أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن قمة عباس - شارون التي عُقدت إنما عقدت بموافقة صهيونية وبطلب أمريكي، فقط لمنح السلطة الفلسطينية شيئا من الاطمئنان بان الأمور على ما يرام، وقد جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس» إلى المنطقة لهذا الغرض ولكي تغري السلطة بإغراءات رخيصة مثل تقديم معدات أمنية في حال مساهمتها الجادة والفعالة في تنفيذ الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، وقد انطلت هذه الحيلة على السلطة التي رحبت بتصريحات رايس واعتبرتها تقدماً وخطوةً ايجابية، لكن جاء شارون ليعيد السلطة إلى مربع الإحباط والفشل. وقالت الحركة في بيان لها تلقت «الرياض» نسخة منه: «كما توقعنا بأن القمة التي عقدت بين الرئيس أبو مازن ورئيس وزراء العدو آرئيل شارون كانت فاشلة بكل المقاييس ولم تسفر عن شيء، وإنما أظهرت مدى التعنت والغطرسة الصهيونية في التعامل مع المطالب الفلسطينية، كما أظهرت مدى الوهم الذي تُمني به السلطة الفلسطينية نفسها من وراء قمم ولقاءات سبق أن ظهر فشلها وبان عقمها». وأشار البيان إلى أن المجرم شارون وحكومته اليمينية العنصرية يريد للسلطة الفلسطينية أن تضع جميع مطالب وحقوق الفلسطينيين وراء ظهرها وأن تركز جهدها فقط في مساعدة قوات الاحتلال للانسحاب من قطاع غزة من خلال توفير حماية أمنية، وبدا أن شارون وحكومته قد أغلقوا الباب أمام أي احتمال لمناقشة القضايا الحساسة مثل موضوع المعتقلين والانسحاب من مدن الضفة الغربية أو حتى وقف الاعتداءات اليومية ضد الشعب الفلسطيني، وغيرها من القضايا التي حملها الرئيس أبو مازن إلى لقاء شارون. وأوضح البيان أن القيادة الفلسطينية التي رأت بأم عينيها كيف ضربت دولة الاحتلال بعرض الحائط تفاهمات قمة شرم الشيخ وتنكرت لكل ما وعدت به، ها هي ترى نفس النهج ونفس المماحكة والكذب والخداع الصهيوني الذي هو جزءٌ لا يتجزأ من سياستها تجاه السلطة الفلسطينية. وأكد أن (حماس) سبق وأن دعت السلطة الفلسطينية -ومنذ أمد بعيد- إلى ضرورة عدم الجري وراء قمم ولقاءات لا تعرف عناوينها ولا يجري التيقن من جدواها، وإنما تملى من خلالها أجندة أمريكية - صهيونية، وتفرض على الطرف الفلسطيني التزامات وشروط أشبه بالمعجزات، واتضح أن دعوتنا إلى ضرورة اعتماد إستراتيجية فلسطينية شاملة بموافقة جميع القوى الفلسطينية في محلها، وأنها هي الحل الوحيد للخروج من دوامات التفاوض العقيمة واللقاءات والقمم المكررة، والتي لم تزدنا إلا تعباً وإرهاقاً واستنزافاً للوقت والجهد، وإدخال الشعب الفلسطيني في متاهات لا مخرج منها. وأضاف البيان: «إننا في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، نكرر نداءنا للسلطة الفلسطينية بضرورة عدم الوقوع في شباك الكذب الصهيوني والخداع الأمريكي، وعدم تكرار أخطاء الماضي واستنساخها وألا تتحول السلطة الفلسطينية إلى حقل تجارب للطروحات السياسية الصهيو-أمريكية. ونأمل أن يدفع فشل هذه القمة - وقبلها اللقاءات الكثيرة - السلطة الفلسطينية لتعلم الدرس واستيعابه جيداً والوقوف ساعة تفكير وتأمل حتى لا تجرّ الشعب الفلسطيني وقضيته إلى صحراء قاحلة ومستنقع لا قرار له. كما أكدت الحركة على موقفها الثابت بأن العقلية الصهيونية لن تتنازل عن عجرفتها وغطرستها ما لم يكن الموقف الفلسطيني قوياً و صلباً و قادراً على تحديد أولوياته وحماية حقوقه، وما لم يكن هناك موقف وطني جماعي بدل استفراد السلطة الفلسطينية بالقرار السياسي. من جانب آخر أعلنت خمسة أجنحة عسكرية تابعة لفصائل فلسطينية وهي (كتائب شهداء الأقصى- فلسطين- القيادة المشتركة وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد أحمد أبو الريش وكتائب المقاومة الوطنية) أن أي إقدام على اغتيال قادة المقاومة كما يهدد رئيس أركان جيش الاحتلال، سيدفعها للرد على ذلك بجميع الوسائل المتاحة وسيكون الرد مزلزلا وفي العمق «الصهيوني الهش» الذي سيكون ساحة حرب ومواجهة مفتوحة لمجاهديها واستشهادييها الأبطال. وقال بيان مشترك لها تلقت «الرياض» نسخة منه: «في الوقت الذي يتحدث الجميع عن ضرورة التزام فصائل المقاومة الفلسطينية باتفاق التهدئة، وعدم إعطاء الذرائع للعدو الصهيوني لارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني