ارجىء لقاء مقرر بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وممثلي تنظيمات العروش البربرية في الجزائر. وتوقعت أوساط قريبة من الحكومة أن يحصل اللقاء خلال الأسبوعين المقبلين. ويجد مفاوضو الرئاسة الذين يمثلهم السيد لحسن سرياك، الوالي السابق المنتدب للأمن في العاصمة، مصاعب كبيرة في إقناع المتطرفين في التنظيمات البربرية بضرورة المشاركة في هذا اللقاء الذي سيعلن فيه الرئيس الجزائري سلسلة من القرارات المتعلقة بالوضع في منطقة القبائل. وتسلّم بوتفليقة قبل أسابيع توصيات لجان عمل مختلطة بين الحكومة والعروش البربرية والتي تتضمن بلورة اقتراحات من شأنها إنهاء حال "تمرد غير معلن" في المنطقة شل عمل غالبية مؤسسات الدولة. وتراهن أوساط في الرئاسة والحكومة على استقرار الوضع في منطقة القبائل لإنجاح الإستحقاقات الاشتراعية المقررة في 30 أيار مايو المقبل. غير أن إعلان العروش رفض المشاركة في عمليات الاقتراع عزز المخاوف من أن يكون هذا الموعد مناسبة لتجدد المواجهات بين المتظاهرين البربر وقوات مكافحة الشغب. ويدعو مفاوضو الرئاسة تنظيمات العروش إلى المشاركة في الإنتخابات المقبلة "للدفاع عن القضية البربرية داخل المؤسسات الرسمية وليس في الشارع". غير أن ممثلي البربر يرون أن هذه خدعة من الحكومة لضمان نجاح الإنتخابات. وتتخوف الحكومة من أن يعمد ممثلو العروش إلى عرقلة الاقتراع. وكانت المواجهات التي وقعت بين تنظيمات العروش وقوات مكافحة الشغب منذ مقتل الشاب مسينيسا قرماح في 18 نيسان ابريل الماضي خلفت، حتى الآن، اكثر من 90 قتيلاً ونحو 300 جريح، فضلاً عن خسائر كبيرة في المنشآت الحكومية. ولا تتجاوز نسبة المشاركة في منطقة القبائل في كل الحالات 20 في المئة من إجمالي الناخبين. ويعود ذلك الى أسباب تاريخية متعلقة بموقف غالبية البربر من المشاركة في تعيين ممثلي الشعب في أجهزة الحكومة. وتشير توقعات إلى إمكان تجدد المواجهات يوم الاقتراع في شكل يعيق تنظيم هذا الإستحقاق في ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة وبومرداس والجزائر". وتعاني القوى السياسية التي قبلت المشاركة في مؤسسات الدولة خلال الإستحقاقات الإنتخابية السابقة، مثل جبهة القوى الإشتراكية يتزعمها السيد حسين آيت أحمد والتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية يقوده الدكتور سعيد سعدي، متاعب داخلية في انتظار بلورة موقف نهائي من الاستحقاقات الجديدة. وتنتظر هذه القوى، على ما يبدو، قرارات من الرئاسة لتحديد موقفها النهائي من الاقتراع. والظاهر حتى الآن ان الموقف المبدئي هو عدم المشاركة. نبيل صحراوي إلى ذلك، تحدثت مصادر مطلعة عن معلومات تشير الى مقتل "أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في ولاية باتنة نبيل صحراوي، قبل أسابيع، على يد أعضاء موالين ل"أمير المنطقة الخامسة" للجماعة نفسها عبدالرزاق البارة. وظهرت أخيراً خلافات بين قيادات الجماعة في شرق الجزائر بسبب إنتشار أنباء عن "أسرار" بعض قادتها، خصوصاً في قضايا تتعلق بالأموال والزواج السري، فضلا عن أمور أخرى مثل إبعاد ذوي التكوين الديني من قيادة الجماعة. الى ذلك،أفادت ا ف ب صحيفتا "لوتانتيك" و"لا تريبون" أمس ان جنديين واربعة اسلاميين مسلحين قُتلوا الاحد في الجزائر في مواجهات في عين طارق في منطقة غليزان على بعد 300 كليومتر غرب العاصمة. وذكرتا ان دورية للجيش وقعت في كمين نصبته مجموعة مسلحة ما اسفر عن مقتل جنديين ورد الجنود بقتل اربعة اسلاميين مسلحين.