سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان وسورية يأملان من القمة العربية مواقف تعزز التضامن وتدعم الإنتفاضة . قمة لحود - الأسد واجتماع المجلس الأعلى للبلدين : سد لبناني على العاصي وشطب نصف ديون الكهرباء
بيروت - "الحياة" - زار الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لبنان امس، للمرة الأولى منذ تسلّمه مهمات الرئاسة، وهي ثالث زيارة رسمية يقوم بها رئيس سوري الى لبنان بعد شكري القوتلي عام 1947 وحافظ الأسد الى شتورة عام 1975. استمرّت الزيارة خمس ساعات وتخللتها خلوة مع الرئيس اللبناني اميل لحود في قصر بعبدا أعقبها اجتماع للمجلس الأعلى السوري - اللبناني المنبثق من معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين هو الاول منذ 1996، وتناولت المحادثات آخر التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية على المستويين الاقتصادي والتجاري على قاعدة اجراء مراجعة تقويمية شاملة تمّ من خلالها تحديد ما يشوبها من شوائب بغية تفعيل التعاون وتطويره، إضافة الى حسم عدد من النقاط العالقة في هذا الخصوص. وأكد الرئيسان اللبناني اميل لحود والسوري بشار الأسد في ختام محادثات القمة واجتماع المجلس الأعلى بين البلدين على أن القمة العربية المقرر عقدها في بيروت في 27 و28 آذار مارس الجاري ستكون مناسبة للبحث في كل المواضيع المطروحة على أمل الخروج بمواقف تعزّز التضامن العربي وصمود الشعب الفلسطيني. وشددا على موقفهما الرافض بقوة للارهاب بكل وجوهه والمدين لمحاولات اسرائيل استغلال ما حصل في 11 ايلول سبتمبر الماضي للمساواة بين الارهاب وحق المقاومة في تحرير الارض من الاحتلال. وتمسّكا بوحدة المسار والمصير في مواجهة التهديدات الاسرائيلية وبدعم الانتفاضة في وجه السياسة العدوانية الاسرائىلية. واتفق لحود والأسد على تفعيل الأجهزة المشتركة المنصوص عنها في معاهدة الأخوة وأكدا على تطوير العلاقات ووضع سياسة عامة للتعاون. وكان الأسد وصل في العاشرة والنصف الى مطار بيروت الدولي على رأس وفد ضمّ رئيس مجلس الشعب عبدالقادر قدورة، ورئيس مجلس الوزراء محمد مصطفى ميرو ونائبه وزير الخارجية فاروق الشرع ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. واستقبله في المطار نظيره اللبناني اميل لحود ورئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ونائبا رئيس المجلس والحكومة ايلي الفرزلي وعصام فارس وأعضاء الحكومة والسفراء العرب المعتمدون في لبنان والنواب أعضاء هيئة مكتب المجلس وكبار المسؤولين في القضاء وقادة الأجهزة الأمنية. وبعد استقبال رسمي وإطلاق 21 طلقة ترحيباً وعزف النشيدين اللبناني والسوري، انتقل لحود وضيفه الى القصر الجمهوري في بعبدا الذي رفعت على جوانب الطرق المؤدية إليه أقواس نصر وأعلام البلدين ولافتات ترحيب. وفور وصولهما الى بعبدا حيث استقبلتهما ثلة من حرس الشرف، عقد الرئيسان اجتماعاً مغلقاً دام ساعة ونصف الساعة، أعقبه اجتماع للمجلس الأعلى. وترأس لحود والأسد اجتماع المجلس الأعلى في حضور، عن الجانب السوري قدورة وميرو والشرع، وعن الجانب اللبناني بري والحريري وفارس، إضافة الى الأمين العام للمجلس الأعلى نصري خوري. وطلب لحود في مستهل الاجتماع الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لذكرى الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي "كان له الفضل في تأسيس المجلس وإطلاق عمله". وفي نهاية اجتماع المجلس الأعلى، تلا خوري البيان المشترك راجع نصّه في مكان آخر من الصفحة ثم انتقل الجميع الى تناول الغداء على شرف الأسد، بعدما وقّع الرئيسان المحاضر والاتفاقات وتبادلا الأوسمة. ومنح لحود الأسد وسام الاستحقاق الوطني من الرتبة الاستثنائية في حين منح الأخير نظيره اللبناني وسام "أُمية الوطني ذو الوشاح الأكبر". وعند الرابعة، غادر الرئيس الأسد والوفد المرافق قصر بعبدا من طريق البر ورافقهما الرؤساء لحود وبري والحريري وكبار المسؤولين الى نقطة الحدود اللبنانية - السورية في المصنع حيث أجريت مراسم الوداع. وفي قراءة للبيان المشترك الصادر عن القمة، وإضافة الى المواقف الوطنية والقومية في مواجهة العدوان الاسرائىلي وتطورات أزمة المنطقة وخصوصاً بعد أحداث 11 ايلول، تبدو لافتة مبادرة الرئيس الأسد، في عدد من القضايا العالقة بين البلدين. وأبرز عناوين تلك المبادرة: - الموافقة على اقتراح لبنان إقامة سدّ على نهر العاصي، للإفادة من كامل حصته من المياه، وسدّ آخر مشترك على النهر الكبير الشمالي يتيح للبنان سدّ حاجة منطقة عكار من المياه. - تبنّي الموقف اللبناني من اعادة النظر بسعر بيع الغاز السوري الى لبنان. - إعادة دراسة جدولة الديون المترتبة على مؤسسة كهرباء لبنان والبالغة نحو 130 مليون دولار، على ان تسدّد ابتداء من مطلع العام المقبل بعد اعفاء المؤسسة من نصف القيمة الإجمالية للديون. - التعاون في مجال تشجيع زراعة القطن في عكار والبقاع ودرس إمكان إقامة مصانع مشتركة للغزل والنسيج في عكار وللتبغ والتنباك في البقاع ومصفاتين لتكرير النفط في طرابلس والجنوب. - اتجاه البلدين لطرح فكرة انشاء السوق العربية المشتركة على القمة العربية.