الناصرة - "الحياة" - شكك سياسيون واعلاميون اسرائيليون في جدوى الهجوم الجديد الذي أقرته الحكومة الاسرائيلية امس على الشعب الفلسطيني وقيادته في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي نجاحه في وقف المقاومة الفلسطينية. وفيما كانت التعليقات الصحافية على الاجتياحات المتكررة للاراضي الفلسطينية وعمليات تصفية ناشطين فلسطينيين متماهية مع موقف الحكومة، اتصفت تعليقات كثيرة امس بتوجيه انتقادات الى الحكومة ورئيسها ارييل شارون. وكتب المحرر في صحيفة "يديعوت احرونوت" سيفر بلوتسكر انه على رغم ان مذبحة "ليل التهيئة" عشية الفصح اليهودي، "تستصرخ الانتقام، لكن ليست هذه ساعة الانتقام، انما ساعة الحكمة". وتابع ان "الانتقام الذي ميز السياسة العسكرية الاسرائيلية استنفد ذاته ولم يردع الانتحاريين... فشلت هذه السياسة عسكرياً وهي أصلاً مشكوك فيها اخلاقياً. والأهم انها لم تعد الينا حياتنا الطبيعية... ولكن حكومة اسرائيل استلت مرة أخرى سلاح الانتقام والرد، ليس لأنه مفيد وصحيح انما لأنه الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الوزراء. ثمة وحدة وطنية على الانتقام... انها حكومة المنتقمين وليست حكومة الحكماء، لكن هناك نقصاً كبيراً". وأنهى المعلق بالتأكيد ان الانتقام وحده لن يأتي بالنصر انما يشفي الغليل... الانتقام ليس استراتيجية تقود الى نصر أو الى حل... وحكومة ليست قادرة على تأمين الحد الأدنى من الأمن لمواطنيها لا تستحق ان تحكمهم". ورأى المعلق العسكري في الصحيفة ذاتها المعروف عادة بمواقفه المتشددة اليكس فيشمان ان الاجواء التي تخيم على اسرائيل اليوم تذكر بأجواء عشية حرب حزيران يونيو 1967 "الشعور الصعب بالحصار الخانق، جمهور خائف ودولة على حافة الهاوية وحكومة مترددة". وتابع ان هذه الاجواء قادت الحكومة الاسرائيلية آنذاك الى احتلال مدن الضفة الغربية وهذا ما يحصل اليوم عند الحديث عن عملية عسكرية واسعة وتجنيد وحدات قتالية احتياطية "لكننا نأكل اليوم الثمار الفاسدة لتلك الحرب فأي ثمار ستجنيها العملية العسكرية الحالية وما الذي سيحدث في اليوم التالي؟ ما الذي سيحدث للاجماع الاسرائيلي على ضوء الاحتلال المتجدد؟". وينضم أبرز المعلقين في الصحيفة ناحوم بارنياع الى زميله في طرح الأسئلة ذاتها ويضيف اليها السؤال: "من سيملأ الفراغ في السلطة الفلسطينية بعد تقويضها ومن سيأخذ على عاتقه مسؤولية ادارة شؤون الفلسطينيين، وكيف ستعالج اسرائيل ارهاب الانتحاريين عندما يكون الرئيس عرفات بعيداً من هنا".ولفت المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الى حقيقة ان وزير الدفاع زعيم حزب العمل بنيامين بن اليعيزر كان من أبرز الداعين الى رد عسكري عنيف على عملية نتانيا، فيما قالت اذاعة الجيش ان عجوز "العمل" وزير الخارجية شمعون بيريز ونائب رئيس أركان الجيش السابق الوزير ماتان فلنائي كانا الوحيدين بين اعضاء الحكومة ال26 اللذين امتنعا عن التصويت الى جانب قرار الحكومة.