الصابر ومجاهديه الأبطال وفي ظل الالتزام التام من قبل فصائل المقاومة باتفاق القاهرة وتفويت الكثير من الفرص على العدو لتخريب هذا الاتفاق، إلا أن العدو الصهيوني الغاصب والمعتدي يأبى إلا أن يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات والمعاهدات كما عود الجميع دائما، ويقوم منذ بداية فترة التهدئة بانتهاكات خطيرة وفاضحة على مدار الساعة من اغتيالات واعتقالات وهدم وتخريب وتضييق على أبناء شعبنا على المعابر والحواجز التي تقطّع أوصال الوطن إلى كانتونات متفرقة ومناطق ليس بينها رابط». وأكدت الأجنحة العسكرية الخمسة أن أي اعتداء أو تهور من قبل هذا العدو الغاشم بحق أي فصيل من فصائل العمل الوطني والإسلامي هو اعتداء على الشعب الفلسطيني بكامله وأن التزامنا باتفاق التهدئة المعلن من قبلنا والذي نؤكد عليه مجددا لا يعني بأي حال من الأحوال عدم الرد على الاعتداءات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا المجاهد على امتداد ساحات الوطن. وكان وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز هدد باستئناف عمليات الاغتيالات ضد كوادر في حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى وكتائب الشهيد احمد أبو الريش التابعة لحركة (فتح) وذلك في اعقاب العمليات المسلحة الأخيرة التي قامت بها ضد جيش الاحتلال. وأكد خالد البطش احد قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة في اتصال هاتفي مع «الرياض»، أن حركته تتوقع تصعيدا إسرائيليا خطيرا في الأيام المقبلة ضد حركة الجهاد الإسلامي وحركات المقاومة الأخرى في فلسطين، منوها إلى دعوات القتل الصريحة التي أصدرها وزير الحرب الإسرائيلي موفاز ضد قادة وفصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا قادة الجهاد الإسلامي. وطالب البطش المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات العالمية بالرد على دعوات القتل الصريحة التي أطلقها موفاز أمام وسائل الإعلام دون أن يخشى لومة لائم. وقال البطش: «ان تصريحات موفاز باغتيال قادة الجهاد لن ترهب حركته التي تتبنى الآن رغبة الشعب الفلسطيني وحاجته إلى المقاومة والتصدي للعنف والاغتيال والقتل اليومي الإسرائيلي، مؤكداً على أن حركته سترد على أي خرق إسرائيلي أو عدوان ولن تسمح للدولة العبرية بالعربدة في الزمان والمكان الذي تريده. وفيما يتعلق بفشل قمة شارون - عباس أكد البطش أن هذا الفشل كان متوقعا، معتبرا عمليات القتل والتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة التي سبقتها هي مقدمات الفشل الذريع لتلك القمة. وأشار البطش إلى أنه كان طالب في تصريحات سابقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، بإلغاء اللقاء الذي لم يفرج عن الأسرى أو المرضى أو يوقف عمليات القتل والتدمير الاسرائيلية أو يوقف عمليات البناء في المستعمرات وبناء الجدار، منوها إلى أن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا على قناعة تامة بفشل اللقاء الذي جاء استجابة لضغوط كونداليزا رايس فقط وسط عنجهية وغطرسة إسرائيلية صاخبة وليست استجابة لظروف موضوعية على الأرض، وهو ما حدث بالفعل حيث خرج الفلسطينيون باشتراطات جديدة قد تؤدي إلى تأزيم الوضع الداخلي والوحدة الوطنية في حالة تنفيذها. على الصعيد الميداني، انفجرت صباح أمس الأربعاء عبوة ناسفة كبيرة لدى مرور ناقلة جند إسرائيلية قرب مستعمرة «موراغ» شمال مدينة رفح، واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بالانفجار مدعيا انه لم يُصَب احد بأذى. وكانت طائرات الاحتلال الحربية أطلقت مساء الثلاثاء الماضي، صاروخا باتجاه ناشط من حركة الجهاد الإسلامي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلا أن الصاروخ اخطأ الهدف، وتمكن الناشط الفلسطيني من مغادرة المكان قبل وقوع القصف. وأطلقت إحدى مجموعات ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية صاروخاً من نوع « ناصر3» على تجمع مستعمرات «غوش قطيف» غربي مدينة خانيونس. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن هذه العملية رد على غطرسة العدو المجرم واعتقالاته وقصفه للمدن الفلسطينية بطائراته الحربية، مؤكدة أنها ستقف كفصائل مسلحة سداً منيعاً في وجه الغاصب بإذن الله.