واشنطن - اف ب - شككت ابرز الصحف الاميركية امس في شرعية الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات برام الله في الضفة الغربية وطلبت من الرئيس الاميركي جورج بوش التدخل لوقف المعارك. واكدت صحيفة "واشنطن بوست" ان "الاعمال الارهابية الفلسطينية الاخيرة ومنها الهجوم الانتحاري، تقتضي بالتأكيد ردا عليها من باب الدفاع عن النفس"، مضيفة "ولكن لا نرى ان للهجوم الذي يستهدف كبرى المدن الفلسطينية والمقر العام لياسر عرفات نجاعة من اجل وقف العنف على غرار الهجمات السابقة التي شنتها اسرائيل خلال السنة الماضية". وقالت الصحيفة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لم يدمر بعد بالكامل السلطة الفلسطينية الشريك الوحيد المحتمل في المفاوضات مع اسرائيل "ولكن يخشى ان يقوم بانهاء ذلك من خلال الهجوم الاخير الامر الذي سيجره الى حرب طويلة الامد ضد الارهابيين يستحيل عليه الانتصار فيها" وطالبت الرئيس الاميركي التدخل لاقناع شارون بوقف هجومه. من جهتها اعتبرت "لوس انجليس تايمز" ان المبادرة الاسرائيلية تصب في خانة حركة "حماس" وغيرها من المجموعات "المتطرفة" التي تسعى الى نسف مخطط السلام الذي تمت المصادقة عليه في بيروت من طرف القمة العربية وقالت: "كلما زاد عدد القتلى زاد عدد الراديكاليين وتضاءل الامن". واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان اسرائيل "يجب ان تفهم ان عدد دباباتها المنتشرة في الضفة الغربية لا يهم ولكن بالعكس، ان هناك حلا واحدا وهو الالتزام بالانسحاب من الاراضي المحتلة وافساح المجال لقيام الدولة الفلسطينية وعودة علاقات طبيعية مع جيرانها العرب". واضافت الصحيفة: "ليس من الأكيد ان يضمن الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة وارساء حدود آمنة انتهاء الارهاب الفلسطيني. ولكن ذلك سيساهم كثيرا في خفض هذا الخطر وسيعطي للفلسطينيين مبررات للسيطرة على مجموعاتهم الارهابية". صحف بريطانية من جهة اخرى، قال الكاتب البريطاني المخضرم في شؤن الشرق الاوسط ديفيد هيرست في تحليل في صحيفة "ذي غارديان" اللندنية امس ان قرار شارون محاصرة عرفات واحتمال نفيه او قتله عمل متطرف قد يؤدي الى امور اكثر تطرفا "اذ انه غياب عرفات سيجرد شارون كليا من اي عذر لفشله حتى الآن، ويعرى زيف حجته القائلة بأن رجلا واحدا وبنيته الارهابية يقفان وراء المقاومة الفلسطينية. اذ سيتبين ان هذه المقاومة هي حركة تعود الى الشعب بأكمله وان الهجوم على عرفات لن يكون من شأنه سوى اذكائها ولكن لا ينهيها". وفي تعليق رئيسي قالت "ذي غارديان" نفسها ان شارون باجتياحه الاراضي الفلسطينية ومحاصرته الرئيس عرفات انما اراد التعبير عن رفضه المبادرة العربية للسلام التي اعلنت في ختام قمة بيروت.