أصدر المدعي العام الإندونيسي مساء أمس امراً بتوقيف اكبر تانغونغ رئيس البرلمان الاندونيسي وزعيم حزب "كولغار" الذي أسسه الرئيس السابق سوهارتو، بعد سبع ساعات من التحقيق معه في مكتب المدعي العام، بتهمة اختلاس أربعة ملايين دولار في ما عرف ب"بولوغ غيت". وفي وقت اعلن المدعي العام قراره باعتقال تانغونغ على ذمة التحقيق كان البرلمان يناقش على مدى ساعات خطوة تشكيل لجنة خاصة للتحقيق مع رئيس البرلمان في التهمة المنسوبة اليه. وقرر البرلمان تأجيل التصويت على هذه الخطوة حتى 18 الشهر الجاري، بعدما بدا واضحاً من خلال كلمات الكتل النيابية العشر الانقسام الكبير بينها تجاه هذه الخطوة. اذ أيدت خمس كتل تشكيل اللجنة من ضمنها "الحزب الديموقراطي الاندونيسي للكفاح" الذي تتزعمه الرئيسة ميغاواتي سوكارنو بوتري، والذي ابدى تأييده بشرط انتظار نتائج التحقيق في مكتب المدعي العام، فيما رفضت خمس كتل اخرى هذه الخطوة. وخلص المجلس الى تأجيل التصويت النهائي لعشرة ايام. الا أن امر المدعي العام بتوقيف تانغونغ بعد الجولة الرابعة من التحقيق معه جاءت مفاجئة للجميع، وقد تخلط اوراق البرلمان ومواقف الكتل النيابية. وقال د.اروان بريتنو النائب في البرلمان عن حزب "العدالة" ل"الحياة" ان قرار المدعي العام "كان مفاجئاً لنا جميعاً، وقد يدفعنا الى الغاء فكرة تشكيل اللجنة من أساسها، لأننا كنا نتوقع ان يأمر المدعي العام باعتقاله عقب انتهاء البرلمان من التصويت على تشكيل اللجنة". واعتبر بريتنو ان على رئيس البرلمان تقديم استقالته وفقاً للقانون لتعذر قيامه بمهماته وهو رهن التوقيف، ما سيفتح باب المنافسة من جديد بين الكتل البرلمانية وإعادة رسم خريطة جديدة للتحالفات بينها لانتخاب رئيس جديد للبرلمان. ويتهم تانغونغ باختلاس ما يعادل أربعة ملايين دولار من مؤسسة "المخزون القومي للغذاء" المعروفة باسم "بولوغ"، عندما كان وزيراً في حكومة الرئيس السابق حبيبي، وأمر بصرفها لمصلحة حزبه "كولغار" في حملته الانتخابية بطريقة غير شرعية، في وقت مولت الحكومة في شكل رسمي الاحزاب السياسية في حملتها الانتخابية. ويتهم تانغونغ كذلك بالافادة الشخصية من هذا المبلغ. واحتشد أمس نحو 600 طالب امام بوابة البرلمان أثناء عقده مطالبين بتشكيل فريق للتحقيق مع تانغونغ. وقد تضر الفضيحة بالحزب الذي اهتزت مكانته بالفعل لصلاته السابقة مع ديكتاتور اندونيسيا السابق سوهارتو، وقد تضر ايضاً بميغاواتي التي تحتاج الى دعم حزب "غولكار" للبقاء في مقعدها. نجل سوهارتو من جهة أخرى أ ف ب، اعلن المدعي اندي راشمان ازور ان قاضياً وجه تهمة القتل الى تومي النجل الاصغر لسوهارتو. وأضاف القاضي بعد توجيه التهمة رسمياً الى تومي امام محكمة في جاكرتا انه وجهت ايضاً الى هوتومو "تومي" ماندالا بوترا 39 عاماً تهمة حيازة اسلحة نارية وعدم مثوله امام القضاء لمدة سنة. وكانت الشرطة استجوبت تومي الذي اعتقل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي لدوره المفترض في جريمة قتل قاض ادانه بتهمة الفساد. كما يشتبه في انه متورط في موجة من التفجيرات الغامضة في جاكرتا.