب الدعائية" التي تشنها اسرائيل. ووصف كوسبرنك ما يجري في الاراضي الفلسطينية خصوصاً استهداف الطواقم الطبية بأنه "احلك اسبوع" يمر عليه خلال 26 عاماً هي سنوات عمله في المنظمة الدولية. وأكد في مؤتمر صحافي مع رئيس جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في مقر الجمعية في مدينة البيرة ان الجيش الاسرائيلي وضباط الارتباط العسكري قاموا بعملية "خداع مأسوية" مساء اول من امس راح ضحيتها ضابط الاسعاف ابراهيم اسعد الذي يعمل في الهلال الاحمر وسائق اسعاف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا كمال سالم، فيما جرح اثنان اخران هما صفية بلبيسي 24 عاماً ومحمود بهجاوي 32 عاماً اثناء محاولتهما انقاذ الجرحى في مخيم طولكرم. وقال مسؤول المنظمة الدولية الانسانية في رده على سؤال ل"الحياة": "اشعر بالغضب والسخط والحزن واحس بالمسؤولية لمقتلهما فأنا الذي اعطى الضوء الاخضر لدخول سيارتي الاسعاف اللتين كانوا فيها بناء على موافقة ضباط الارتباط العسكري الاسرائيلي". وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت خلال الايام الثلاثة الماضية رئيس مركز الطوارئ والاسعاف في مدينة طولكرم وعنصرين من طواقم الاسعاف الطبية في مخيم طولكرم وجرحوا أربعة آخرين، فيما شهد جنوب قطاع غزة جريمة مماثلة فجر امس قتل خلالها عنصر اخر واصيب اخران بجروح بالغة. كذلك قتل الطبيب احمد نعمان 35 عاماً مدير مستشفى خاص في الخضر برصاصة رشاش اطلقتها دبابة فيما كان في سيارته متوجها الى المستشفى في منطقة بيت لحم امس. وقال كوسبرنك انه على مدار الأشهر الأخيرة طلب من السلطات الاسرائيلية فتح قنوات حوار عمل لتسهيل عمل الطواقم الانسانية الا ان طلباته المتكررة والمكثفة "لاقت اذانا صماء". وأضاف ان الجيش الاسرائيلي انتهك ابسط الحقوق الانسانية التي كفلتها المواثيق الدولية وهي احترام شعار الهلال والصليب الاحمرين.