قالت شركات الطاقة العالمية التي تواصل التفاوض مع السعودية على عقود الاستثمار في قطاع الغاز ان التوقيع على الاتفاقات والوصول الى نتائج نهائية تأجل الى أجل "غير مسمى"، في انتظار الاتفاق على كل البنود "موضع النقاش". قالت مصادر في مكاتب تمثيل شركات الطاقة العالمية في الرياض ل"الحياة" ان المفاوضات في شأن عقود الغاز تحتاج الى وقت اطول خصوصاً مع بروز خلافات في شأن العائدات المتوقعة من هذه المشاريع. واكد مصدر في احدى هذه الشركات ل"الحياة" امس ان كل مكاتب تمثيل هذه الشركات في السعودية لم تبلغ اي شيء رسمياً من قبل الحكومة السعودية في شأن موعد الثاني من آذار مارس الجاري، الذي كان مقرراً ان يكون موعداً نهائياً. وعزا المصدر نفسه التأجيل الى ما اسماه "وجهات نظر" تم تبادلها خلال اجتماع اعضاء فريق التفاوض السعودي برئاسة وزير الخارجية الامير سعود الفيصل مع هذه الشركات في مدينة لوس انجليس الاميركية خلال الشهر الماضي، "وهو الاجتماع الذي لم يكشف النقاب عن كثير من تفاصيله من اي من الطرفين". ويناقش الجانبان في مفاوضاتهما المستمرة قضية كيفية تخصيص نسب العائدات المناسبة للاستثمارات الفردية العديدة والتي تكوّن مجتمعة المشاريع الكبرى الثلاثة المتفق عليها. وتشمل هذه المشاريع التنقيب عن الغاز وضخه واستعمال الغاز في الصناعات البتروكيماوية والكيماوية وتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر. ويقدر الاقتصاديون ان هذه المشاريع مجتمعة يجب ان تدر عائدات تراوح بين 16 و18 في المئة من الاستثمارات. كما يناقش الجانبان، وفقاً للمصادر نفسها، قضية ضمان الحكومة السعودية او من يمثلها لاسعار الغاز والكهرباء والماء خلال فترة عمل هذه الشركات، وقضيتي المساحات الممنوحة للشركات لاغراض التنقيب وتحديد مدى مشاركة شركتي "ارامكو" و"سابك" السعوديتين في هذه المشاريع. وكانت السعودية اعلنت العام الماضي اختيارها لثماني شركات طاقة عالمية لتنفيذ ثلاثة مشاريع رئيسية لتطوير حقول الغاز في البلاد، بموجب المبادرة التي اطلقها ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز بدعوة كل الشركات العالمية لتقديم عروضها لتطوير الغاز في البلاد. وتقود المشروع الاول شركة "اكسون موبيل" وتشارك فيه "رويال داتش شل" و"بريتش بتروليوم" و"فيليبس". وتقود المشروع الثاني "اكسون موبيل" أيضاً وتشارك فيه "اوكسيدنتال بتروليوم" و"انرون". اما المشروع الثالث فقد اسندت قيادته الى "رويال داتش شل" وتشارك فيه شركتا "توتال فينا الف" و"وكونوكو". وتتوقع السعودية ان تضخ هذه الشركات في المرحلة الاولى من المبادرة بين 20 و25 بليون دولار تصب في مجالات صناعة الغاز واقامة المرافق العامة. وتعول السعودية كثيراً على هذه المشاريع لتحقيق اهداف تنموية منها تنويع مصادر الدخل وتوظيف المزيد من الايدي العاملة الوطنية وتدريبها ونقل تقنيات تطوير حقول الغاز وتوطينها، اضافة الى تحقيق بيئة استثمارية عالمية في البلاد ضمن خطوات الاصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الاجنبية للبلاد.