لم تنفك "القلعة الحصينة" وهي الرواية الثانية للرئيس العراقي صدام حسين تلقى فيضاً من المقالات والبحوث، تتنافس على نشرها الصفحات الثقافية في صحف بغداد اليومية والأسبوعية، وينشط اتحاد الأدباء في العاصمة والمحافظات في إقامة الندوات التي يتنافس فيها المتحدثون على اضفاء عبارات التمجيد والعبقرية على "الكاتب النجيب" و"الأديب الغيور" إذ كانت الرواية صدرت بإشارة تفصح انها "رواية لكاتبه"، وهي الأشارة ذاتها التي تصدرت رواية "زبيبة والملك"، ولتكون المقالات التي قاربت المئتين في مديح الروايتين سجلت رقماً قياسياً فريداً من نوعه، مضفية من الصفات الحميدة وأحكام القيمة على كاتب "مجهول" ما لم يعرفه تاريخ الأب العربي المعاصر. وفي الأسبوع الماضي أقامت "دار الشؤون الثقافية العامة" في بغداد ندوة وصفتها صحيفة "الثورة" بأنها "ندوة موسعة" عن رواية صدام "القلعة الحصينة" لافتة الى ان الندوة جاءت بعدما "اثارت الرواية جدلاً ونقاشاً في الأوساط الثقافية لاهميتها من الناحيتين الموضوعية والفنية وما جاء فيها من طروحات فكرية واحداث وطنية وقومية". تحدث في الندوة الكاتب والناقد باسم عبدالحميد حمودي في بحث حمل عنوان "مدخل الى القلعة الحصينة"، مشيراً الى ان "هذه الرواية المهمة تحمل اكثر من رسالة فهي نوع من الأدب الروائي الذي لا ينتمي الى العمل الروائي الاعتيادي الذي تقتصر فيه حركة الشخوص على حال معينة أو حالات ويتخذ فيه مهاد العمل زمناً محدداً بسقف تاريخي ذلك ان هذه الرواية "بانوراما" حية تتسع لتقف عند جملة من احداث متعددة يعرضها الروائي الكريم". والعبارة الأخيرة "الروائي الكريم" تضاف الى عدد من العبارات التي ابتدعها كتاب مديح صدام والثناء على "أدبه". وقال القاص امجد توفيق في الثناء على رواية صدام "ما يميز هذه الرواية عن غيرها هي قدرتها على نسج قلادة من نوع خاص يرتبط فيها الحب بالحرب فيبرز المعنى الانساني العميق الذي يرفض ان تكون الحرب نقطة انفصال عن ممارسة شؤون الحياة بقلب وعقل مفتوحين، فالحب في الرواية طاقة روحية للعطاء تزيد من قدرة المقاتل الذي وهب نفسه لقضيته على التميز والبطولة والحرب". القاص خضير عبدالأمير قدم ورقته "القلعة الحصينة... الحس الملحمي واستلهام التاريخ"، مؤكداً ان "الاحساس بأهمية الملحمة جاء من قوة الافكار المتمثلة بكتابة رواية "القلعة الحصينة" باسلوبها الواضح المؤثر الشيق وبصفاتها القريبة من النفس وباقترابها من حقيقة الحب والحرب وباستلهامها مثل التاريخ وتشخيص عظمة الحياة التي اختطها البعث قائداً من خلال شخصياته التي تناضل". آخر المتحدثين هو الشاعر محمد راضي جعفر، وقال عن رواية "القلعة الحصينة" انها "تقوم على تأكيد الذات بصفتها شرط وعي للعالم... ويأتي المعنى بعد ذلك بصفته اشكالاً في الذات...". واختتم جعفر حديثه بقراءات "مختارات صوفية" من متن الرواية مؤكداً ان "الرواية استلهمت روحاً صوفية نادرة في بعض جوانب السرد فيها".