الناصرة - "الحياة" - اجتهدت وسائل الاعلام العبرية في استشراف ما يعنيه قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية "تكثيف الضغط العسكري على السلطة الفلسطينية والتنظيمات الارهابية بهدف لجم الارهاب الفلسطيني" رداً على العمليات الفلسطينية الأربع المتتالية التي أوقعت 21 قتيلاً اسرائيلياً، واجمعت على ان جيش الاحتلال يتجه نحو مزيد من البطش والقمع، فيما نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن وزير كبير توقعه اقتراب اتخاذ قرار بإعادة احتلال المناطق الفلسطينية و"ان السلطة الفلسطينية الآن في الدقيقة التسعين لتصحو". وقالت الصحف الاسرائيلية ان التصعيد الجديد لن يحمل نشاطات عسكرية جديدة لم يقم بها جيش الاحتلال من قبل، لكنه سيذكر بالتصعيد قبل اسبوعين، بعد عملية عين عريك وقصف مقار اجهزة الأمن الفلسطينية والعودة الى سياسة تصفية الناشطين الفلسطينيين، وتركيز الضربات العسكرية على حركة "فتح" التي اتهمها وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ورئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر بتنظيم وتنفيذ العمليات الأخيرة. ونقلت "يديعوت احرونوت" عن مصادر عسكرية نفيها الأخبار التي ترددت أول من امس حول نية اسرائيل اغتيال أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي، وتابعت ان "البرغوثي أضحى رمزاً بمستوى ياسر عرفات وعليه فإنه يتمتع حالياً بحصانة وليس مستهدفاً". وقالت صحيفة "معاريف" ان جيش الاحتلال و"شاباك" يعدان "لحرب إبادة" ضد تنظيم "فتح" بعدما تبين لمسؤولي الاستخبارات العسكرية انه قرر "التحرر من كل القيود والقيام بأكبر عدد ممكن من العمليات المختلفة في المناطق الفلسطينية وداخل الخط الأخضر". وتابعت ان الخطوات التي أقرها الجيش ستكون متواصلة وتشمل عمليات عدة ضد أهداف السلطة الفلسطينية وداخل المناطق أ الخاضعة للسلطة الفلسطينية كلياً قد تستغرق اياماً يتخللها قصف جوي وعمليات برية. وزادت ان اسرائيل تدرس امكان اعادة احتلال مدن في الضفة الغربية، لفترة محدودة وان الجيش أعد خططاً تنتظر مصادقة المستوى السياسي عليها. وأفادت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة ارييل شارون أبلغ السفير الاميركي في تل ابيب، قبل انعقاد جلسة المجلس الوزاري المصغر ليل أول من امس نية اسرائيل تصعيد نشاطها العسكري ضد الفلسطينيين وخوض "صراع متواصل ضد الارهاب" وتحديداً ضد "فتح". ونقلت عن مصادر سياسية رفيعة قولها ان خطة العمل التي اقرها المجلس تهدف الى "هدم الإرادة والقدرة للتنظيمات الارهابية في حربها ضد اسرائيل". ونقلت وسائل الاعلام ان بن اليعيزر عارض، خلال اجتماعه مع شارون ووزير الخارجية شمعون بيريز قبل اجتماع المجلس الوزاري، فكرة شارون اعادة محاصرة مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله خشية ان تؤدي الى تأجيج الأوضاع. وتابعت انه نجح في اقناع شارون عدم طرح الموضوع على جلسة المجلس متوقعاً ان يحظى بتأييد غالبية اعضائه وهم من وزراء اليمين المتطرفين. وقرر المجلس تبني توصيات الجيش واجهزة الأمن بتوسيع رقعة القمع كما أقر قائمة الأهداف الفلسطينية التي اعدها سلاح الجو الاسرائيلي. واللافت ان وزراء "العمل" في الحكومة الاسرائيلية لا يبدون أقل حماسة من زملائهم من اليمين لتسديد ضربات عسكرية مؤلمة للفلسطينيين. كما لفت موقف وزير العدل المحسوب على الوزراء المعتدلين والقائل ان الفلسطينيين لا يفهمون سوى اللغة العسكرية "ما قد يضطرنا الى اعادة احتلال المدن الفلسطينية" مستدركاً ان الوقت لم يحن بعد!